عطفاً على زيارة وزير السياحة والآثار لمحافظة عجلون !


منذر محمد الزغول

قام معالي وزير السياحة والآثار نايف الفايز بزيارة  محافظة عجلون خلال الأيام القليلة الماضية ، حيث اطّلع الفايز عن قرب على واقع السياحة والتحديات التي تواجه أهم القطاعات في المحافظة ، إضافة الى تفقده  لعدد من المواقع السياحية والأثرية   في المحافظة .

 

على كل لن أخوض  كثيرا بزيارة الفايز وصحبه الكريم للمحافظة ولن  أقف كثيرا عند التفاصيل  ، لعدد كبير من الأسباب من أهمها أن  زيارات  الوزراء  لمحافظة عجلون  وغيرها من المحافظات  الأردنية أصبحت روتينية  لا تقدم ولا تؤخر شيئاً   وتندرج تحت باب نشاطات وبرامج الوزراء الميدانية .

 

ما يهمني للأمانة في هذا المقال  هو قطاع السياحة والآثار في محافظة عجلون التي تعتبر بشهادة البعيد قبل القريب محافظة سياحية بإمتياز ، وقد  لا تنافسها في هذا المجال سوى  العقبة والبتراء ، ولكنها وللأسف الشديد لم تنل  حصتها ونصيبها  من التنمية و الدعم والمساندة المادية والمعنوية من الحكومات الأردنية المتعاقبة ، وبقي واقع السياحة في المحافظة يعاني الأمرين جراء هذا التهميش ، وهذا واضح تماما من خلال الموازنات الضئيلة  المخصصة لواقعي السياحة والآثار في المحافظة  .

 

الوزير الفايز  حقيقة  من الوزراء الذين نعتز ونفتخر فيهم ، وحسب معرفتي وعلمي  فقد كان تطوير السياحة في كافة محافظات المملكة خلال وجوده على رأس  هرم وزارة السياحة  في السنوات الماضية  شغله الشاغل ، وأظنه اليوم عازماً وبنفس الهمة والطموح     لإكمال المشوار  من جديد إن أتيحت له الفرصة الكافية ، ولكن بالطبع قد يصطدم  بالواقع الجديد  الذي يأتي بظل أصعب الظروف وأشدها  بسبب وباء وفيروس كورونا الذي جاء على الأخضر واليابس .

 

محافظة عجلون كغيرها من المحافظات الأردنية عانت الكثير  وما زالت تعاني ،، وواقع السياحة في المحافظة تدهور كثيراً ، والمنشآت السياحية في المحافظة التي كنت أتمنى على معالي الوزير زيارة بعضها لم تعد تقوى على مواجهة الظروف القاسية  التي تمر فيها،  بل إن الكثير منها أغلقت أبوابها ولم تعد قادرة حتى على تأمين أبسط إحتياجاتها ، فضاعت أحلام وطموحات أصحابها  الذين كانوا يعولون عليها  كثيرا.

 

أما المواقع الأثرية فكم كنت أتمنى على معالي الوزير الذي نجل ونحترم أن يزور بعض تلك المواقع  التي  تتعرض  للعبث والتخريب من أشخاص لا هم لهم إلا  مصالحهم الشخصية الضيقة ، وكم بت أخاف أن يأتي ذلك اليوم  الذي تصبح فيها الكثير من مواقعنا الأثرية كما هي أحجار الدولمنز في المحافظة   في خبر كان ، بعد أن تعرض غالبيتها  للعبث والتخريب .

 

وهنا أقترح على معالي الوزير ومدير الأثار العامة زيادة كوادر مديرية أثار عجلون الذين بقومون بواجبهم على أكمل وجه  وأن يكون هناك دوريات مستمرة على المواقع الأثرية على غرار دوريات الحراج ، إضافة الى زيادة مخصصات صيانة المواقع الأثرية في المحافظة وعلى رأسها قلعة عجلون التي أصبحت بأمس الحاجة لأعمال صيانة وترميم جديدة ، وأخشى إن تأخرنا بأعمال الصيانة والترميم المطلوبة في القلعة  أن يحدث ما لايحمد عقباه .

 

أما مشروع التلفريك والمخطط الشمولي للمحافظة ، فكم كنت أتمنى أن نسمع من معالي الوزير خلال زيارته للمحافظة خبرا سارا من خلال إعلانه موعدا محددا لبدء العمل في هذا المشروع الكبير الذي طال إنتظاره ، وكم كنت أتمنى أن يكون رئيس هيئة المناطق التنموية الذي استكثر على بعض أبناء المحافظة مقابلته في مكتبه  حاضرا في هذه الزيارة ، لكن يبدو أن الدنيا كلها في واد وهيئة المناطق التنموية في واد أخر .

 

على كل الهموم والتطلعات كبيرة ، وواقع السياحة في محافظة عجلون يستحق  أن نوليه الأهمية القصوى ، فإن كانت السياحة في عجلون بخير  فعندها  أتوقع  أن تكون المحافظة كلها  بإذن الله تعالى بخير ،، لذلك ننتظر  بفارغ الصبر أن تترجم  زيارة وزير السياحة للمحافظة  الى حقائق وإنجازات نلمسها على أرض الواقع خلال الأيام والأشهر القادمة ، وغير ذلك سنبقى يا معالي الوزير المحترم ندور بحلقة مفرغة من الزيارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، لكننا بالطبع نتأمل منكم ومن مسيرتكم المشرفة في وزارة السياحة كل خير ، فعجلون ومن قبلها الوطن  يستحقان أن نبذل من أجلهما كل وقتنا وجهدنا .

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

 

بقلم / منذر محمد الزغول – وكالة عجلون الاخبارية 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.