عين تحرس عمان ويراقب بالأخرى القدس والأقصى


نسيم العنيزات

قبل ستة وسبعين عاما اشرقت شمس الحرية في سماء الاردن، بعد ان طرد الاحرار في بلدي المستعمرين الغرباء عن ارصنا لتنير الدنيا من حولنا، ضوءا براقا معلنا انبلاج فجر جديد نحو الحرية والنهوض والبناء.

قبل ستة وسبعين عاما ولدت أمة أردنية عربية من جديد بسواعد أبنائها بعد ان روت دماؤهم الطاهرة ترابها، منبتة زهورا ووردا برائحة الحرية .

فمنذ وصول الأمير الهاشمي إلى معان في تشرين الثاني عام 1920م وما اعقبه من غضب بريطاني وفرنسي فعززت الاخيرة قواتها على الحدود الجنوبية السورية، كما حاولت بريطانيا إخراج الأمير من المنطقة قبل أن تفكر بالاتفاق معه؛ إذ بينت للأمير فيصل أن الحكومة البريطانية على استعداد لبحث القضايا العربية، فالتقى الأمير عبد الله بالمستر تشرشل في القدس، وتم الاتفاق بينهما على تأسيس إمارة شرق الأردن في جنوب سورية.

وبعد ان أسّس الأمير عبد الله الأول ابن الحسين عام 1921 إمارة شرق الأردن. اعترف مجلس عصبة الأمم بإمارة شرق الأردن كدولة تحت الانتداب البريطاني وظلت البلاد تحت الإشراف البريطاني حتى عام 1946.

الا ان النضال الوطني استمر على المستويين الرسمي والشعبي من أجل الحصول على الاستقلال، وبقيت بريطانيا تماطل إلى أن توجت هذه الجهود بإعلان استقلال الأردن. وعقد المجلس التشريعي الأردني جلسة خاصة قدم خلالها قرار مجلس الوزراء، وقرارات المجالس البلدية المتضمنة رغبة البلاد في الاستقلال.

.نعم انها قصة كفاح متواصل لم تتوقف عند نيل الاستقلال الذي كان بداية نهضة جديدة تبعها قرارات وإجراءات عديدة كإعلان الدستور الاردني الذي كان عقدا اجتماعيا بين الحاكم والمحكوم، تفوقت مواده وبنوده على أعتى الديمقراطيات في العالم بذلك الوقت .

كما تم تعريب الجيش العربي تحت قيادة اردنية اخلاصها لله وللأردن ارضا وشعبا .

فلا اريد الاطالة لان القصة تطول وتطول، فالحكاية أكبر من ان تسردها الكلمات، او تتسع لها الصفحات لكفاح وطني بإمكانيات تكاد لا تذكر، لكن العزم والإرادة كانا أكبر .

دولة منذ نشأتها وهي تواجه تحديات بعد ان صنعت من صخر، ونحت كبارها قصتها من حجر لتنشر حكايتها بين الجبال والبوادي، فراهن الحاقدون على تعثرها وعدم استمرارها متوقعين سقوطها، فاثبت الاردنيون انهم لوطنهم أقرب ولترابها أكثر التصاقا وتمسكا، فخاب ضن المتربصين بعد ان شاهدوا دولة بعمر الزهور تطول أكثر وتزدهر وتخضر أوراقها لتعطي ثمارا لا الذ ولا أطيب.

فبنوا، وشيدوا بعد ان خططوا وأسسوا، لترى بستانا يافعا اخضرا، فيه من كل فاكهة شكلا، يسر الناظرين اليه، ويستلذ محبوه بطعمه ومذاقه .

ولم تتوقف الحكاية هنا، لانها قصة شعب، لا بل امة صنع مجدا وبنى دولة تسكنها امة لم تحد عن قوميتها او تساوم على عروبتها وكان كل واحد فيها جندي يحرس بإحدى عينيه عمان واخرى تراقب القدس والاقصى .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.