غـالِـبُ” نَـهـرُ الـمَحَـبَّـةِ


الشاعر علي محمد الفريحات

=

عــجــلــونُ مـالـكِ تَـسـكُـبــيـنَ الأَدْمُــعــــــا أمِــنَ الـسِّـــقـــام أمِ افـتَــقَـــدْتِ مُــوَدِّعـــا؟
أمَّــــا الـسِّــقـــــامُ فَـــكُــــــلَّ أمَّــــتِـــنـــــــا غَــــــــزا ومَـع الـهُــزالِ الـسُّــــقْـــــمُ جــــاءَ مُـنَـــوَّعـــا
وَعَـن الـــوَداعِ فـفي الــمَــنــايــا بـــأسُـــــــهُ وبِــــحُـــكْــمِ رَبِّــي كـــــان ذاك مُــشَـــرَّعـــــا
الـــمَــــــوْتُ حَـــــــقٌّ والـحَـــقِــيْــــقَــــــــةُ مُــــــــــرَّةٌ لــوْلا الـــرَّحــيْـــمُ لَـــكـــانَ أمْــــراً مُــفْــجِـــعـــا
وَدَّعْتِ عجلونُ الرِّجالَ وما انقَضَوا في عُــهْــدَةِ الـتَّـاريـخِ بــاتُــــوا مَــجْـمَــعــــا
فمَنِ ارتَقَى رُتَبَ المعارجِ في الأُلَى ومَن اقْـتَـفَـى الآثــارَ يَـرْجُــوْ الأنْـفَــعـــــا
فـهُـــمُ الـمَــواكِــبُ كالـنُّـجُـوْمِ تَـمَـحَـضُــوا لِـهُــــدى الأنـــامِ وفـــيْـهِــمُ مَــنْ أبْـــــدَعــــــا
سَـرَتِ الـنُّـجـــومُ بِـفُــلــكِــهـــــا لِــمَــغــــــاربٍ تَــنْعَـى بِـهـــذا الـيَـــومِ نـجْــمـــاً أســطَــعــــا
تَــنْــعــــاهُ عَـجـلـــونُ الـتـي بِــرُبُــــــوْعِـــــهــــــا قــد عــاشَ غــالـبُ مَجْـدَهُ وتَـــرَعْـــرَعـــــا
أمَّ الـجِـبــالِ الـشُّــــمِّ والــرَّوضِ الــنَّــــدِيْ عـجـلـونُ طِـــبْـتِ مَـنـــاهِـــلاً ومَــرابِـــعــــــا
أمَّـــاً عَــهِـــدْتُــــــكِ تُـحْـسِــنــيْــنَ تَــصَــبُّــــــــراً والـيَــوْمَ صَــبْــرُكِ لا يُــطِــيْــقُ تَــمَــنُّــــعــــا
رُدِّيْ الــمَـــلامَ عــلـى الـقَــصِــيْــدِ فـــإنَّــــهُ مِـنْ مِـثْـلِ ما تَـشْكيْنَ يَشْكوْ المَوْجِعا
يــــــــا أمَّ غـــالـــــــــبَ والــقـــلائِــــــلُ مِــثْــــلُــــهُ شِـــــبْــــهُ الــنُّــجُـــــوْمِ تَـــــألُّـــقـــــاً وتَـــلَـــمُّــــعـــــــا
إنْ قـــالَ فــالأفـــعــــالُ تُــذْكِــــيْ قَــــــوْلَــــــهُ وَعَـــنِ الــدَّنـــايــــا كــــانَ دَوْمَـــــاً أرْفَـــعـــــــا
ومُـــعَـــــــلِّـــمــــــاً كــالـــنَّـــهْــرِ كـــانَ ثَـــــــــــراؤُهُ مِـنْ نَــبْـعِ فِــكْـرٍ طــابَ أصْـلاً مَــنْـبَـعــا
يَـجـريْ فَـــيَــرْويْ مِنْ تُـــراثِ جُـــدُوْدِنـــــا تِـلـكَ الـحَــكـــايـــا تَـسْـتَــرِقْـــنـــا الـمَــسْمَـعــا
رَضِـيَـتْ بــه الأقْـــلامُ داخِـــــرّ عُــهْــــدَةَ عَــهِـــدَ الـحَـقِــيْــقَــةَ والأمــانَــــةَ مَــرْجِـــعــــا
في كُــلِّ حَـفْــلٍ والـمَـحـــاسِــــنُ رَوْعَــــــــةٌ بِــنَــتـــاجِ غــالـــبَ قـــد تَــجَـــلَّــــتْ أرْوَعــــا
سَـبْــعـــونَ عــامــــاً بــالـعَــطــــاءِ كَـنَـخْـــلَـة هَــزَّتْ سَــخــاءً مـا اسْـتَـطـابَ وأمْـتَــعــا
لله دَرُّكَ غــــــــالِـــــــبٌ بِــــشَــــــهـــــــــامَــــــــــــــــــةٍ فـي الـضِّـيْـقِ كُـنْـتَ مُـفَــرِّجَاً ومُـوَسِّعــا
كُنْـتَ الـمُعَـزِّيْ في الشَّـدائِـدِ تَـنْضَـوِيْ ضِـمْـنَ الـمَسـاعِـيْ مُـقْـنِــعــاً ومُـطَــوِّعـا
سَـلَّـمْـتَـــنــــا الـسَّـبْــعَ الـعُــقُــــــــوْدَ أمــــــــانَـــــةً لِــلــخَـيْــرِ في عُـقْـبـاكَ نَـمْضِيْ أجْـمَـعَا
فَــلَــكَ الـعُــهُــــــوْدُ الـــواثِــــقــــــاتُ بِـــــأنَّــــنــــــا نَـمْـضيْ بِـنَـهْجِــكَ لِـلْـمَـعــالـيْ صُــنَّــعــــا
ودَّعْـــتَــنــا والــــرُّوْحُ فــاضَـــتْ لِــلْــــعُــــــــلا غُـــفْـــــــرانُ رَبِّيْ يَــجْــتَــبِــيْـــكَ مُــــوسِّــــعــــــا
وأنــا وصَـحْــبِــيْ والأحِـــبَّــــــــةُ هـــاهُـــنــــــا جِــئْــنــــا لـنَــدْعُــــــوا رافِـــعِــــــيْــنَ الأذْرُعــــــا
يــا ربُّ فــامْـنُـنْ يــا رَحِـــيــــمُ بِـــرَحْــــمَـــــةٍ وقِـــهِ وإيَّــــــــانـــــا الـــمـــــــــآلَ الـــمُــــفْـــــــزِعـــــا
وارحمْ إلهيْ كلَّ مَنْ ماتُوا على الـــــــ إيمانِ نَـهـجا أو سَعَوْا في مَنْ سَعَى
واكــتُــبْ لـنـا فـي الــلــوحِ مِــنَّــةَ غـــافِـــرٍ لــلــذَّنْــبِ واقـــبَــلْ شَــأنَـنــا في مَنْ دَعـا
في جَـنَّــــةٍ والـــرُّسْـــــلُ فِــــيْـــهِــــمْ أحْـــــمَــــدُ والـــفَــوْزُ مـا كــان الــحَـبِـيْــبُ مُــشَــفَّــعــا
صَــلُّـــوا عـلــيــــهِ لِـتَــسْـعَـــدُوا بِــشَــفـــاعــــةٍ وتـكــــونُ دِرْعـــــــاً لِـلْـــنَّــــجـــــاةِ وأمْــــنَـــــعـــــا

علي محمد سالم الفريحات –

بمناسبة استذكار حياة المرحوم غالب الصمادي رحمه الله تعالى

 

 

 

 

التعليقات

  1. محمد يقول

    يسلم قلمك وكلماتك الجميلة التي تلامس القلب — اما زميلنا واخونا الكبير الحبيب فلا نملك الا ان نقول رحمه الله واسكنه الجنة انا لله وانا اليه راجعون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.