فرصة لإحياء مفاوضات السلام


نسيم العنيزات

يبدو ان هناك مصلحة أردنية فلسطينية للاستفادة من الفرص والاوضاع الحالية لاحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ سنوات .

كما يسعى الجانبان لمنع اي تصعيد إسرائيلي محتمل في الفترة الزمنية القادمة ، خاصة شهر رمضان المبارك الذي يشهد عادة استفزازات إسرائيلية تمنع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الاقصى ، الامر الذي سيأجج الشارع الفلسطيني الملتهب اصلا والتي سيتفاعل معها الشارع العربي برمته خاصة الاردن.

فالاردن يرى بان الفرصة مهيئة الان في اكثر من اي وقت مضى بظل الادارة الامريكية الحالية التي جمدت صفقة ترامب المشؤومة والتي عرفت بصفقة القرن ، كما تحسن موقفها بعد ان جمدت الإدارة السابقة مساعدتها للفلسطينيين وقطعت الاتصالات معهم لاجبارهم على الموافقة على الصفقة .

كما يرى الاردن ايضا بان نظرة العالم تغيرت نحو الاحتلال الإسرائيلي بعد ان وجد نفسه محرجا امام الغزو الروسي الاوكرانيا واستيلائه على جزيرة القرم وكذلك موقف الغر ب من عملية اللجوء وسعيهم نحو تحالفات ومساندة دولية تخشى معه نظرية الكيل بمكيالين .

كما ان الموقف الامريكي من الاتفاق النووي الايراني يخالف تماما الموقف الإسرائيلي الذي يسعى الى عدم العودة إلى الاتفاق السابق وزيادة الضغط على ايران لذلك فإنها تسعى لتشكيل حلف مناهض لايران ، مما يشكل فرصة للعرب للضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها القمعية واعادة القضية الى طاولة المفاوضات بهدف عدم دفع الشارع الفلسطيني الغاضب الى اعادة ما جرى بعد العدوان الإسرائيلي على غزة من احتجاجات ومظاهرات عمت المدن والقرى الفلسطينية.

حيث يرى الاردن بانه الأقرب الى الشعب الفلسطيني والاسرع في التفاعل مع قضاياهم ، مما يخشى ان يستغل البعض حالات التعاطف والتظاهر السلمي لمساعدة الشعب الفلسطيني لمصالح خاصة مستغلا احوال واوضاع الناس الصعبة.

لذلك فان الدبلوماسية الاردنية نشطة جدا هذه الايام لتهدئة الاوضاع والضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها القمعية والاستفزازية حتى لا يزداد صيفنا الملتهب سخونة في ظل اوضاع اقتصادية واحوال معيشية زادت صعوبتها ظروف طبيعية كجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وما بينهما من احداث و قضايا داخلية تفاعل معها الشارع الاردني بوقتها .

نعم انه قدرنا ان نتأثر بجميع الاحداث والتغيرات الدولية بشكل مباشر وغير مباشر سواء كانت سياسية او اقتصادية وان نبقى ندور بدوامة اقتصادية صعبة على الرغم من المبادرات الملكية والاجراءات الحكومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.