في السياسة الأمريكية المتوقعة


د. عزت جرادات

 

بقلم /  د. عزت جرادات

* في مقالة سابقة حول تحليل السياسة الأمريكية مع بدء مرحلة بايدن وإدارته، ذكرت المؤشرات على موقع الصراع العربي- الأسرائيلي، أو ما أصبح يسمى بالتعبيرات الغربية الصراع الفلسطيني- الأسرائيلي، وأن جميع المؤشرات الداخلية والخارجية لم تترك فسحة أو مكاناً لذلك الصراع على أجندة الادارة الأمريكية الجديدة.

*توقعت تلك الادارة أن يظل هذا الصراع راكداً لفترة، وأن الوضع القائم في المنطقة يؤكد ذلك التوقّع، فلم ترّ الإدارة الأمريكية حاجة أو ضرورة للاستعجال في إرسال سفير لدى إسرائيل، كما لم تجد ضرورة ملحّة لمراجعة قرارات ترامب وإدارتهـ وبخاصة قضية القدس فهي من جهة مؤجلة لأجراءات الحل النهائي، وهي من جهة أخرى أكثر تعقيداً من أي مشكلة أخرى شرق أوسطيةـ بما في ذلك مشكلة النووي الأيراني.

*لم تستمر حالة الركود كما توقعت الأدارة الأمريكية الجديدة، فقد تفجرت الأوضاع، وكان خلل الرماد وميض نار إقتحامات الأقصى المبارك من قبل الأشرار المستوطنين من جهة، ووميض نار (حي الشيخ جراح) باستفزازات المستوطنين الأشرار أيضاً من جهة أخرى.

*وجدت إدارة بايدن نفسها أمام أزمة حادة وذات بُعديْن: فالبعد الأول هو الألتزام المزمن بالحفاظ على أمن اسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس؛ والبعد الثاني الموقف المتناقض لتلك الإدارة المتمثل بالتغاضي عن التوجهات نحو الدفاع عن حقوق الأنسان وعن المبادىء الديموقراطية ونشر الأزدهار الأقتصادي مما أدى إلى مواجهة بايدن لحملة الغضب التي تقودها بعض معافل حزبه الديموقراطي وبعض قياداته لتجاهله تلك التوجهات.

*فما هي الوسيلة التي تسعى الإدارة الأمريكية من خلالها العودة إلى منطقة الشرق الأوسط بمنهجية تعيد بعض الثقة بالجدية في إحياء (حل الدولتيْن) التي تؤديها تلك الأدارة ولو نظرياً وبالتزام ضبابي أو رمادي.

ولعل أسوأ ما سلكته تلك الإدارة، هو موقفها في إعاقة اتخاذ أي موقف أو بيان أو شبه إعلان، يدعو إلى وقف سفك الدماء الذي تقترفه إسرائيل، واذا كانت الأنباء عن إمهال بايدن لنتياهو لمدة ثلاثة أيام صحيحة، فأن أقل ما يمكن تفسيره ذلك بأنه مشاركة في سفك الدماء.

*ويرى بعض محللّي السياسة الأمريكية أن عودة الأدارة الأمريكية الجديدة إلى المنطقة، وبخاصة إدارج قضية الصراع الدائر على أرض فلسطين على أجندة تلك الإدارة- ستكون من خلال دبلوماسية رشيقة، بمعنى أنها لن تقدم التزاماً سياسياً للطرف الفلسطيني، ولن تتخذ موقفاً صلباً مع الطرف الاسرائيلي….

*فهل ستعود الحالة كما كانت عليه قبل الأحداث العدواني الأسرائيلية، وتظل قرارات الأدارة الترامبية مستمرة حتى تصبح أمراً واقعاً؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.