قاتْل جود*..!!!


نعيم محمد حسن

=

بقلم نعيم محمد حسن

كانت فرحة ذلك الشاب لا توصف … ربما كانت فرحته بنجاحه في التوجيهي بمعدل لا يزيد على الخمسين في المئة، أوهي الفرحة باقتران قريبه أو صديقه براعية النصيب…أو هي الفرحة بالتخرج من الجامعة…فرحة هذا الشاب أو ذاك…لا تكتمل إلا عندما يشهر مسدسه ويطلق تلك الرصاصة اللعينة في الهواء…؟؟؟!!!! و نحن على يقين أن الرصاصة لا بد عائدة إلى الأرض لترتطم بجسم ما…قد يكون هذا الجسم، جود..!!!

نعم، الطفلة الرضيعة، جود التي مر من عمرها عاما كاملا…الأب والأم كانا في السوق يبحثان عن ملابس تليق بطفلتهما بمناسبة عيد ميلادها الأول…الأب يحتضن طفلته الرضيعة بين يديه، شبه نائمة على تهادي وقع قدمي الأب وخفقان قلب الأم الحاني…القاتل في عالم آخر؛ يتطاير فرحا ويهز خصره طربا…رافعا مسدسه إلى السماء ليعلن نعي جود عبر فوهة مسدسه من خلال الرصاصة اللعينة القاتلة…. لتستقر في رأس جود الغض الطري…عندها، والديّ الطفلة سَمِعا صوتا مدويا…و لم يدركا أن هذا الصوت هو صوت آت من قاع جمجمة الطفلة التي يحتضنها الأب المسكين والذي ما أن لاحظ تلون يديه بدم طفلته…إلا أن صرخا معا إنها جود يا زوجتي…!!! إنها جود يا زوجي…!!!إنها طفلتنا جود…!!!! دخلت جود في غيبوبة…و بعد عدة أيام أصبحت جود طيرا من طيور الجنة…وجادت جود بروحها فداءً لفرح ذلك الشاب…!!! وأصبح ذلك الشاب مجرما مجهول الهوية…رغم أن خصره ما زال يهتز طربا…!!! ويده في الهواء تطلق الرصاص اللعين فرحا بمناسبته التي لا تعنينا بشي عندما تكون النتيجة إزهاق حياة طفلة كجود…!!!

صيفنا، لا يكاد يخلو يوم إلا فيه مناسبة فرح ومناسبات الفرح أصبحت كثيرة بحكم العادات والتقاليد والأعراف التي يجبر الناس على اتباعها …الذي ارجوه أن تخلو سماء الوطن من رصاصات الحزن هذا الصيف…؟؟؟؟!!! ولكم أن تقرروا يا شباب الفرح…يا شباب شوفيني يا جاره…!!! “أنا شاهر مسدسي..!!!” و احتمالية أن تصبح مجرما أيها الشاب، مع كل طلقة تطلقها فرحا، ترتفع مع عدد الطلقات التي تطلقها في سماء الوطن… فتوقع أيها الشاب أن تقع هذه الرصاصات اللعينة على رأس جود أخرى أو جواد آخر…!!! “ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.” صدق الله العظيم. ربما كلام الله تعالى عَنى لك شيئا أخي، مطلق الرصاصات اللعينة؛ يا قاتل جود..!!!

فمتى أيها الشاب المتهور تتحمل مسؤولية قتل (جود) حتى ترتدع؟!!!

*قصة جود حقيقية.

من بوح قلمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.