قراءة تربوية في وثيقة الاستقلال


د. عزت جرادات

*شهدت المملكة (بانوراما) من الإحتفالات الوطنية، قيادة ومؤسسات مجتمعية شملت مختلف ألوان الطيف السياسي والإجتماعي والثقافي، فذكرى الاستقلال السادسة والسبعون، وفي فجر المئوية الثانية للمملكة، جديرة بتلك الاحتفالات.
* وتدعو هذه الذكرى إلى قراءة أو قراءات لوثيقة الاستقلال التي أعلنت في جلسة المجلس التشريعي (23 جمادي الآخرى /1365 هجري) الموافق (25/أيار/1946 ميلادي) وتمّ إقرارها.
*وفي قراءة تربوية لتك الوثيقة المكونة من (192) كلمة، يمكن الإشارة إلى ثلاثة مبادىء أساسية تمثل منظومة لرسالة المملكة:
-تحقيق الأماني القومية.
-مفهوم البيعة للنظام الهاشمي الملكي الوراثي.
-إقرار نظام الحكم الديموقراطي/ النيابي.
*فالاماني القومية تعبر عن الآمال المستقبلية للمملكة بالبعديْن الوطني والعربي، فهي تؤكد الحرص على تحقيق أماني وطموحات الشعب الأردني في الإستقلال والحياة الفضلى التي أشارت إليهما شعارات النهضة العربية الكبرى؛ كما تؤكد حرص المملكة على الأماني والطموحات العربية في تحقيق الوحدة، فتكتمل شعارات النهضة العربية الكبرى متمثلة بالاستقلال والوحدة والحياة الفضلى.
*أما مفهوم البيعة فيعبر عن العقد الإجتماعي ما بين المجتمع الأردني بمختلف مكوناته والنظام الملكي الوراثي الهاشمي، ممثلاً بوريث النهضة العربية (عبدالله بن الحسين). وترسخ هذا العقد، كما ترسخت هذه البيعة، عبر المئوية الأولى للمملكة، متصلة وموصولة بالمئوية الثانية.
*وأما مفهوم نظام الحكم الديموقراطي، فتعبر عنه الوثيقة حيث تؤكد التمثيل النيابي، وهو أحد أدوات الديموقراطية وترجمتها من خلال إنتخابات تجري بحرية ونزاهة وشفافية، وثمة أدوات أخرى للديموقراطية لا تقل أهمية عن الانتخابات مثل العدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان بما في ذلك الحريات الشخصية والعامة.
*إن هذه المنظومة الثلاثية: الأماني القومية، والبيعة والديموقراطية/ النيابية تشكل مبادىء تربوية أساسية مستوحاة من قراءة تربوية لوثيقة الإستقلال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.