قطع دابر تجار المخدرات الذين يعيشون بيننا


الدكتور موفق العجلوني

=

بقلم  السفير  الدكتور موفق العجلوني

المدير العام

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

===============

 

ابدأ من حيث انتهى الزميل ماهر أبو طير ” مع كل الشكر والتقدير ” في مقاله : “الحرب على الحدود “والمنشور في صحيفة الغد الغراء هذا اليوم الموافق  ٣٠/٢/٢٠٢٢ . حيث يقول : الحرب على الحدود ليست اردنية، بل اكبر من ذلك، وهي بحاجة الى معالجة من نوع ثان، على صعيد عمليات اوسع، تصل الى حد التعاون مع العرب والروس، وغيرهم من دول وعواصم. ليبقى الحل الأهم، قطع دابر تجار المخدرات الذين يعيشون بيننا، والذين ينتظرون وصول هذه المخدرات.

 

نعم يجب قطع رؤوس الافاعي التي تعيش بيننا. ويجب ان يكون هنالك جهد مشترك من الدول الشقيقة المحاددة للأردن وخاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة والعراق الشقيق وكذلك سوريا الشقيقة والتي بأمس الحاجة ايضاً للمساعدة والتنسيق المشترك. فعندما تكون هنالك بضاعة اية بضاعة ولا يوجد مستهلكين او مسوقين او مستقبلين او موزعين تكسد هذه البضاعة وتبقى في مكانها او يتم البحث عن أسواق أخرى لتسويقها. وبالتالي لا بد من قطع رؤوس مستقبلي هذه البضاعة الخطيرة والمحرمة دولياً.

 

والسؤال الهام اين هو مجلس النواب، بدلاً من الانشغال بحلبات المصارعة وقضايا هامشية وتعابير ” لزوم ما لا يلزم ” لماذا لا يخرج علينا بتشريع يقضي بإعدام كل من يستقبل هذه البضاعة ويتاجر بها.

 

اين هي اللجان المشتركة الفاعلة لمكافحة المخدرات:

 

الأردنية السورية

الأردنية العراقية

الأردنية اللبنانية

الأردنية السعودية

الجامعة العربية

 

لا بد من وضع اليد على الجرح و ان تكون هنالك مصارحة مع الاشقاء في هذه اللجان و ان يتم كشف هذه الجماعات الإرهابية و من يقف وراءها، و يدعمها و يروج لها.

 

بطبيعة أعان الله سوريا التي نحب ونعشق على الوضع الأمني الذي تعيشه  ، والمؤامرات القذرة التي احيكت ضدها ، ووقف الأردن رغم كل الضغوط الدولية صامداً بالدفاع عن سوريا  ووحدة أراضيها ، و لم يسمح لا لجماعات  ، ولا لأفراد  ، و لا لقوى اجنبية باختراق الحدود الأردنية باتجاه سوريا .

 

ندعوا الله ان يخلص سوريا الشقيقة، سوريا الجار الأقرب لقلوب الأردنيين، من الإرهاب والارهابين و ان يعود الامن والأمان على كل شبر من الأراضي السورية و تحت سيطرة الجيش السوري. وان يتم القضاء على كل خلايا الإرهاب، وانسحاب اية قوات اجنبية من سوريا، و ان يعم الامن والأمان لربوع بلاد الشام، و ان يعود كافة اللاجئين و المقيمين في المخيمات في الأردن ولبنان و دولا اخرى الى بيوتهم ووطنهم محرراً من كافة الإرهابين و المحتلين.

 

ان وجود تجار المخدرات ومهربي الأسلحة في الأراضي السورية وبالقرب من الحدود الأردنية خطر على سوريا وخطر على كافة الدول العربية والتي يقف الأردن سداً منيعاً في وجه هذه الجماعات، وكل من يتعامل معها ضمن الحدود الأردنية. وقد أعذر من أنذر، وها هو الأردن قد غير قواعد الاشتباك مع هذه الجماعات الإرهابية. وبالتالي لا بد ان تكون هنالك جهود عربية مشتركة لمكافحة هذه الجماعات الإرهابية. علاوة يجب تغليظ العقوبات في الأردن على اية افراد او جماعات تتعاون مع الجماعات الإرهابية التي تحاول اختراق الحدود الأردنية الى درجة تنفيذ حكم الإعدام، وذلك لكي يكون هذا الدرس لمن تسول له نفسه بالمتاجرة بهذه الافة الخطيرة او بتصديرها عبر الحدود الى الدول العربية الشقيقة المحاددة للأردن.

 

و بالتالي كما اشارالزميل ماهر أبو طير : “هذه حرب على الحدود وهي توجب مساعدة الاردن من دول عربية واجنبية، فالقصة ليست قصة مخدرات موجهة للأردن فقط ، بل ان هذه شبكات تستهدف كل العالم العربي، وكل تهريبة تمر بسبب أي خطأ قد يتم نقلها بطريقة ما الى بلد عربي آخر، وهذا يعني ان المعركة على الحدود، وان كانت اردنية، الا انها تخص دولا ثانية، بما يعني ان المكافحة هنا، يجب ان تتحول الى جهد اقليمي، بما يعنيه ذلك، من جهود متكاملة، ودعم للأردن بالمعدات، او اي احتياجات يحتاجها.

 

muwaffaq@ajlouni.me

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.