كنْ واثقا أنَّ الهوى قدرا
الشاعر الدكتور محمد القصاص
كنْ واثِقاً أنَّ الهَوَى قَـــــــــدَرَا *** لا تَشتكي فالقلبُ مُسْتَعِـرَا
أشكو الهوى والحُبَّ من تَعَبٍ *** والكبدُ بالآلامِ مُنفَطِــــــــــرَا
والنَّفْسُ بالآلامِ تُثْقلِهــــــــــــا *** أحوالُها يأساً معَ الكَــــــــدرَا
إنْ تذكرَنِّي يا هوايَ ضُحَــــــىً *** أمضي لحينِ الفجْرِ مُنْتَظِــــرَا
أهفو وتَهفُو النَّفْسُ من وَجَعٍ *** يَعتادني والقلبُ مُنكَسِـــــرَا
ما زِلتُ في عودِي ومُنقَلَبِــــي *** والشَّوْقُ في الوِجْدَانِ ما انْحَسَرَا
يا قلبُ إنَّ الحُبَّ يُثْقِلُنــــــــــي *** بيني وبينَ البيْنِ مُنْدَثِــــــــرَا
آتيكِ يا نفسي ومُنطلقِـــــــي *** في رِحْلَتِي والحبُّ مُدَّخَـــــــرَا
أمَّا همومي حينَ أسفهُهَـــــا *** ألقى الهَوَانَ المُرَّ مُحتَضِــرَا
أمضي وكبدِي كلُّها ألـــــــــمٌ *** ألقاهُ في الأحشاءِ مُنْصَهِــرَا
البَعْضُ من حولي بِسَوْءَتِـــــهِ *** يَخبو عن العُذَّالِ مُسْتَتِــــــرَا
والبعضُ يغدو في ضَلالَتِـــــهِ *** صَلِفَاً لسوءِ الفُحْشِ مُبْتَكرَا
لكنني في اللهِ تَعْصِمُنــــــــي *** نفسٌ على الزَّلاَّتِ مُنْتَصِـــــرَا
والنفسُ حينَ البأسِ تَحْملُني *** بالخُلقِ للعَليَاءِ مُفْتَخَــــــــرَا
آوي لصحبي دونما وَجَــــــــلٍ *** آوي على الآلامِ مُصْطَبَــــــرَا
كنْ واثِقاً أنَّ الهَوَى قَـــــــدَرٌ *** لا تشتكي فالقلبُ قد عثَــرَا