لا تقتلوا مشروع اللامركزية مرة أخرى !


منذر محمد الزغول

بداية  أعتبر شخصياً أن  مشروع اللامركزية  هو من أفضل  وأهم  المشاريع والأفكار التي  جاءت على بلدنا منذ عقود خلت ، وهو بحق مشروع إصلاحي إداري كبير كان من الممكن أن ينقذ كافة القطاعات في وطننا لو تم تطبيقه بالطريقة الصحيحة التي أرادها جلالة الملك حفظه الله .

 

على كل رغم كل المشاكل والعقبات التي واجهت الدورة الأولى من عمر مجالس المحافظات  ورغم تقليص موازناتها الى الحد الذي جعل غالبية المشاريع التي تم إقرارها  تذهب أدراج الرياح ، إلا أننا لمسنا على أرض الواقع  إنجازات كبيرة  تسجل لهذه المجالس رغم كل الإحباطات والمشاكل التي واجهتها .

 

جلالة الملك حفظه الله أراد لهذه المجالس  أن  يكون لها الدور الأكبر  في القضايا الخدماتية و خدمة المواطنين في أماكن سكنهم وتخفيف الضغط عن العاصمة عمان وعن وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة  من خلال قيام مجالس المحافظات بواجبها التنموي  ، إلا أنه وللأسف الشديد فإن الحكومات الأردنية المتعاقبة لم تتقدم درجة واحدة في عملية تطوير مشروع  اللامركزية  وجعله حقيقة بكل ما تحمل الكلمة على أرض الواقع ، وبقي رؤساء وأعضاء هذه المجالس يقاتلون  تارة ويستجدون تارة أخرى  لتنفيذ جزء يسير من مشاريعهم  ، الأمر الذي أعادنا الى المربع الأول  وهو العمل بطريقة الفزعة  التي لا يمكن أن نبني من خلالها الوطن والدولة .

 

لكن رغم كل ذلك إلا أننا وكما يقال رضينا بالبين ، والبين ما رضي فينا ، حيث رضينا بأقل القليل من موازنات هزيلة لمجالس المحافظات ومن روتين قاهر لتنفيذ المشاريع  لقناعتنا أن الأمور ستتحسن مستقبلاً وأن مجالس المحافظات ستأحذ دورها وتعود موازناتها الى  طبيعتها ، إلا أن الأمر كان غير ذلك على الإطلاق ،حيث فوجئنا  أن القانون الجديد المقترح لمجالس المحافظات  سيدق أخر مسمار في نعش هذه المجالس التي كنا نأمل أن تكون بالفعل البداية الحقيقية لتحقيق التنمية وتنفيذ المشاريع التي تحتاجها المحافظات الأردنية .

 

أخيراً أتمنى على مجلس النواب الموقر أن لا يمرر القانون الجديد لمجالس المحافظات ، فربط هذه المجالس بوزارة الإدارة المحلية وعملية التعيين الواسعة فيها  والعديد من الأمور والقضايا الأخرى  أمر لا يمكن قبوله لمشروع إصلاحي إداري كبير إنتظرناه طويلاً بفارغ الصبر ، فلا تقتلوا هذه المجالس مرة أخرى ، بل إعملوا بكل جهد ممكن على إنقاذها قبل فوات الآوان .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

منذر محمد الزغول – وكالة عجلون الإخبارية 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.