لا تُصدقهم يا سمو الأمير ،،،


منذر محمد الزغول

في كل أزمة تمر فيها البلاد والعباد ، يظهر جلياً من يركبون الموجة بكل حرفية وإقتدار ، حيث أن هؤلاء لا هدف لهم ولا غاية إلا تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة ، ولذلك تراهم يبذلون كل جهد للخروج بأفضل ما يمكن من هذه الأزمة أو تلك ، ولا شعار لهم إلا أنا ومن بعدي الطوفان .

على كل الأردن كباقي دول العالم مر ويمر بأزمات لا حصر لها ، وهذا أمر طبيعي ، فالظروف المحيطة وجائحة كورونا أرهقت إقتصاد الدولة ، وتكاد تكون جميع قطاعات الدولة تأثرت بهذه الأزمة ، التي لا نعرف هل ستطول أم هناك ضوء قريب بنهاية النفق .

كما أن الأزمة الأخيرة التي مر فيها بلدنا الغالي وورود إسم الأمير الهاشمي حمزة إبن الحسين فيها ، تركت في نفوسنا أثراً كبيراً ، وإنقسم الشارع الأردني بين مصدق ومؤيد للرواية الرسمية وبين من لا يعتبر لها أي أساس من الصحة والحقيقة .

الى هنا فالأمور منطقية وطبيعية ، فالأمير حمزة حفظه الله يحظى بإحترام ومحبة كبيرة عند كافة شرائح المجتمع الأردني ، وهذا الأمر بالطبع ينطبق على كافة أمراء الأسرة الهاشمية ومن قبلهم قائد مسيرتنا جلالة الملك حفظه الله ورعاه ، وسر هذه المحبة راجع الى أن هذه الأسرة الهاشمية الكريمة من نسل نبينا وحبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، ولأننا ما عرفنا عن ملوك وأمراء هذه الأسرة الكريمة إلا كل خير ، وإنهم كانوا على الدوام خير سند وعزوة للأمة كلها ، إضافة الى أننا ما عرفنا عنهم إلا التواضع و العدل والإنسانية وإغاثة الملهوف ،،، وهذا سر من أسرار محبتنا وتعلقنا بملوك وأمراء هذه الأسرة الضارب جذورها بالتاريخ .

لكن الغريب والعجيب في هذه الأزمة وغيرها كما ذكرت في بداية مقالي هم من يركبون الموجة ، وهم في هذه الأيام كُثر وصوتهم عالِ جداً ، يكاد يطغى على كل الأصوات ، بل إن كل من يخالفهم بالأمر أصبح بنظرهم وبمنطقهم الأعوج سحيج ومنافق لا يريد الخير للوطن وللأمة كلها .

من المفارقات العجيبة أيضاً أنه هؤلاء أيضاً الذين أشبعونا تنظيراً عبر صفحات التواصل الإجتماعي أصبح لا هم لهم اليوم إلا زرع الفتنة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة ، فتحليلاتهم الغريبة العجيبة لم تترك شاردة وواردة إلا وتطرقوا لها ، ولكن رغم كل ذلك فإن سهام حقدهم لم تصب في أي يوم من الأيام وبقي كل كلامهم وتنظيرهم مجرد أوهام وهراء وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع .

أما رسالتي لسمو أميرنا المحبوب حمزة إبن الحسين فأقول له يا سمو الأمير،، نحن نعرف هؤلاء جيداً ، ونعرف أنهم ما خرجوا إلا لمصالحهم الشخصية الضيقة ، ونعرف جيداً أنهم ما أحبوا الوطن في أي يوم من الأيام ، وما تأييدهم لكم يا سمو الأمير إلا والله لزرع الفتنة بين أفراد الأسرة الواحدة ، فقد وجدوا بكل هذه الأزمة ضالتهم وأهدافهم المشبوهة ، فلا تصدقهم يا سمو الأمير ، ولا تصدق أكاذيبهم وخزعبلاتهم ، فكن كما كنت وستبقى بإذن الله تعالى عونا للوطن ولأخيك وقائد مسيرتنا جلالة الملك ، ونناشدك بالله أن لا يؤتين الوطن من قبلك ،،، وتذكر أيضا ياسمو الأمير عندما يضيق صدرك وتكثر الفتن ، ويكثر الهرج والمرج ، ويكثر من ينادون لإضعاف الوطن والنيل منه الحادثة المشهورة بتاريخ المسلمين في السنة الثالثة عشرة من الهجرة عندما قام الخليفة العادل عمر بن الخطاب بعزل القائد الفذ المجاهد خالد بن الوليد عن إمارة الجيش ، وهنا تجلت عظمة تربية خالد بن الوليد في طاعته لأمر خليفة المسلمين، فبمجرد أن علم بأمر عزله، قال: “الحمد لله الذي ولَّى عمر بن الخطاب، وقد كان أبو بكر أحب لديَّ من عمر بن الخطاب، فالحمد لله الذي ولَّى عمر، ثم ألزمني حبه”, فمنذ هذه اللحظة أصبح يحب عمر بن الخطاب، وليس فقط يطيعه.

أخيرا أرجو أن تعلم يا سمو الأمير أن لك محبة في القلوب لا يعلمها إلا الله ، وإعلم أن محبتك ستزداد كل يوم ، ولن ينال منها أي شيء ، ولكن نرجوك أن لا تصدق المهرجين وأبطال مواقع التواصل الإجتماعي فقد كثر نقيقهم وحقدهم على الوطن وقائد الوطن ، فكن كما أنت دوما عونا للوطن ولأخيك الملك حفظه الله ، فهو الأن يخوض أعتى معركة للدفاع عن الأمة وثوابتها ، ويخوض معركة داخلية مع الفساد ورموزه ، ومعركة إقتصادية كبيرة ليبقى الوطن عزيزا مهابا مصانا ، والأهم أنه يخوض أيضا مع شرفاء الوطن في هذه الأيام معركة لوقف حقد رموز الفتنة الذين يحاربون بالليل والنهار لينالوا من هذا الوطن وأمنه وإستقراره ، فلا تكن يا سمو أميرنا المحبوب الطريق الذي سيجد فيه هؤلاء ضالتهم لتحقيق أهدافهم المشبوهة في النيل من الوطن وأمنه وإستقراره .

 

والله من وراء القصد  من قبل ومن بعد ،،،


منذر محمد الزغول
وكالة عجلون الإخبارية

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.