لصيف آمن


نسيم العنيزات

=

لن نستنطيع الخروج من الحالة الاجتماعية الصعبة التي نمر فيها جميعا , الا بتحريك عجلة الاقتصاد ومساعدة الناس على تأمين لقمة عيشهم , التي اصبحت صعبة المنال في هذه الأيام .
طالما تحدثنا مرارا وتكرارا ان لقمة الخبز والعيش الكريم قبل السياسة . فلا ديمقراطية او مشاركة سياسية . في ظل بطون خاوية . وحالة اجتماعية تتشابك معها اوضاع سلوكية غاية في الصعوبة والتعقيد وما ينتج عنها من احتقانات ونوبات غضب نخشى ان تنفجر خارج الصدور والانفس .
اوضاع وصلت نهايتها . ولم تعد تتجاوب مع إبر التخدير بعد ان كونت اجسامنا مناعة منها واصبحت ترفضها بشدة . كما ان الوعود والاسترتيجيات لم يعد لها مكان مع الجوع والفقر .
فكل شيء من حولنا يشكو وجميع القطاعات تنزف . وشحنات الصبر استنفذت وسنوات الانتظار انقضت ونحن ننتظر غد اجمل وافضل لكنه لم يأت حتى أصبح الواحد منا كالقابض على جمر . عين على الوطن واخرى على الشارع .
ولضمان صيف امن لا بد من اجراءات سريعة تتسع معها صدور الناس للصبر قليلا . ونحيي معها الامل في نفوسهم لحين تنفيذ الخطط والاستراتيجيات الموعودة . او يحدث الله أمرا يساعد الناس .
وعلينا ان ندرك ان اي خطة او مشروع إصلاحي مهما بلغت اهميته وكانت مكانته , لا يمكن له النجاح او التقدم او ان يرى النور على اوضاع اجتماعية متضاربة غير مستقرة . لان المجتمع هو الاساس والهدف لاي مشروع او منظومة . فلا بد ان يكون مهيئا لقبولها والتفاعل معها بعقول صافية واوضاع نفسية مريحة .
وهذه الحالة لا تنتج إلا في حالة الأمان والإطمئنان والمقصود هنا الأمان الأسري والإطمئنان العائلي من خلال العيش الكريم والقدرة على توفير لقمة الخبز وعدم الخوف من الغد .
لأن الشعور بالأمان يولد القوة والثقة في الدولة ويدفع صاحبها الى الإلتفاف حولها والدفاع عنها والتمسك بها لان لديه ما يخشى عليه ويخاف فقدانه او ضياعه . وتسهم في صفاء العقول وتساعد على التفكير وعدم الإنجرار خلف الإشاعات أو قبول أفكار وطروحات لا يمكن التعامل معها او القبول فيها في الظروف العادية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.