لماذا تخلت وزارة السياحة والآثار عن دورها في خدمة المجتمع المحلي ودعم الأسر المنتجة ؟!


منذر محمد الزغول

حقيقة و منذ سنوات طويلة خلت   كانت وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة  من أكبر الداعمين للمجتمع المحلي والأسر المنتجة ، وقد لمست هذا الدعم على أرض الواقع  من خلال جميع معارض المنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية  التي كان لي الشرف بالإشراف على تنظيمها ،  حيث وصل عدد المعارض التي قمنا بتنظيمها في ساحة قلعة عجلون  لوحدها حوالي خمسة عشر  على الأقل ، وجميع هذا المعارض كانت تتعلق بدعم الأسر المنتجة في المحافظة ، وكان يشارك   معنا فيها عدد كبير من وسائل  الإعلام للمساهمة بتسويق منتجات الأسر العجلونية  وللمساهمة أيضا بترويج المحافظة سياحيا. 

الأمر الغريب أن ما حدث في هذا العام وقد أصابنا بالذهول والصدمة أن وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة التي كنا  نتوسم فيهما الخير دائما وبأنهم الأقرب للمجتمع المحلي والأسر المنتجة ، لم يكونوا في هذا العام كما كانوا في الأعوام  السابقة  ، وأن سياستهم اختلفت  نهائيا ، حيث أن دعم المجتمع المحلي والأسر المنتجة لم يعد كما كان في السابق  ضمن أولوياتهم  على الإطلاق ،وقد  صدمنا بالفعل حينما تقدمنا بطلبات وكتب رسمية  لتنظيم مهرجان الزيتون العجلوني العاشر  كما كان مُعتاد في السابق إقامته في ساحة قلعة عجلون التاريخية ، إلا إن طلبنا قوبل بالرفض بحجة أن القوانين قد  تغيرت وأنه يتوجب علينا دفع رسوم عالية جدا لإستخدام  ساحة القلعة أو حتى أي موقع أثري آخر لهذه الغاية .

على كل نحترم ونقدر سياسة وزارة السياحة والآثار ودائرة  الآثار العامة ، وكلنا فخر وإعتزاز بهم وبكل ما يقدمونه للوطن ، لكن أين هم من توجيهات جلالة الملك  الدائمة التي يؤكد فيها على ضرورة أن تنعكس المواقع الأثرية والمواقع السياحية على المجتمع المحلي وقد شدد جلالته خلال زيارته لمشروع التلفريك أن ينعكس تأثيره الإيجابي على المجتمع المحلي في المحافظة ، وهنا أتوقع أن حديث جلالة الملك ينطبق على كل المواقع السياحية والأثرية ، فكيف تحرم وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة المجتمعات المحلي والأسر المنتجة من التأثير الإيجابي لهذه المواقع ، وكيف تغلق الوزارة المواقع الأثرية أمام النشاطات الخيرية التي لا هدف لها إلا خدمة المجتمع المحلي والأسر المنتجة ، وما الحكمة من هذه القرارات  التي أصابتنا جميعا بالذهول والصدمة .

أتمنى بالفعل أن يجد مقالي هذا آذان صاغية لدى المعنيين في وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة ، وأن تعود هذه المواقع تشع بالحياة وبنشاطات المجتمع المحلي الخيرية ، وهذه أكبر هدية  من الممكن أن نقدمها لأسرنا الكريمة المنتجة و لوطننا الغالي ولقائد وطننا المفدى ولبناة هذه المواقع الأثرية من القادة العظام الأبطال الذين مروا وأقاموا في هذه البلاد المباركة .

أخيرا أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للمناطق التنموية الأردنية الذين أخذوا على عاتقهم خدمة المجتمع المحلي من خلال فتح أبواب مشروع التلفريك من أوسع أبوابة للمجتمع المحلي والأسر المنتجة في محافظة عجلون دون أي مقابل مادي ، وهم بذلك ينفذون رؤى وتوجيهات جلالة الملك بحذافيرها  بأن ينعكس  التأثير الإيجابي للمواقع السياحية على المجتمع  المحلي ، وقد لمست والله شخصيا  الحرص الكبير من المعنيين في المناطق التنموية  لتبقى أبواب مشروع التلفريك مفتوحة دائما أمام الأسر المنتجة ولجميع أبناء المجتمع المحلي في المحافظة ، متمنيا أن تعود وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة  لهذا النهج ، لأنه إذا لم يستفيد أبناء المجتمع المحلي من هذه المواقع  ، فمن سيستفيد منها إذن ، سؤال  أطرحة أمام وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة  أتمنى أن أحصل بالفعل على  إجابة له .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.