لماذا ذهبنا الى مجلس الأعيان ،، وبماذا عدنا !


منذر محمد الزغول

=

منذ يوم أمس  وأنا أفكر جدياً  بجدوى هذه الإجتماعات التي تتم بين الفينة والأخرى  في العاصمة عمان  وفي المحافظات الأردنية والتي تتناول في غالبيتها عملية الإصلاح وقضايا خدماتية لا حصر لها .

 

على كل الإجتماع الأخير الذي دعا له دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز  مع الإحترام والتقدير لهذه الشخصية الوطنية الكبيرة  أعتقد أنه  يندرج  تحت باب إصلاح الفزعة  الذي لا أرى شخصياً أي بارقة  أمل  لنجاحه  وسنبقى ندور بحلقة مفرغة من الإجتماعات التي لا طائل لها  والتي بالطبع أيضاً لن تزيد المشهد الأردني إلا مزيداً من التعقيد والضبابية وعدم وضوح الرؤيا ،،،ولذلك أؤكد في هذا المجال على عدد من القضايا ومنها

 

أولا: الدعوة منذ البداية لوجهاء وأبناء محافظة  عجلون كما هي للمحافظات الأردنية الأخرى  لم  تكن واضحة المعالم ، ، وأكاد أجزم أن غالبية  من حضر من أبناء المحافظة لم يكن لديهم أي فكرة عن القضايا التي سيتم طرحها خلال الإجتماع ، وقد تلقيت شخصياً بحكم  طبيعة عملي  العديد من الإستفسارات حول الإجتماع  الذي لم يكن لدي أيضاً أي فكرة عنه ، وهذه بالطبع ليست بصالح الإجتماع والإصلاح الذي ننشده جميعا .

 

ثانيا: مع الإحترام والتقدير لدولة السيد فيصل الفايز وأنا شخصيا لا أحمل لهذه الشخصية الوطنية الكبيرة إلا كل المحبة والإحترام والتقدير ، لكن يبقى السؤال المطروح ، هل هكذا تتم مناقشة القضايا الوطنية الحساسة ، وهل هكذا يتم مناقشة عملية الإصلاح من أساسها  ، وهل شخص  مهما كانت صفته وطبيعة عمله وقربه من جلالة الملك  يستطيع أن يقود عملية الإصلاح والحوار الوطني  لوحده ، فهذا الأمر يحتاج الى مراكز دراسات وأبحاث ، وعلى الأقل كنت أتمنى أن يكون على يمين ويسار دولة فيصل الفايز بعض رؤساء اللجان في مجلس الأعيان  ليشاركوننا   في الحوار والنقاش  ويسجلوا  كل الملاحظات التي تم طرحها خلال اللقاء .

ثالثا: مع الإحترام والتقدير أيضا لوجهاء وأبناء محافظة عجلون ، فمشكلتنا ما تزال  نفس  المشكلة ولن تتغير ، وهي أننا لا نعرف ماذا نريد وما هي القضايا الملحة التي نحتاجها ، فالكثير منا يتحدث فقط من أجل أن يقال أن فلان تحدث ، رغم أن هذا الشخص المتحدث لا يعرف هو نفسه  ماذا يريد ولماذا قام وتحدث ، وهنا  تكمن مشكلتنا أن خطابنا في محافظة  عجلون لم يكن في أي يوما من الأيام موحدا ، ولذلك بقيت  هذه المحافظة الجميلة تعاني من التهميش وعدم الإنصاف  ،، وللأسف الشديد تم طرح قضايا في الإجتماع  الأخير  وفي كل الإجتماعات السابقة كان يجب أن لا تطرح وأن لا يتم التطرق لها على الإطلاق  ، لأنها لا تشكل أي أولوية لنا في المحافظة .

 

رابعا: أكاد أجزم أننا عدنا من الإجتماع الأخير بخفي حنين كما يقولون ، وأضعنا وقتنا ووقت من إستضافنا ، وستبقى هذه مشكلتنا إجتماعات تتلوها إجتماعات ، لاهدف ولا لون ولا طعم لها ، لأننا ما زلنا ندير أمورنا بطريقة الفزعة البعيدة كل البعد عن العمل المؤسسي ، فلماذا مثلا تطرح قضايا الخدمات  والفقر والبطالة مع رئيس مجلس الأعيان ، فهل هو الجهة المناسبة  لطرح  هذه القضايا ، ألا يوجد مجالس محافظات ووزارات ومؤسسات أخرى مسؤولة عن الخدمات ، وكيف مثلا تطرح قضايا الإصلاح وقوانين الإنتخابات  بغياب مجلس النواب ،، والأسئلة بالطبع في هذا المجال  كثيرة .

 

كل أمنيات التوفيق والنجاح لدولة السيد فيصل الفايز  في مسعاه الخير هذا ، ولكن لا أتوقع أن تكتب لجهوده النجاح ، لأنها بالنهاية  تبقى جهود فردية تدار بطريقة الفزعة  ، ولا أنكر أنها تأتي من باب الغيرة على الوطن ومصلحته العليا ، ولكن طريق الإصلاح مختلفة تماما ، تحتاج الى مؤسسات ومراكز أبحات ودراسات  وإرادة  حقيقية للإصلاح .

 

أخيراً كم كنت أتمنى أن يقول لنا دولة السيد فيصل الفايز ماذا سيقول لجلالة الملك  ، وماهي القضايا الملحة  التي سينقلها لجلالته   وسط  هذا الكم الكبير من القضايا التي طرحها الحضور ، وهل بالفعل سنرى على أرض الواقع نتائج حقيقية لهذه الإجتماعات سنلمسها ولو بعد حين أو حتى بعد سنوات .

 

على كل سننتظر  ، وليس بوسعنا وأمامنا إلا أن ننتظر  لعل القادم من الأيام يحمل لنا الأفضل  والأجمل ، فأمورنا وأمور البلاد والعباد  ما عادت تسر عدوا ولا صديقا.

 

حفظ الله الوطن وقائد الوطن ، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

 

والله من وراء القصد ،،،


منذر  محمد الزغول / وكالة عجلون الاخبارية 

 

2 تعليقات

  1. عمر القواقنه يقول

    لاول مره بشعر انو فيه صحفي بشخص المشكله دون مواربه
    اتفق معك ابو تقى بكل ما قلت
    ولكن السؤال :هل يملك مستظيفكم قرار الاصلاح ولماذا لم يصلح حينما كان رئيسا للسلطه التنفيذيه
    بكفيه حوالي 50 عاما في السياسه
    ثم ان قرار الاصلاح يحتاج لكل هذه التجمعات (وما فائدة شاورني وخالفني)
    ثم ان القاصي والداني يعرف سبل الاصلاح
    ولدنا وشببنا وهرمنا ونحن نتحدث على اصلاح لا ينوونه ولو ارادوه لفعلو
    ولمن ذهب وهو يعلم انه لن يعود الا بالخفين.لما ذهبت؟؟
    اما عجلون فما كانت يوما ما اولوية لاي حكومه..وعند الله تلتقي الخصوم..

  2. د. فخري المومتي يقول

    لا فُضَّ فوك ابا تقى العزيز،
    نعم لماذا؟ رئيس مجلس الاعيان؟ وهل هو الجهة التي تطرح أمامها المطالب الخدمية؟ وهل هو الجهة المعنية بالتشريع قبل مجلس النواب؟
    ألم يكن الأجدر ان يكون رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة حاضرين؟
    ثم وللأسف ألم يكن الأولى عقد اجتماع للوفد العلوني قبل الذهاب لتوحيد الخطاب وتوزيع الأدوار؟
    صدقني يا صديقي لا نحن نعلم ما نريد ولا الفايز يعرف ما يريد من اجتماعات هذه وما يجري من لقاءات ما هي إلا ذر للرناد في العيون ويقولوا لملك البلاد انهم يعملون.
    اخي ابا تقى لقد زارنا الفايز وهو رئيس للوراء ولم ينتج عن الزيارة ولو تغطية نفقات الاستضافة لنادي عبين عبلين وقتها فالرجل يتحدث ويتصرف بأنه العارف والقادر والمحاكم والنصح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.