ماذا بعد وأد الفتنة الأخيرة ؟!


منذر محمد الزغول

 

يحسب للدولة بكافة أجهزتها وخاصة الأمنية أنها تعاملت بذكاء وحرص شديد مع جميع الفتن التي تعرضت لها مملكتنا الحبيبة  وخاصة فيما يتعلق بالفتنة الأخيرة التي  راهن  بعض الحاقدين والمهرجين  أنها ستكون شرارة البداية لفتنة تبدأ  في البلاد ولا تنتهي إلا بحرب أهلية ، ولكن وبحمد الله تعالى  وفضله ثم  بسبب حكمة قيادتنا الهاشمية وحرص أبناء وطننا وخبرة وحنكة أجهزتنا الأمنية تمكنا كما هي العادة من تجاوز أزمة وفتنة جديدة  وخرجنا منها أقوى مما كنا .

 

على كل لن أخوض بتفاصيل الفتنة الأخيرة ، ولكن من الضروري أن نناقش تبعات أي فتنة ولماذا وصلت الأمور الى ما وصلت اليه ، ثم من الضروري أن نستفيد من الأخطاء ونستخلص الدروس والعبر لنتمكن من مواصلة مشوار العمل والبناء والإنجاز في وطننا الغالي  ونقطع الطريق على كل متربص بنا وبوطننا وقيادتنا الهاشمية .

 

ولذلك في هذا المجال سأتطرق الى ما يلي  

 

أولا : مخطىء من يظن أن من قام بتأييد صاحب الفتنة الأخيرة أو كل أصحاب الفتن الأخرى   هو لأنهم مقتنعين  بفكر هؤلاء أو أن لديهم برامج وخطط واضحة المعالم للإصلاح ، ولكن كل ذلك التعاطف والتأييد يأتي من باب  السخط على الدولة والمشاكل التي تواجه المواطنين وخاصة  في مجال الأوضاع الإقتصادية الصعبة والفقر والبطالة وقضايا أخرى .

 

ثانيا: لا بد من عقد مؤتمر عاجل وسريع لبحث أسباب الإحتقان  التي تسود الشارع الأردني ، وهي بالطبع ليست كلها متعلقة بالأوضاع الإقتصادية الصعبة ، فالمواطن الأردني  الذي تبرع ذات يوم بكل ما يملك للأشقاء العراقيين والسوريين والفلسطينيين  لن تكون قضيته الأولى  بالطبع رغم  شدة حساسيتها  الأوضاع الإقتصادية ، لكن تبقى قضية  توزيع مكتسبات الدولة بكل عدالة وإنصاف ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ووضع المواطن الأردني بحقيقة كل ما يجري على الساحتين الأردنية والدولية ، ولو أن المواطن الأردني  شعر للحظة واحدة بالعدالة لقدم كل ما يملك للدولة حتى تستمر المسيرة ، لكن شعور المواطن بغير ذلك هو ما يسبب  هذا الإحتقان الشديد ، إضافة الى قيامه بتأييد كل من هب ودب  لأن  ذلك هو وسيلته الوحيدة للتعبير عما في داخله من غبن جراء سياسات الحكومات الأردنية المتعاقبة .

 

ثالثا: أتوقع أننا اليوم أصبحنا بحاجة من أي وقت مضى  لمناقشة قضايانا وهمومنا بكل تجرد وحيادية وبعيدا عن العواطف وإسلوب الفزعة  ، فالأوطان  لا تبنى إلا بالحكمة والعلم  والعدل ، ولذلك علينا أن نعد العدة جيداً ونواصل المشوار لقطع الطريق مرة أخرى على كل متربص وحاقد .

 

رابعا: ضرورة فتح حوار مع كافة أطياف المجتمع الأردني ، فكل من يعيش على هذه الأرض المباركة ويستظل بظلها ، هو بالتأكيد شريك في بناء الوطن ، وأي تجاهل أو إستبعاد  لأي فئة من فئات المجتمع الأردني لن يكون بصالح وطننا وبصالح الإصلاح الذي ننشده ونريده أن يكون حقيقة  على أرض الواقع .

 

أخيرا  من أجل ذلك كله وأنا أسجل إحترامي وتقديري لجلالة الملك ولجيشنا الباسل  ومؤسساتنا الأمنية التي يقف على رأسها كوكبة من رجالات الوطن الشرفاء الذين أداروا الأزمة الأخيرة وكل أزماتنا السابقة بكل حكمة وشجاعة ، ما جعلنا نتجاوز هذه الفتن ونحفظ هيبة الوطن وأمنه وإستقراره ،،، لكن  يبقى المطلوب في هذه المرحلة والمراحل القادمة أن نولي البطانة الصالحة في باقي وزارات ومؤسسات الوطن ، فالبطانة الصالحة هي الكفيلة والضامنة بإذن الله تعالى أن تضع لنا الخطط والبرامج والمشاريع الوطنية التي تمكننا من تجاوز جميع مشاكلنا وأزماتنا .

 

حفظ الله الوطن  وقائده  وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

 

والله من وراء القصد  ،،،،،

 

منذر محمد الزغول – وكالة عجلون الإخبارية 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.