ماذا جرى في دوحة العرب ، وهل هناك من يُريد الإساءة للأردن ؟!


منذر محمد الزغول

=

منذ اندلاع أزمة المتقاعدين العسكريين في دولة قطر وأنا أحاول أن أجد أي تفسير مُقنع أو الأسباب التي أدت الى حدوثها  ، ولكن للأسف الشديد  فإن غياب الرواية الرسمية الأردنية  فتح الباب على مصراعيه للقيل والقال والإتهامات المتبادلة بين الشركة والمتقاعدين وجهات أخرى لها علاقة بكل ما جرى .

على كل بداية أؤكد  أن  المتقاعدين  العسكريين وجميع الأردنيين يقفون  مع دولة قطر بكل قوة لإنجاح فعاليات كأس العالم  ولا أظن أن أي أردني واحد  لديه رأي غير هذا الرأي ، كما أنني أؤكد وحسب ما سمعته من المتقاعدين العسكريين  أن دولة قطر تعاملت  معهم بكل احترام  وتقدير ،، ووالله  قد  سمعت  شهادات وما يثلج  الصدور عن إنسانية وكرم  دولة قطر، بل زاد الأمر أن الكثير من المتقاعدين كان يبدأون حديثهم بالدعاء لهذه  الدولة العربية  الأصيلة أن  يبارك الله  فيها وأن يكلل  جهودها  بالنجاح والتوفيق.

كما أنني لاحظت أن هناك إجماع كبير  بين المتقاعدين أن  الإجراء الذي اتخذته دولة قطر  بحقهم  كان عين العقل  وهو إجراء حازم كان يجب أن يكون  خاصة وأن الدولة مُقبلة على حدث عالمي كبير  ولا مجال هنا للتهاون أو اتخاذ أنصاف الحلول .

حقيقة لغاية الآن  لم أستطع شخصياً أن أشكل فكرة كاملة عن القضية وأين  يقع  الخلل ومن هو المسؤول عما جرى  ، فهل  الخلل  والمشكلة في الشركة  أم في المتقاعدين ، أم أن هناك جهات خفية أرادت أن تُفسد علاقاتنا مع دولة قطر ، أم أن هناك نوايا لدى البعض لإفساد  فرحة العرب جميعا  وفرحة دولة قطر باستضافتها  لكأس العالم ، وهو بالطبع حدث تاريخي كبير يُسجل لدولة قطر وقيادتها  التي تحدت  العالم أجمع بإصرارها على استضافة كأس العالم وإنجاحه . 

للأمانة ما أثار استغرابي ودهشتي هو صمت الإعلام الأردني الرسمي والخاص عن أهم قضية واجهاتنا منذ سنوات طويلة خلت ، فهل  سبعة  آلاف متقاعد عسكري يتعرضون  لأزمة حقيقية في دولة أخرى لا يستحق  أن يتم مناقشته وبحثه بكل الطرق والسبل ، وقد طلبت شخصيا من مُقدم ومُعد أحد البرامج الحوارية الجماهيرية الأردنية أن يناقش الموضوع ولكن للأسف الشديد لم أسمع منه أي إجابة تذكر .

الحديث يطول ويطول  عن هذه الأزمة الخطيرة  ، والتي بالطبع لا تتعلق بحقوق ومصالح  آلاف الأردنيين خرجوا من ديارهم طلبا للرزق ولقمة العيش ، ولكنها بالطبع سمعة دولة كانت طوال الوقت وما زالت بإذن الله تعالى  تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع ، وقد بذل وما زال جلالة الملك عبدالله الثاني  ومن قبله جلالة الملك الحسين رحمه الله جهودا كبيرة للوصول بالأردن الى ما وصل اليه من  هذه السمعة الطيبة ، ثم هل هناك قضايا أخرى لا نعلمها    وراء هذا  الصمت المُريب الغريب من الحكومة والجانب الرسمي الأردني ووسائل الإعلام الأردنية حيال ما جرى في دولة قطر .

أخيراً  كي لا تمر القضية كغيرها  مرور الكرام أتمنى أن يُحال الملف بشكل كامل الى القضاء الأردني العادل والنزيه ، أو أن تستلم دائرة المخابرات العامة التي نثق فيها ملف  هذه القضية  ،  وأن يحاسب المقصر مهما كانت صفته ومنصبه  لأن القضية ستطال ذات يوم كل أردني يُريد أن يعمل خارج الوطن ، وبالنهاية القضية قضية سمعة وطن كان على الدوام محط احترام وتقدير العالم أجمع .

كل  أمنيات  التوفيق  والنجاح لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً ، وبإذن الله تعالى سنتابع معهم  قصة أخرى  من قصص نجاحهم  وتميزهم وإبداعهم ، وأنا واثق كل الثقة أنهم  سيكونون  على قدر المسؤولية و الأكثر نجاحاً و تميزاً في استضافة بطولات كأس العالم .  

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم / منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

 

 

 

 

التعليقات

  1. السفير الدكتور موفق العجلوني ، السفير السابق للاردن لدى جمهورية اوزبكستان يقول

    شكراً استاذ منذر لتناول هذا الموضوع المتعلق بمجموعة من نشامى الوطن المتقاعدين الذين نعتز بانجازاتهم للوطن . و اتفق معكم اننا جميعاً في الاردن نتمنى :
    أن يُحال الملف بشكل كامل الى القضاء الأردني العادل والنزيه ، أو أن تستلم دائرة المخابرات العامة التي نثق فيها ملف هذه القضية ، وأن يحاسب المقصر مهما كانت صفته ومنصبه لأن القضية ستطال ذات يوم كل أردني يُريد أن يعمل خارج الوطن ، وبالنهاية القضية قضية سمعة وطن كان على الدوام محط احترام وتقدير العالم أجمع.
    و ثقتنا في اجهزتنا الامنية و قضاءنا النزيه ، ليس لها حدود .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.