ما بين الجاهة والجنازة حكومات


محامي محمد صدقي الغرايبة

=

في جاهات الخطبة وعند تلقين الأموات هنالك صيغة تكاد تكون موحدة بين من يتصدرون المشهد من أصحاب العبي والمشايخ وبعض المتقاعدين الذين اتخذوا من الجاهات والعطوات مهنة لهم فهي مهنة من لا مهنة له لسهولة التعاطي معها وسهولة أدواتها.

ابو علي وابو حمدان والشيخ جريد والشيخ صفقان وغيرهم لديهم منهجية موحدة في التلقين والتقديم والخطب فسواء كان العريس ازعر أو من أهل الخلق والرفعة دائما لا يزكون على الله احد وان فلان ابن فلان هو من عائلة محترمة ومن بيئة عرف عنها الأدب و العلم والأخلاق علما بأن سعادة الوجيه الفاضل لا يعرف حتى اسم العريس وفي أكثر الأحيان يطلب ممن حوله ( موشوشا ) فيما بينهم… شو اسمه العريس؟؟. بعد أن يكون قد كال له اكيالا من المديح

الشيخ أبو جاعد حافظ تلقين الأموات حفظ ومهمته فقط تغيير اسمه الميت من ابو فلان لابو علنتان وهو أيضا يستوي عنده جميع الأموات وجميع من يقف فوق رأسهم للتلقين … والامر بالنسبه له لا يتعدى سوى تغيير الاسم… فالدرس هو ذاته أصبح محفوظ بين كل من يسعى إلى الأجر خلف اي جنازة ذاهبة إلى مرقدها الأخير.

منهجية الحكومات لا تختلف عن منهجية الشيخ أبو جاعد… جميعنا يحفظ ما سيأتي في برنامج حكومتنا بعد عشر سنوات من الآن وجميعنا يدرك بأن البيانات الحكومية ما هية الا تقديم سطر وتأخير سطرين وتغيير اسم وتبديل تاريخ ولكن المضمون نفسه لم يتغير ولم يتبدل منذ سنوات طوال.

مبارك للعرسان ورحم الله جميع امواتنا وامواتكم أجمعين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.