مشكلات تربوية مزمنة (2) مدارس الفترتيْن


د. عزت جرادات

=

بقلم /د. عزت جرادات

*مدارس الفترتين:

-تعتمد بعض النظم التربوية التدريس في أكثر من فترة واحدة في المدارس لسببين رئيسيين.

الأول: سياسة تربوية تقوم على الأستخدام الأمثل للأبنية المدرسية، فاليابان كانت تعتمد ثلاثة أفواج بمعدل ست ساعات تمدرس للفوج الواحد، ومازالت إلى حدٍّ كبير.

والثاني: سياسة طارئة لمعالجة مشكلة تواجه النظام التربوي، وغالباً ما تنتهي تلك السياسة بانتهاء الحالة الطارئة والأردن مثالا، مع بعض التوضيح.

*نشأة المشكلة وطنيا:

-لم يعرض النظام التربوي الأردي هذا النمط من التمدرس قبل حرب 1967- التي أدت إلى نزوح الآلاف من الطلبة وأسرهم من الضفة الغربية التي أحتلت إلى الضفة الشرقية.

-وجدت وزارة التربية والتعليم نفسها أمام مأزق أو مشكلة تتمثل في توفير المقاعد الدراسية لأستيعاب الطلبة النازحين، وقد عقدت عدة لقاءات أشبه بندوات عصف فكري شارك فيها معظم القادة التربويين لمناقشة المشكلة واقتراح الحلول الممكنة.

انتهت تلك اللقاءات إلى اعتماد التمدرس في المدارس المؤهلة في مناطق النزوح والإكتظاظ الطلابي على فترتيْن، صباحية ومسائية. وكانت الفترة ما بين  حرب حزيران (1967) وبدء العام الدراسي (1967-1968) قصيرة، ولكنها كافية لاتخاذ الترتيبات والأجراءات اللازمة من حيث:

-تحديد مناطق النزوح والاكتظاظ.

-حصر حجم المشكلة الطلابية.

-حصر المدارس الملائمة.

-تريبات الهيئات التدريسية وإدارة المدارس، ولتحقيق العدالة بين تلك الهيئات فقد اعتمدت الوزارة عملية التبادل في الفصلين: الأول والثاني.

*تقييم الحل:

اُعتبر ذلك الحل في حينه حلاَّ إبداعياً، وكان المأمول أن لايستمر طويلاً إما بانتظار إزالة آثار العدوان وعودة الطلبة النازحين، أو يوضع خطة لتفعيل إقامة المدارس الجديدة للتخفيف من حجم هذه المشكلة.

ومما يؤسف له، أن ذلك الحل الإبداعي تحوّل إلى مشكلة بل ومشكلة مزمنة، وكلما حاولت الوزارة وضع خطة للتخلص منها، كانت تواجه مفاجئة نزوح أخرى ناجمة عن الاضطرابات في المنطقة.

*ولا خلاف في أثر التدريس في مدارس الفترتين على مستوى التعليم، حيث تقصير مدة الخصة الدراسية، والبدء مبكراً جداً صباحاً، والأنتهاء متأخراً نسيباً مساءاً، وتجميد الأنشطة التربوية، وغياب برامج الرعاية للطلبة المتفوقين وللطلبة ذوي بطء التعلّم، وانحسار دور الأشراف التربوي الخ… من هذه الفعاليات التربوية.

*أية حلول؟

يمكن اعتماد أساليب جديدة للتخفيف من حدّة المشكلة مثل- العودة للأبنية الجاهزة في ساحات المدارس ذات الفترتيْن للتغلب على مشكلة استملاك الأراضي التي تأخذ زمناً طويلاً.

-اعتماد الدوام الطويل في تلك المدارس بتحويلها إلى مدرسة واحدة، بحيث يبدأ دوام الطلبة على فترات (السابعة صباحاً، العاشرة صباحاً، الواحدة ظهراً) وينتهي كل فوج بوقت يسبق قدوم الفوج الآخر في ترتيب الحصص الدراسية.

-اعتماد المدارس المركزية الكبرى لاستيعاب أكبر عدد من الطلبة للصفوف (5-12)، وإبقاء الصفوف الدنيا في مدارس الأحياء والحارات.

-تفعيــــــــــــــــــــل أسلـــــــــــــــــــــوب الاستملاك وبناء المدارس بأساليب أكثر فعالية مثل (أسلوب بيرت) PERT SYSTEM، وهو معروف لدى المهندسين للأنجاز السريع للبناء المدرسي.

* وثمة أساليب أخرى، يمكن ابتكارها بتضافر الفكريْن، التربوي والهندسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.