معالي الشيخ فيصل حمود المالك الصباح كفو ويستاهل


مهدي مبارك عبدالله

بقلم/  مهدي مبارك عبد الله

ببالغ مشاعر الغبطة والسرور وخالص معاني الفخر والاعتزاز تلقينا نبأ حصول
معالي الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح على الثقـة الأميرية الغالية من
لدن صاحب السمو امير البلاد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح  حفظه الله
ورعاه والتي أُولاه إياها بصدور المرسوم الاميري بتعيينه مستشاراً في
الديوان الاميري بدرجة وزير متمنين له المزيد من النجاح والتوفيق
فالقيـام بالمهام الجديدة المسندة إليه والتي تدل على اختيار الرجل
المناسب في المكان المناسب خصوصاً في هذه المرحلة الشديدة الحساسية التي
تتطلب المزيد من اليقظة والمتابعة لكافة الاحداث التي تشهدها المنطقة
والتي هو أهلا لها بما عرف عنه من ثبات على عهد الوفاء لتراب الكويت
الغالي وصدق الولاء والانتماء لقيادته الحكيمة ( حصن الامه ومعقل عزتها
ومشعل هدايتها )

الشيخ فيصل الصباح رجل له عراقة وتاريخ طويل أفناه في خدمة وطنه وهو
شخصية عربية أصيلة مثقفة ومتأججة بالنزعة القومية ومن دعاة الترابط
والتلاحم والتعاضد العربي يتمتع بالأخلاق الرفيعة والقيم والمبادئ
النبيلة ( صاحب وجه بشوش ونفس رضية ) متابع جيد لأحداث وطنه والمنطقة
يخجلك بتواضعه الجَم ملم بطلاقة ولباقة تشد انتباهك حتى لو اختلفت معه في
مجالات الفن والشعر والاقتصاد والرياضة والعمل الخيري والدبلوماسي
والحروب والسياسة الخليجية والعربية والدولية كانه قاموس محيط فلا تشعر
إلا بالألفة لحديثه أحب بلاده وسعى الى رفع رايتها وتجذير مكانتها
التاريخية في كل المحافل والميادين طوال 35 عام من شرف الخدمة والمسؤولية
وحينما نتصفح ذلك المعجم المتواتر خيرا وبركة في سيرته نجد اسمه في
المقدمة وعمله عنوان بارز

دخل معترك الحياة السياسية والديبلوماسية مبكرا في منتصف الثمانينات مدير
لإدارة المراسم ثم رئيسا للتشريفات بديوان سمو ولي العهد ورئيس مجلس
الوزراء الكويتي آنذاك ومثل سمو الامير سفيراً مفوضاً فوق العادة للكويت
في مسقط وعمان وقد تم تكريمه من الدول التي عمل بها بعدة أوسمة رفيعة ثم
تقلد منصب محافظ الفروانية بدرجة وزير والتي ترك فيها بصمات ما زالت
قائمة وشاهدة على  حسن ادارته وعمله وقد آل على نفسه ان يظل مجتهدا
مخلصاً ومعطاءاً بضمير حي وهمة وثابة ليأتي مؤخرا اختيار سمو امير البلاد
له في منصبه الجديد كدليل على تقدير القيادة العليا لمجهوداته التي يستحق
عليها كل خير كشخصية قيادية محنكة

اثناء عمله سقيرا لبلاده في بلده الثاني الاردن ترك بصمات مهنية وانسانية
عظيمة وشكل علامة فارقة في معجم كبار السفراء العرب في عمان كما خلق حالة
استثنائية متميزة وفريدة من التعاون والتوأمة والتأخي بين البلدين
والشعبين الكويتي والاردني وتمكن من جعلهما  بحالة شبيهة بالوَحدَة
المتكاملة دون الاعلان عنها ومن غير الدخول في مفاهيمها وشروحاتها
ومعانيها وقد اعتاد عليه الاردنيون وحظي باحترام وتقدير كل من عرفه وقد
كتب ونشر مقالات عديدة عن الاردن وقيادته الهاشمية ومازال يحتفظ بصداقات
ومودة مع عدد هائل من المسؤولين الاردنيين والمثقفين والاعلامين وابناء
العشائر والبوادي والمخيمات حتى بعد انتهاء عمله الرسمي بقي على وفائه
المعهود بالتواصل الدائم مع الاردنيين في افراحهم واتراحهم والدفاع عن
الاردن ونظامه ومساندته والوقوف الى جانبه ودعم قضاياه العادلة

كان له من اسمه نصيب فهو ( فيصل بين الحق والباطل ) لم يعرف الترف رغم
مقدرته عليه يعشق البساطة والتواضع محبة الكويت وشعبها غرست في ضميره منذ
نعومة أظفاره التي لم تعرف النعومة قط  فحياته كانت قاسية وعاشقة للعمل
ولم بعرف السكينة أو الهدوء وامن وفهم بان العمل العام رسالة تكليف وليس
تشريف ووجاهة واحتكار للنفوذ وهو واجب وطني وشرعي وأخلاقي وقبل ذلك
مسؤولية كبيرة ترجمها الحمود بكل تفانٍ وإخلاص على ارض الواقع الى
إنجازات ومكاسب ومثابرة ولم يسعى ابدا لأي مصلحة غير شموخ ورفعة وطنه
وبناء مستقبله بأمانة وصدق حين وضع نصب عينيه وفي قلبه ( الكويت الشماء
أولاً ) ولم ينتظر يوما شكرا ولا تقديرا ولا ثناءا  وذلك كله  كان جزءا
يسيرا من المبادئ والقِيم والثوابت الاصيلة التي نشأ وتربى عليها كمنهج
للتاريخ ومنظومة للعمل نحو التقدم والازدهار

تحمل الشيخ فيصل الصباح بألم وصبر واحتساب وبهمة الرجال الاوفياء كل
اشكال الظلم الوظيفي والحرج الذي تعرض له ذات يوم وتركه نهبا للافتراءات
والاشاعات والتأويلات والتزم الصمت كرد أبلغ من القول وعاتب بمحبة وبقي
مع الايام سجله العطر نظيفاً  ناصع البياض يسطع بنور الخير والحق وهو
يكتب في لحظة شهادة حق خالدة امام قيادته وأسرته والناس أجمعين

وفي كل مرة كان يتم اعفاءه من منصبه كان يرد وروح التفاؤل في نبرات صوته
بعيدا عن التذمر او الشكوى لقريب أو بعيد انها خمس كلمات فقط  ( سمعاً
وطاعة لأمر ولي الأمر (  و ( بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا
علي كرام ) وكان لا يجد في  نفسه دائما إلا موقع الاعتزاز والافتخار
والانتما الصادق لوطنه وقيادته

لقد كان معالي الشيخ فيصل الحمود على الدوام جنديا وطنيا متأهبا ومستعدا
لقبول اي منصب او تكليف من اجل رفعة اسم الكويت شريطة ان يحس بأنه سيضيف
لهذا الموقع لبنة جديدة من الانجاز من خلال روح التواصل التي جبل عليها
ومبدأ الفزعة الذي احبه وخدمة الناس المنحوتة في قلبه والممزوجة بنسيج
الواقع ( الحضري والبدوي والديني ) وفي اطار صريح وشفاف وواضح حيث لم
يحسد او يغبن احدا ولم يعرف التكلف او التكبر وتعامل باحترام كبير مع
حقوق الانسان وكل الجنسيات والاديان دون استثناء وقد جذبت شخصيته
الواقعية البسيطة والمتواضعة محبة الجميع بعدما عرف ان التميز والانجاز
لا يكون الا بالعمل المخلص وحده

وكثيرا ما كان يشار اليه بالبنان من ناحية حكمته السياسية كديبلوماسي من
طراز رفيع قل نظيره يعتمر في داخله مخزون هائل من الرؤية الحصيفة وبعد
النظر الثاقب واستشراف المستقبل وتمكنه من اصدار الاحكام والقرارات
الصائبة يساعده في ذلك تراكم الخبرات الاجتماعية والسياسية والفكرية
المتعددة الى جانب مؤهلاته العلمية فهو حاصل البكالوريوس في العلوم
السياسية وماجستير التجارة ودكتوراه في القيادات الانسانية فضلا عن تمتعه
بكاريزما فريدة عنوانها  ( فن السياسة وحكمة الطرح وفتح الفضاءات الرحبة
للتفاعل الايجابي والقدرة على التأثير واعتبار الصراحة اوسع مداخل الثقة
وتسميته الاشياء بأسمائها ووضع الجميع امام مسؤولياتهم والتماس المخاطر
قبل وقوعها بمصداقية ومنهجية ) وقد وصل لما وصل اليه من تفوق ونجاح بعرق
جبينه وجهده الدؤوب وعمله المتواصل لإعلاء راية الكويت ومكانتها بين
الشعوب والامم وبما علمه والده رحمه الله بأقواله وأفعاله أن ( حب الوطن
وخدمته وحمايته و حب أمة النبي العربي صلى الله عليه وسلم وخدمتها
وحمايتها هو فرض عين وأن موروثها هو موروث الإنسانية جمعاء )

حاز معالي الشيخ فيصل الصباح على العديد من الدروع والاوسمة وشهادات
التقدير في الداخل والخارج وقبل سنوات كرمه الاتحاد العربي للعمل
الإنساني والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية في القاهرة بحضور نخبة
من العلماء واساتذة الجامعات لجهوده الفاعلة والحثيثة وتواصله المستمر
علي المستويين المحلي والخارجي اضافة الى عطائه اللامحدود على جميع
الأصعدة

اخياره اليوم لهذا المنصب الرفيع يستحق التوقف مطولا  للتعرف على ما
ينطوي عليه من حكمة وبصيرة وبعد نظر لدى القيادة الرشيدة وبما يفهم منه
بان ( القمة لأهل الهمة ) الذين هم الاقدر على تحمل مشاق صعودها وتذليل
صعوبات الوصول اليها حين ترتقي القمم بأصحابها وتسمو لبلوغ الذرى
بالتماهي مع قيم الوسطية والاعتدال  والتسامح  وخدمة الوطن وابنائه
قيادته

لا أستطيع بكل صدق أن أصِفَ كم أنا فخور بهذا الانسان الرائع وإنه لمن
دواعي سروري أن أشاهده كل حين يقطف ثمار جهده ويعيش أحلامه كوطني مخلص
ونبيل وكلنا سعداء للغاية بهذه الرحلة الجديدة في حياته المهنية المتوجه
بالطموح والمكللة بالفلاح وهو يشرع بكل جدّ وتفاني واستحقاق لكلّ ما حصلت
عليه ووصل اليه

ختاما نقول ( كفو والله بو مالك وتستاهل ) ونعم الرجل المخلص والمجتهد
لخدمة وطنه واهله والله نسأل أن يعينك على حمل الامانة والمسؤولية وبذل
مزيد من الجهد والعطاء لخدمة الكويت وشعبها الطيب الأصيل ودمتم محروسين
بعين الله ورعايته والله يوفقكم لما فيه خير بلدكم و يمتعكم بوافر من
الصحة والعافية في ظل راعي المسيرة وربان السفينة صاحب السمو امير البلاد
الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح المفدى وولي عهده الأمين والله يحمي
الكويت من كل سوء ارضا وشعبا والف الف مبروك ومنها للأعلى بأذن الله

mahdimubarak@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.