مهرجان جرش؟


نسيم العنيزات

الازدحام وحالة الاكتظاظ التي تشهدها مدرجات مهرجان جرش دون التزام في وسائل الحماية الصحية، ونحن ما زلنا في وسط جائحة كورونا التي تفقدنا كل يوم اعزاء واشقاء، تدفعنا الى سؤال عن الرسالة التي اردنا ان نوصلها باصرارنا على اقامة المهرجان في الوقت الذي نفرض فيه قيودا وشروطا على قطاعات اخرى تحت طائلة عقوبات مشددة يفرضها قانون الدفاع المعمول به حاليا.

فالقطاع التعليمي يعاني من حالة انعدام الثقة تحت احتمالية العودة به ليكون عن بعد في ظل وجود نظام الفترتين الذي يعتبر الاسوأ بتوقيته المزعج وتخفيض الوقت المخصص للحصة الواحدة.

وكذلك الجامعي الذي يفرض ايضا بروتوكولا مشددا مع وجود فرضية تعليقه لمدة لا تقل عن اسبوعين في حال وجود 10 % إصابة في الشعبة الواحدة او الجامعة بشكل عام وهذا ينطبق على المدارس ايضا.

كل هذه الاجراءات تخضع لرقابة مشددة وتعليمات صارمة تفرض على الجميع من موظفين ومراجعي الدوائر الحكومية وكذلك أبناءنا الطلبة ومدرسيهم، باعتبار ان لا احدا محصنا من الفيروس الذي يتلاعب في العالم بتحوراته المتعددة.

كما تم تأجيل الانتخابات النقابية تحت ذريعة المحافظة على الوضع الصحي ليبقى تحت السيطرة بهدف تمكين الجميع من العيش بصحة وسلام ويحافظ على قطاعنا الصحي الذي مر بظروف صعبة جدا، كادت ان تعصف به نتيجة ارتفاع الإصابات في اوقات سابقة.

وكأن مهرجان جرش خارج المنظومة او ان زواره محصنون ولديهم مناعة اكثر من غيرهم، ونحن نرى الازدحام وعدم وجود اي تباعد بين زواره دون اي مسافة بينهم او تقيد بشروط الوقاية.

مما يضعنا امام تساؤل كيف نقنع الناس خارج المهرجان بضرورة اتباع الشروط الصحية، وما هي المبررات التي نقدمها لهم وهم يرون هذا الازدحام وعدم التقيد تحت نظر الجميع؟.

إجراءات غاية في التناقض في الية التعامل مع الجائحة والإجراءات المتبعة معها للوقاية منها وتقليل اعداد الإصابات لتبقى تحت السيطرة دون ازدياد او تفاقم، قد تعيدنا معها الى المربع الاول وتذهب بكل إجراءاتنا في مهب الريح بعد كل المعاناة والخسارة الاقتصادية والمالية وما سببته من أوجاع مجتمعية ونفسية طوال الفترة الماضية.

فعلى الصعيد الاقتصادي اعتقد اننا اذا وضعنا العائد المالي المباشر منه في ميزان الربح والخسارة فان الاحتمال الاخير سيرجح الكفة، اما اذا اردنا ان نثبت للعالم ان الاردن امن وان الوضع الوبائي مطمئن بهدف تشجيع السياحة فان الارقام تتحدث عن نفسها وهناك تقارير تصدرها منظمة الصحة العالمية يتابعها الجميع خاصة الزوار الذين ينوون زيارة اي دولة.

كما اننا لا نلاحظ حركة فوق المأمول من خارج الاردن على المهرجان وان معظم زواره من ابناء الشعب الاردني وهم ايضا قلة مع التسهيلات المقدمة، والمواصلات المجانية.

نامل ان لا نصل الى درجة التلاوم على اقامة المهرجان وان لا نصل الى نسب مرتفعة في الإصابات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.