مهنة العلاج الطبيعي والحقيقة المرّة


عبد الله العسولي

اثبتت مهنة العلاج الطبيعي اهميتها الفاعلة في كثير من مجالات الطب المختلفة وقد حققت هذه المهنة نجاحات كبيرة بمحاذاة التقدم الطبي المستمر واصبحت هذه المهنة مرادفة لكثير من المهن الطبية المتنوعة .
لكن ومن خلال عملي في هذا المجال لما يقارب الاربعة عقود وعلى المستوى المحلي هناك مثبطات تقف امام المهنة وامام تقدم وقناعة المريض في هذا المجال الهام .
اولا :أ- فيما يخص المعالجين , دخل على هذه المهنة معالجين غير مؤهلين سواءا كان من الطب العربي او ممن لا يحملون شهادات علمية مختصة في مجال العلاج الطبيعي واصبحوا يمارسون هذه المهنة في بيوت المرضى بحجة أنهم مؤهلين مما اضعف المهنة واضعف النتائج الطبية هذا إن لم تكن نتيجة عكسية على المريض
ب- عدم الاهتمام والمتابعة الحقيقية من قبل بعض المعالجين لمرضى أقسام العلاج الطبيعي فيدخل المريض الى قسم العلاج الطبيعي ويتم فحصه من قبل طبيب الطب الطبيعي ويوصى له بالعلاج اللازم لكن بعض المعالجين يُدخل المريض الى سرير العلاج ويضع له الجهاز الطبي الازم ويتركه على سريره ويرجع الى استراحته تاركا المريض في غرفة العلاج لوحده و دون متابعة شخصية واحيانا يتم نسيان المريض في غرفته لفترة من الزمن قد يكون خلالها تعرض للسعة جهازه او كمادته او يتعرض لبرودة جسمية زادت من حالته المرضية التي جاء لأجلها .
ج – الانتقاص من وقت الجلسات المخصصة للمريض فُيعطى اقل الدقائق اللازمة لكل صنف من اصناف العلاج الطبيعي المخصص له بحجة ضيق الوقت وكثرة المراجعين.
د – ترك المريض في غرفة التمارين العلاجية لوحدة مع ارشادات مقّننة ويترك المريض بعدها لوحده يعمل ما يشاء مما يسبب له فتورا واستياءا كبيرين .
ه – الاعتماد على الاجهزة الكهربائية والتمارين الآلية وعدم التعامل اليدوي مع الحالات التي تتطلب الكشف اليدوي من قِبل المعالج لمعرفة مكان الشدّ العضلي مثلا أو التصلب او محدودية الحركة للمفاصل وعدم تسجيل المستجدات على التحسن وتحريرها كتابيا .
و – عدم اعطاء مرضى الشلل الدماغي والنصفي والرباعي حقهم الطبي اللازم والاكتفاء بتمارين بسيطة ولوقت قصير والاعتماد على الارشادات الطبية لذوي المريض والتحجج بوجود كم كبير من المراجعين ولا يوجد وقت كافي مع المعالج . علما بأنه لو رجعنا الى السجل اليومي لمراجعي القسم لوجدنا أن عدد المراجعين قليل مما يستوجب اعطائهم مزيدا من العناية والاهتمام المباشرين
ثانيا: ا — عدم القناعة التامة لبعض الاطباء بضرورة مراجعة مريضه لاقسام العلاج الطبيعي ولجوء بعض الاطباء بتحويل الحالات الميؤس منها فقط للعلاج الطبيعي .
ب – عدم الاهتمام الاداري لاقسام العلاج الطبيعي …فهو القسم المظلوم اداريا فلا يعُطى حقه من المستلزمات والاثاث الا بشق الانفس ويكون القسم الوحيد المرشح والمعرّض لانتقاص غٌرفه العلاجية حينما تحتاج الادارة لمكان أو غرفة .
ج – عدم ثقة بعض الاطباء بالمعالجين فإن تحسن المريض فيعود تحسنه الى الطبيب وإن لم يتحسن فيُعزى ذلك الى المعالج الطبيعي .
د – عدم العمل الطبي بروح الفريق الواحد وذلك بضرورة عمل محاضرات علمية يتم فيها استعراض نتائج المرضى الطبية وعمل محاضرات طبية الزامية يقوم بها كل معالج بشرح مفصل عن الحالات التي تراجع القسم لمعرفة مدى معرفته الطبية بما يقوم به من علاج وتصحيح الاخطاء إن وجدت بحيث يتم تقيّيم الموظف السنوي بناءا على عطائه ومعرفته بعمله.
ه – عدم الاهتمام بمرضى الاقسام وذلك بضرورة وجود معالج طبيعي يوميا في جولات الاطباء الصباحية واخذ الرأي للمرضى الذين تحتاج حالتهم المرضية معالجة طبيعية وضرورة وجود غرفة معالجة طبيعية في اقسام المستشفى الداخلية يتم فيها معالجة المرضى الذين تستوجب حالتهم ذلك.
اتمنى من كل المعالجين العمل على النهوض بهذه المهنة وبذل اقصى درجات الاهتمام حتى نصل بها الى اعلى المستويات وأن يُشد ّ على يدي مقدمي هذه الخدمة الطبية حتى نصل بها وبالمريض الى اعلى درجات الشفاء والله الموفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.