موسى حجازين ليس وحيداً.


معتصم مفلح القضاة

=

يقلم / معتصم مفلح القضاة

تابعت بعض تفاصيل زيارة ولي العهد للفنان الوطني الحر موسى حجازين، وكم سرني حجم الفرح الذي رأيته على وجه هذا الرجل الذي أحترمه وأحترم ما قدم خلال مسيرته الفنية.
موسى حجازين الذي شارك في المسلسل الرائع “حارة أبو عواد” بشخصية “سُمعه” لم يتوقف عن العطاء منذ عقود ، بل ونوّع في عطائه حتى أنني أجزم أن أحداً لن يزاحمه في مجاله لسنوات قادمة.
فرِحَ الفنان الكبير بالزيارة وحق له أن يفرح، فمثل هذه الزيارات تغطي على الكثير من الفشل الحكومي في دعم الفن الهادف، وضياع بوصلة دعم الناجح.

الزيارة لطيفة ومعبرة ولكن الحقيقة المرة أنها غير كافية، والذي يكفي ويشفي الغليل أن تجد التزاماً حقيقياً لدى مؤسسات الدولة والوزارات المعنية بدعم المبدعين في شتى مجالاتهم.
الذي يشفي الغليل ألا تسمع يوماً أن مبدعاً أمضى على سرير الشفاء أياماً وأسابيع دون أن يتلقى العلاج المناسب، كما حدث للراحل جهاد جبارة، وألا تقرأ عن شخصية وطنية بذلت الكثير تمضي أيامها على الخبز والسردين وتنتظر الأجل بهمومِ الفقر والعوز.

الذي يشفي الغليل حقاً أن يكون الوطن حاضنة الإبداع لأبنائه المقيمين على أرضه والمغتربين في أرجاء الأرض.

أن يكون الوطن وجهة المستثمر الأولى من أبنائه وجيرانه وأصدقائه.

الزيارة لا شك أنها حملت كمّاً هائلاً من الدعم النفسي للفنان، كما لا أشك أنه نقل لسمو الأمير شيئاً من همومه والتي هي هموم وطن. لذا فالذي يشفي الغليل أن تتحول هذه الهموم إلى خطة عمل وبرنامج واضح المعالم.

الزيارة كانت لطيفة ومتواضعة في تفاصيلها لكنها عميقة في دلالتها، فشكراً للزائر على هذه اللفتة وشكراً للمعزب على الهدية التي عمّقت معاني التسامح والتعايش النبيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.