ناصر اللوزي من السياسة الى المال


الدكتور موفق العجلوني

بقلم  السفير  الدكتور موفق العجلوني 

المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

 ————–

في جلسة حوارية قبل جائحة كورونا كانت تغص بالحضور من مختلف المناصب الرسمية وغير الرسمية ومن مختلف فئات المجتمع الاردني، كانت أطراف الحديث تدور ما بين السياسة والاقتصاد والاعلام والامن والتحديات التي تواجه الاردن وخاصة المديونية وعجز الموازنة احوال الطقس والزراعة وكيفية القضاء على جيوب الفقر ومعالجة البطالة. كان الحديث عن ناصر اللوزي، والتوقعات بتولية أحد المناصب الهامة بعد مغادرته الديوان الملكي العامر.

لا اعرف حقيقة عندما يذكر اسم ناصر اللوزي يذهب مؤشر البوصلة الى الديوان الملكي العامر. وبنفس الوقت تذهب بي الذاكرة الى دولة المرحوم الاستاذ احمد اللوزي ابو ناصر والذي تتلمذت على يديه بعد تخرجي من الجامعة عام ١٩٨٠ والتحاقي بالمجلس الوطني الاستشاري حيث كان دولته رحمه الله رئيس المجلس الوطني الاستشاري.

عندما اقسمت اليمن امام جلالة الملك حفظه الله بمناسبة تعييني سفيرا في أوزبكستان ٢٠١٠، كان معالي المهندس ناصر اللوزي رئيسا للديوان الملكي  .لا ابالغ اطلاقا – و هذا ليس رأي فحسب – و كوني اكن لمعاليه كل تقدير و احترام –و لكن عندما  كان يذكر اسم ناصر اللوزي ، تذهب البوصلة باتجاه الديوان الملكي .ليس انتقاصاً ممن تولوا رئاسة الديوان الملكي – و الذين اكن لهم كل تقدير و احترام و،  خاصة معالي أبو الحسن  منحه الله الصحة والعافية وأعانه على تحمل المسؤوليات الجسام ، و الذي استقبلني في كل ترحاب و تقدير اثناء زيارتي لمعاليه في الديوان الملكي العامر  .

عندما تولى معالي ناصر اللوزي مسؤولية رئاسة الديوان الملكي العامر بموجب الرسالة الملكية السامية التي وجهها له جلالة الملك  عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله بتاريخ ٤/١٠/٢٠٠٨ و التي جاء فيها:

“انني اعهد اليك برئاسة ديواننا الملكي الهاشمي لتواصل مسيرة عطائك وخدمة وطنك بأعلى درجات الشعور بالمسؤولية واستيعاب تحديات هذه المرحلة من مسيرتنا الوطنية المباركة “.

 نعم قام  ناصر بواجبه على أكمل وجه، ونال ثقة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ونال رضى الناس ومحبتهم كما نال والده رحمة الله ثقة جلالة الملك حسين رحمه الله ورضى الناس ومحبتهم، وعندما غادر عتبات الديوان كان الجميع يتطلعون انه ذاهب لتولي رئاسة الوزراء.

في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الاردن نتيجة لظروف جائحة كورونا ونتائجها الاقتصادية والاجتماعية علاوة على الظروف السياسية التي تعصف بالمنطقة. و بعد ان اطلق جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله الاوراق النقاشية السبعة – كان يتوقع الأردنيون ان تخرج علينا بطانة صالحة  و تأخذ  بما جاء في الأوراق النقاشية و تبدأ بمعالجة كافة أسباب الخلل الحاصل قي إدارة الدولة و في معالجة التدهور الاقتصادي و الوضع الصحي ، وعدم اشغال جلالة الملك حفظه الله بأمور ثانوية من اختصاص و مسؤوليات الوزراء و المدراء و المسؤولين ، فلدى جلالة الملك قضايا سياسية و دولية و هموم كل المواطنين الأردنيين و خاصة ما الت اليه الأوضاع بسبب جائحة كورونا ، و لكن بكل اسف و تجرد اكاد اجزم و خاصة في تعرض المملكة الى الفتنة ، كان هنالك ليس فقط غياب للعقل و لكن كان هنالك غياب للحكمة الامر الي اخذ الاردن وراء سحابة صيف – وانجلت بحمد الله – كنا بغنى عنها ، كنا بإمكاننا ان نزيح هذه السحابة عن اجوائنا الأردنية أجواء العائلة الواحدة لو توفرت تلك الحكمة و لم تغيب عن البطانة ” و المفروض ان تكون بطانه صالحة ” و تأخذ العبيء عن جلالة الملك لا ان تكون عبئ على جلالته . .

 

ناصر اللوزي فاجأنا وهو يغادر البطانة الحكومية والسياسية بمزيجها الصالح والغائب عن الحكمة و بعد النظر ، الى قمة الهرم في البنك الأردني الكويتي، واعتقد ان لديه هناك بطانة مصرفية صالحة تم رعايتها وسقاية مواردها وإيراداتها بأخلاق عبد الكريم الكباريتي.

نعم ناصر اللوزي كما عرفته وعرفه الكثيرون وعلى رأسهم جميعاً مولاي جلالة الملك عبد الله حفظه الله ، هو صاحب خلق كريم وارثاً لوزي عريق – وصاحب يد نظيفة لا تطول الا على الخير وعمل المعروف ومساعدة المحتاج ورد مظلمة المظلوم – سار على طريق والده ابو ناصر رحمه الله ووصاياه وحكمته وطريقه، فنال اجماع محبة الاردنيين – وها هو على مسيرة والدة نال ثقة قائد الوطن ومحبته ، كما نال رضى الناس وتقديرهم واحترامهم. كان الاسرع والاوفى في تلبية النداء نداء الواجب  و نداء الوطن و قائد الوطن و المسؤولية دون الانخراط في التجاذبات هنا و هناك – كان همه الوطن و قائد الوطن و المصلحة العامة و التواصل مع الجميع و الوقوف على مسافة واحدة من الجميع دون محاباة هنا و هناك – و دعا كافة الاردنيين للوقوف صفا واحدا خلف جلالة الملك –  الذين يدعون ليل نهار ان ييسر الله لجلالته بطانة صالحة  – و انت يا ناصر مثلت  خيرة الخيرة لهذه البطانة الصالحة ،  بطانتك و سريرتك و تاريخك يعرفه الاردنيون – فقد خبروا والدك رحمه الله من قبلك – كما خبروك ووثقوا بك و احبوك – فكنت الامين في كل المواقع التي شغلتها .

يقول المثل الأردني ” ثلثين الولد لخاله ” . كنا نتطلع ان تشغلوا موقعاً رسميا في قمة هرم المسؤولية في الدولة، ولكن فوجئنا كما فوجي الأردنيون عندما تولى دولة الخال عبد الكريم الكباريتي رئاسة مجلس إدارة البنك الأردني الكويتي، فكان الحديث كيف يقبل عبد الكريم الكباريتي من موقع رئيس وزراء الى موقع في بنك …!!! الا ان الامور سارت بعكس التوقعات، قاد البنك الأردني الكويتي الى مصاف البنوك المحلية والعالمية. ومن هنا نتوقع من معالي السيد ناصر اللوزي السير على نفس مسيرة الخال في البناء على ما تم بناءة ليأخذ البنك الأردني الكويتي الى معارج التقدم والنجاح والمساهمة في الاقتصاد الأردني بشكل ممتاز وبنفس الدرجة التي شهدها البنك اثناء فترة تولى دولة عبد الكريم الكباريتي رئاسة مجلس الإدارة.

 

و قد وصف العديد ناصر اللوزي بأنه :  رجل إصلاحي غير منحاز وحريص على الاقتصاد الأردني  ، وهو شخصية ليس لها خصومات سواء مع القطاع العام او القطاع الخاص ، فهو سياسي يتقن اللعبة السياسية بما في ذلك الاعتبارات التقليدية. ونأى بكل مواقعه التي تولاها عن الجدل، ولم يعمد الى التدخل في العمل التنفيذي للحكومة، او ينشيء حكومة ظل تهيمن على عمل السلطة التنفيذية ليغدوا رئيسها. بنفس الوقت فقد حاول التقاط عناصر مشتركة بين القطاعين العام والخاص، مع الإبقاء على استقلالية كل منها. ويتمتع بـ «أخلاق الفارس» في تعامله مع المجتمع بشكل عام حيث يشيع أجواء من الراحة والطمأنينة، وأن تواجده في أي مكان لا يثير أي توتر للآخرين، فهو هادئ الطباع، ومصدر راحة وإلهام في العمل، ويعتبر صديقاً أكثر مما هو رئيس عمل، وليس مقاتلاً في العمل فالجميع يحبه ويحترمه وهو مريح وغير منفّر، ويتعامل بأريحية مع الجميع.

نتمنى لمعالي أبو أحمد كل التوفيق والرعاية في إدارة البنك الأردني الكويتي وهو ان شاء الله خير خلف لخير سلف وأيضاً بتولي المدير العام السيد هيثم البطيخي والمعروف بخلقة الكريم وادبه الجم وادارته الحصيفة نتوقع للبنك الأردني الكويتي كل التقدم والازدهار.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.