ناقوس خطر حقيقي يـُـدق


عمر سامي الساكت

 

لن أخوض بما حصل فالجميع يعي تفاصيل المشهد ولكل وجهة نظره ولكن لعلنا نخوض في الأبعاد الأعمق وهي لماذا حصل كل هذا بصراحة؟ لا أعتقد بأن عاقل يقبل الإساة أو التعدى على الملك والنظام في الأردن سواء اتفقنا مع ما ينتج عنهم أم لا فالكل يدرك أن الملك والعائلة الهاشمية هي ميزان استقرار النظام السياسي في الأردن ولعلنا نعي ما حصل في الدول المجاورة جراء غياب هذه الثوابت، إلا أن الشي بالشئ يذكر ورب قارئ أوعى من كاتب وحسب الفصيح بلاغة أن يعي القارئ مقاصده وإن كانت اللكنة في الحق خيرُ من الفصاحة بالباطل.

أعتقد بأن ردة الفعل لما حصل في مجلس النواب ناجم عن عدم رضى الناس عن أداء المجالس النيابية ولا يعبر عن نبض الشارع الحقيقي فتعاطفوا نكاية به وتأثراً بالموقف، وأما أبناء العشائر الذين تعاطفوا ومن إلتفوا حول الحالة أعتقد بأن السواد الأعظم منهم يعبرون عن غضبهم على الحكومة من جراء غياب العدالة وضعف سيادة القانون وشعورهم بالإهانة لتراثهم ومكانتهم ولإقصاء أبناء العشائر العريقة عن مطابخ صنع القرار وكأن الأردن هي عمان فقط وباقي المحافظات والقرى والبوادي والمخيمات تعاني من فقرها لمراكز توظيف حقيقية فجل شبابنا وشيباننا يعملون في عمان وقصبات المدن نوعا ما ، والدولة تعي بأن من يتم اختياره من أبناء العشائر غالبيتهم ولا أعمم يتم تفصيلهم على قد المقاس حتى أن الدولة أصبحت تعين شيوخ القبائل والعشائر بكتاب من الديوان الملكي مرفقاً بتواقيع مفتعلة لتشييخ رجالات منهم أصحاب أسبقيات أو إمعات وجهلة وسعاة مناصب ومكاسب لهم ولمن لف لفيفهم ولا تهمهم لا العشيرة ولا كل الأردن بل يهمهم بطاقة عزيمة من الديوان وظرف من المحافظ برسالة شكر شفوية وصورة مع المسؤولين والذوات وغالبية هؤلاء المشايخ والمخاتير مكروهين من فعايلهم الشينة بل وتدخلت الحكومة بتفتيت العشائر بتعيين بعض إمعاتها بمناصب حساسة وتحييد أصحاب العلم والجاه وإفقارهم بعدم تعيينهم حتى بوظائف عادية إلا بشق الأنفس، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من أُقيل من عمله العادي إن كان قد حصل عليه ومنهم من هاجر البلاد طلبا للرزق والاستقرار، نعم هنالك مسؤولية إجتماعية على عاتق كل شباب وشيبان العشائر بسكوتنا على هؤلاء الإمعات والمتسلقين ومن لف لفيفهم والمشايخ المصطنعة التي ساهمت فيما وصلنا إليه من تردي، والقضية ليست أبناء عشائر فقط فنحن جزء من نسيج المجتمع الأردني العريق بشتى منابتنا وأصولنا فنحن بشر متساوون أمام الله بغض النظر عن عرقنا وديننا ، ونحن مواطنون سواسية أمام القانون نبحث عن العدالة وسيادة القانون، فلا يستوي أن يجثم على صدورنا مسؤولين منذ أن وعينا على الدنيا وهم في كراسي المسؤولية عقود من الزمان، فمن هؤلاء الجهابذة الذين لم تستطيع الدولة أن تستغني عن خبراتهم وعطاءهم حتى وهم في أرذل العمر بل ؟  بل ويظهر فراخهم بمناصب حساسة لم يحصل عليها عبقري مبدع من غير أبناء هذه النخبة وهؤلاء من أوصولنا لما نحن عليه، هؤلاء من خان القسم والملك وأغضبوا المواطنين من حكومتنا ودولتنا ومسؤوليينا بتصرفاتهم الأنانية والنرجسية والله لأن غالبية الأردنيين البسطاء وأنا منهم نحب الملك ونحرص عليه أكثر من أقرب المسؤولين والمستشارين إليه (ولا أعمم) لكن جلهم يبحث عن مناصب ومكاسب ويصل الملك والنظام ما يقولونه في مجالسهم الخاصة بعد أن تنتهي مصلحتهم مع الملك والنظام بل وتسرب العديد منها، نحن نحب الملك والنظام والعائلة الهاشمية وتراب الأردن وجيشنا ودركنا ومسؤوليينا الشرفاء فقط، نعم جل هؤلاء المنافقين بحاجة إلى تبديل لإصلاح الوضع وإلا وصلنا لما لا يحمد عقباه فما حصل يدق ناقوس الخطر بصوت مرتفع، فأدركها يا جلالة الملك قبل إلا ندركها، فنحتاج لثورة حقيقية بيضاء على الفساد فلدينا آلاف الفاسدين المتنفذين الذين يعيثون في الأردن والعباد فساداً ونهباً وتسلطاً ويسيؤون للدولة والملك وتراب الأردن والملك براء منهم ومن أفعالهم ، أعلم بأنهم شبكة متجذرة في الحكومة والمجتمع لكن نظامنا قادر إن أراد ذلك وسيجد كل الأردنيين معه وبظهره وحماة له ولمسؤوليه ومندوبيه الشرفاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.