نتائج الثانوية المرتفعة لا تقل خطورة عن المنخفضة


الدكتور رشيد عبّاس

=

بقلم / الأستاذ الدكتور: رشيد عبّاس

طرح الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس تساءل في غاية الأهمية مفاده: كيف لنا أن نصرّح حول نتائج امتحان شهادة الثانوية العامة لهذا العام بأنها ستكون مرتفعة في الوقت الذي ما زلنا فيه في منتصف تأدية الطلبة للامتحانات, ومع أنني من الذين يؤمنوا أن التفاؤل مطلوب, لكنني من الذين يؤمنوا أيضاً أن هناك محاذير جسيمة حول المبالغة في التفاؤل, ففي لغة الامتحانات العامة لا يجوز باي شكل من الاشكال التصريح حول النتائج كونها مرتفعة أو منخفضة إلا بعد أن يتم الانتهاء تماماً من عملية تصحيح جميع دفاتر الطلبة ومراجعتها وتدقيقها ومن ثم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لكل مبحث من المباحث, فالتصريح حول نتائج امتحان الثانوية العامة كونها مرتفعة أو منخفضة أثناء تأدية الامتحانات فيه الكثير من المخاطر والمغالطات والارتباكات النفسية للطلبة وللمجتمع المحلي والرأي العام سواء بسواء.

من جهة أخرى أكد عبّاس أن أبجديات (القياس والتقويم) تشير بوضوح أن نتائج الامتحانات العامة المرتفعة لا تقل خطورة عن المنخفضة, وهذا من شأنه أن ينطبق على امتحان شهادة الثانوية العامة, فالمنحنيات التكرارية للنتائج المرتفعة تؤكد إعطاء رتب أعلى من استحقاقاتها للطلبة, وأن المنحنيات التكرارية للنتائج المنخفضة تؤكد إعطاء رتب أدنى من استحقاقاتها للطلبة, وفي كلتا الحالتين فان ذلك يؤثر سلباً على قبول الطلبة في التخصصات الجامعية وتسكينهم فيها.

وأشار الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس أن المعدلات المرتفعة تؤكد احدى الحقيقتين التاليتين أو كلاهما, أما تدني مستوى الامتحان أو وجود اختراقات للامتحان أو كلاهما, وأن المعدلات المنخفضة تؤكد أيضاً احدى الحقيقتين التاليتين أو كلاهما, أما ارتفاع في مستوى الامتحان أو وجود تشديدات في  إجراءاتها أو كلاهما.

ينبغي الابتعاد ما أمكن عن المنحنى الملتوي نحو اليمين, وعن المنحنى الملتوي نحو اليسار, وعلينا أن نرتقي بامتحان شهادة الثانوية العامة للوصول إلى ما يسمى بـ(المنحنى المعتدل) أو الطبيعي والذي يعني بدايةً الاعتدال في مستوى الاسئلة والاعتدال في إجراءات تأدية الامتحان وبالتالي الاعتدال في نتائج طلبة, بمعنى (75 ) من نتائج الطلبة تقع ضمن الوسط الحسابي, و(12.5%) من نتائج الطلبة تقع ضمن القيم العليا, و (12.5%) من نتائج الطلبة تقع ضمن القيم الدنيا.

وفي الختام شدد عبّاس على وزارة التربية والتعليم ممثلة بإدارة امتحاناتها أن لا تقوم بالتصريح حول نتائج امتحان الثانوية العامة كونها مرتفعة أو منخفضة أثناء تأدية الطلبة للامتحانات, ففي ذلك الكثير من المغالطات والارتباكات النفسية للطلبة وللمجتمع المحلي, وأن تعي الوزارة ممثلة بإدارة امتحاناتها أن نتائج الثانوية المرتفعة لا تقل خطورة عن المنخفضة منها ففي ذلك الكثير من المغالطات والارتباكات في تسكين الطلبة في التخصصات الجامعية لاحقاً.

وبعد..

امتحان شهادة الثانوية العامة في المملكة الاردنية الهاشمية كان معلم من المعالم التي نعتز بها ونفتخر, ونأمل المحافظة عليه.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.