نصبح بعدها على ما فعلنا نادمين..


نسيم العنيزات

نصحو كل يوم على قصة جديدة او حادثة معينة ، قد تكون حقيقية او مفتعلة، لكنها للأسف تحدث ضجة كبيرة ، بين اوساط المجتمع والناس، مهما كان حجمها او قيمتها لدرجة ان البلد تقف على رجل واحدة وتعج وسائل التواصل بالتعليقات والآراء .

وكأنه ليس لدينا مشاكل او قضايا أكبر، ولا هموم تغطي على كل شيء ولا فقر او الآف الشبان العاطلين عن العمل .

مع كل حادثة يتسابق الجميع ليدلي كل منهم برايه شاهرا سيفه مطلقا احكاما بين الاعدام والبراءة، فكل يقرأ قانون العقوبات كما يريد هو، ويستخدم المواد التي تطيب الى هواه دون ان يتحقق من المعلومات، او يطلع على بيانات المشتكي او دفوع المتهم ، لا بل قد نصدر احكاما دون ان نعرف من هو المشتكي او نسمع الشكوى منه.

فمجرد ان ترى «بوستا» معينا تنهال التعليقات كما ترى الاتهامات تنهال من كل صوب وحدب والأحكام من كل الاتجاهات، فينشغل الناس بها ويتبادلون الاتهامات بعد ان يكيفوها تبعا لرغباتهم ، والكل يدير المياه على ارضه بغض النظر عن الآخرين، ومدى الحاق الضرر بهم .

هذا هو حالنا عند كل قضية ، او افتعال امر، ليخرج كل منا أسوأ ما في داخله ، متناسين ان اي قضية مهما كانت فهي لا تتعدى الشخصية ولا تخرج عن اطارها الضيق مهما بلغت ، ما دامت لا تمس الوطن وغير ذلك فهي تحتمل الحقيقة والخطأ.

وهنا اتحدث عن حادثة العلوم والتكنولوجيا ، هذه الجامعة العريقة التي نتمنى ان تبقى صامدة بشموخها وان لا تهتز اوراقها.

وبعيدا عن الأشخاص الذين لا يهمونني بتاتا ، الذين لن ولم اشغل نفسي في البحث عنهم او مسمياتهم او حتى من هم ؟ بقدر ما استوقفتني هذه الحادثة الصغيرة التي اشغلت الشارع الاردني واستغلها بعض الحاقدين او الناقمين او الباحثين عن الشهرة و»اللايكات» كما لحق بهم بعض الغيورين لكن دون البحث عن الحقيقة او الانتظار لمعرفة التفاصيل .

اقول عنها صغيرة ، نعم ، لإنه يوجد طرق عديدة ، ووسائل مختلفة في التعامل معها او اللجوء إليها من قبل المجني عليهم ان وجدوا او صح التعبير ، بسيطة وسهلة لا تحتاج الى تفكير او عناء كبير ، إذا كنا فعلا باحثين عن الانصاف والعدالة ، فهناك جامعة لها رئيس ، كما يوجد فيها ادارة ولجان لديها القدرة للتعامل مع مثل هذه القضايا وغيرها ، والوصول لهم ليس بالأمر الصعب او المعقد .

كما يوجد لدينا قضاء عادل ونزيه لا حجاب بينه وبين الناس ومحاكمنا تعج يوميا بعشرات الناس بين مشتكٍ ومشتكى عليه وشهود ، كما تستقبل الاف القضايا يوميا فلماذا تركنا كل هذه السبل والابواب وتوجهنا الى الطرق الصعبة والمتعرجة لنشغل الناس والراي العام مستغلين طيبتهم وعاداتهم وتقاليدهم النبيلة ليفزعوا معنا.

فالقضية مهما كانت لا تتعدى حدود الشخصية ويجب ألا تخرج عن إطارها ، حتى لا نسيء او نظلم اطفالا وزوجات ونخرب بيوتا ونصبح بعدها على ما فعلنا نادمين.

ان الموضوع والتعامل معه بهذه القضية والتسابق على التصريحات او التبريرات، لن ينتح عنها الا الاساءة للجامعة والوطن الذي يصحو كل يوم على حكاية وتغريدة لا تمثل الا مطلقها او قضية لا تعني الا صاحبها.

ارحمونا هداكم الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.