هذا بيان للناس.


د.محمد عدنان القضاه

=

لقد حرّم الله قتل النفس الإنسانية وحرّم الإعتداء عليها وشرّع في كتابه العزيز وفي سنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام” أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا قال تعالى :(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا” .وبين عليه الصلاة والسلام شناعة قتل النفس البريئة فأخبرنا أن حرمة النفس عند الله أعظم من الدنيا فقال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا» رواه النسائي .ويوم القيامة يجتمع الخصوم فيأخذ المقتول بتلابيب القاتل فيقول: يارب سل هذا فيما قتلني “.وقد جعل الإسلام الضرورات الخمس محترمة ومقدمة على غيرها وهي حفظ النفس ،والمال ،والعرض ،والدين والعقل وشرّع من الأحكام الشرعية ما يحفظ هذه الضرورات فجعل انتهاك هذه الضرورات والإعتداء عليها من الكبائر ووضع من الروادع والزواجر ما يجعل الناس تحذر من الخوض في دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.ولقد خلط كثير من الناس بين الحرية الشخصية وبين الإعتداء على حرية الآخرين فتجده يقطع الطريق، ويطلق الرصاص بشكل عشوائي دون أدنى مسؤولية ويعرّض الأموال والأعراض للإفساد والخراب وقد يصل الأمر إلى تخريب المؤسسات العامة وما يكون أكثر مساسا بحياة الناس كالمستشفيات والمدارس والجامعات .وهنا لا بد أن توضع الأشياء في أنصبتها الصحيحة فهذا البيان لا يبرر ارتفاع الأسعار والتضييق على الناس، وليس دعوة لتكميم الأفواه وتخدير الناس باسم الدين! إنما هو بيان للحق وتمييز بين السلوك المدني والشرعي للتعبير عن الرأي وبين الهمجية والخروج على القانون وقتل النفس بغير حق أو الإعتداء على الشارع الذي يوصل الناس إلى أعمالهم ومستشفياتهم، ومؤسسات المجتمع الحيوية وما يحدث في بعض مناطق المملكة الآن هو خروج عن الهدي النبوي والشرعي في التعبير عن الرأي حيث نتج عنه سفك للدماء وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وقطع للشارع العام ،ولن يأتي هذا السلوك بخير أبدا .وفي الختام نسأل الله تعالى أن يميت الفتنة وأن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ونقول للحكومة أنك مسؤولة أمام الله وأمام الشعب عن حماية دماء وأموال وأعراض الناس وعن توفير الحياة الكريمة للشعب والتدخل الفوري لإزالة أسباب الاحتقان والفتنة .اللهم جنبنا الشرور والآثام واجعل هذا البلد آمنا .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.