هو المجرم والضحية


نسيم العنيزات

لا أدري اي وصف ينطبق على متعاطي المخدرات، هل اصفهم بالمدمنين والمجرمين، ام ضحايا تجار ماتت ضمائرهم مستغلين اوضاع ضحاياهم الذين ينتقونهم بدقة وعناية.

تجار أفسدوا المجتمع والناس ببضاعتهم الرديئة والفاسدة ليرتكبوا أكثر من جرم في آن واحد ، ويقتلوا أكثر من عصفور برصاصة قاتلة عن عمد وقصد ،بعد ان حولوا ضحاياهم من الشباب وصغار السن الذين رمتهم ظروفهم بأحضانهم بعد أن اصطادتهم سنارتهم الملعونة مستغلة لحظات ضعفهم ويأسهم من الفراغ القاتل، وحالة الاحباط التي تشل التفكير احيانا ، فتحولهم الى مجرمين وقتلة دون ان يدركوا .

وإذا أردنا الإجابة كيف أصبح هؤلاء الشباب مجرمين وقتلة وهم أبرياء انقياء ينتمي بعضهم الى أسر وعائلات ذات سمعة وسجلات طيبة ، نقول بان مروجي المخدرات وتجارها حولوا حياة الأسر المطمئنة الى جحيم لما يعانوه من عذاب من متعاطي الآفة عندما تحتاج أجسامهم الى جرعة لا يملكون ثمنها فيتحولون في لحظة الى مجرمين لا يدركون تصرفاتهم ولا يتحكمون بسلوكياتهم لينفصلوا عن واقعهم ويتصرفوا دون وعي او عقل ليقودهم جنونهم الى تدمير كل ما يواجههم ويقف في طريقهم ، قد يقتلون معه أقرب الناس إليهم، وهناك دلالات وشواهد عديدة .

فمن شاب طموح يحلم بمستقبل آمن ، وحياة سعيدة مستقرة ، يصبح مدمنا ومتعاطيا لآفة متعددة الأنواع والأشكال ، متفاوتة الأسعار والأثمان التي لا يملكونها أحيانا ، يضطرون معها الى تدبير المال والنقد باي طريقة بغض النظر عن الأسلوب والنتيجة التي تبدأ من الأسرة والضغط على الحلقة الاضعف وهي الأم ، التي تتقطع وهي ترى ولدها في هذا الوضع دون حول منها او قوة لردعه او منعه ، لأن وقت الرجوع قد عدت قاطرته، فتخضع مضطرة لغضبه وجنونه بعد ان يطول جسدها يداه الطائشتان اللتان قد يمتدان الى شقيقاته ايضا.

وحين يعلم الاب بالأمر تكون الأمور قد عدت لينطبق المثل « قد سبق السيف العذل» وهنا معاناة اخرى اشد ألما وأكثر مرارة، عندما يجد الاب نفسه وسط جحيم ونيران من كل الاتجاهات داخل البيت وبين افراد الأسرة وبين المجتمع الذي يرمقه بنظرات واتهامات لا يملك معها اي دفاعات ولا مبررات يستطيع البوح بها..

والان من هو المجرم بنظركم ومن الضحية ؟؟

من هو المسؤول عن الجريمة بكل تفاصيلها ويتحمل مسؤلية القاتل والمقتول ويستحق الملاحقة والعقاب الرادع في كل الأوقات والظروف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.