يومان مشهودان


د. عزت جرادات

=

بقلم /د. عزت جرادات

 

*تجتمع في هذين اليوميْن (29،28) من شهر (11) تشرين الثاني الجاري، تجتمع ثلاثة مشاهد:

* المشهد الأول:

في مقر الجمعية العمومية للأمم المتحدة (نيويورك) يوم 29/11/1947- حيث صدر القرار رقم -181- بتقسيم فلسطين العربية (33 دولة مع -13 ضد-10 إمتناع) إلى دولتيْن : لليهود (57,7%) وللعرب(42,3%) ومنطقة دولية (القدس وبيت لحم).

أما ردود الفعل:

فقد عمت الفرحة اليهود أينما كانوا، وفي فلسطين كان يجتمع بن غوريون مع ثلاثماية من زعماء اليهود ليعلن أستقلال (دولة اسرائيل) في فندق تل الربيع- تل أبيب- فكانت مسرحية تصويت مورست فيها جميع أنواع الضغوط، ففي مذكرات وزير الدفاع الأمريكي –جميس مورستال:-

“أن الطرق المستخدمة للضغط والأكراه للأمم الأخرى للتأييد كانت فضيحة”.

*وعلى الجانب العربي كانت ردود الفعل تتمثل في انسحاب الوفود العربية من الأجتماع، وأعلن الناطق باسمهم في بهو المنظمة الدولية رفض القرار والتقسيم واستنكارهم له والعمل على إفشاله، فكانت هناك على الطرف الآخر من العالم جامعة الدول العربية- حديثة النشأة- تجتمع وتقرر

* ” إصدار مذكرات شديدة  اللهجة إلى إمريكا وبريطانيا، وإقامة معسكرات لتدريب المتطوعين، والتي جاءت متأخرة- وتكوين جيش الأنقاذ العربي، والأهم من ذلك رصد مليون جنيه للدفاع عن فلسطين”.

*وفي حين لم يصل إلى فلسطين أي دعم عربي، مادي أو مالي أو عسكري، كانت الأسلحة الحديثة وكان المتطوعون المؤهلون عسكرياً من اليهود تتدفقون إلى الجانب اليهودي في فلسطين وكانت النكبة 1948م.

*المشهد الثاني:

في مقر الأمم المتحدة أيضا، ففي إجتماع (2/12/1977) تتخذ المنظمة تحديد يوم (29/11) نفسه من كل عام يوماً للتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصّرف، لتحتفل به سنوياً في مقارّها في العالم… فهي التي اتخذت قرار التقسيم (181)، وهي نفسها التي تخصص يوماً للتضامن الدولي مع ضحايا القرار من احتلال الأرض، وطرد السكان وإيجاد مشكلة الاجيئن وصُنع القضية الفلسطينية المتدهورة اليوم من سيء إلى أسوأ.

*المشهد الثالث:

ذكرى يوم- 28/11- من كل عام وما أدراك ما هذه الذكرى؛ إنها تذكرنا بذلك المشروع الذي وضُع لأنقاذ فلسطين عام 1948… وأنقل ما كتبه المؤرخ الأسرائيلي- بيني موريس- ترجمة فؤاد سروجى- عنوان- آخر الباشوات:

وأقتبس:

(بعد إعلان العرب إنقاذ فلسطين عسكرياً، إستطاع الجانب اليهودي أن يكتشف خطة وضعها ضابط –اسمه وصفي التل- يقضي بدخول فلسطين من الشمال والشرق والجنوب… ولكن قيادة جيش الأنقاذ ألْغت الخطة قبل موعد التنفيذ – فصاح بن غوريون (الآن كسبنا الحرب).

انتهى الأقتباس

هذا المشهد تمثّل باغتيال تجديد مشروع الأنقاذ يوم- 28/1- وفي أجواء إجتماع وزراء الدفاع العرب ليعود صاحب المشروع شهيداً على الأعناق.

إنهما يومان مشهودان من تاريخ القضية العربية الفلسطينية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.