ِطِلبة العروس كيف كانت


عبد الله العسولي

 

قديما كان لانتقاء العروس شروطا تختلف عما يراه الناس في وقتنا الحاضر ..فقد كان من الصعب التعرف عليها ومعرفة شكلها وجمالها بل كان بما تصفه للعريس امه او اخته فليس الجمال الركن الاساسي لقبول العروس بل كان الشرط أن تكون ( معدله ) يعني معرفتها بأمور البيت من طبخ ونفخ وعنايتها وحلبها لمواشي البيت انذاك – وكانت البنت ( المعدلة ) يتواصف بها اقاربها وجيرانها .
وكانت تخضع العروس لفحص طبي من قبل ام العروس او اختها بأن (تلظم الابرة )أمامها لمدى معرفة قوة نظرها وأن ( تقرط الحمص ) لمعرفة صلاحية اسنانها والكشف عن شعرها لمعرفة سلامته وغزارته .وهو ما يعرف ب(سوس العروس )أي رؤيتها 0
وكان العريس يتحين الفرص كي يظفر برؤيتها عندما تذهب لحفلة عرس أو مصادفة رؤيتها عندما تخرج منه لأمر هام .لكن الاهم بالامر موافقة امه واخواته .
وتعود الام الى زوجها وتخبره بموافقتهم على العروس المذكورة ويتم الترتيب مع والدها وهل هي محجوزة لأبن عمها او احد اقاربها فالعروس تكون احيانا محجوزة كون ( ابن العم بنزل عن الفرس )أي هو الاحق بها .
وتذهب عائلة العريس الى اهل العروس وتكون العروس في غاية الخجل الممزوجة بالفرحة العارمة ولا تجلس مع الموجودين الا بعد الخوض بأمور الطلبة والموافقة المبدئية من والد العروس بعد أن يشاور اعمامها واخوالها .
ويعود اهل العريس الى اهل العروس مرة اخرى و تدخل العروس الى الجلسة بطلب من والدها او والدتها وتكون قد احضرت القهوة الحلوة والتي كانت وسيلة التواصل مع اهل العروس في هذا الموقف والتي ومن شدة خجل العروس وارتجاف يديها ..احيانا ما تسقط الصينية من يديها رهبة وخجلا .
وتجلس العروس مع العائلتين لدقائق معدودة يتبادل العروسان خلالها نظرات مسروقة ان استطاعا ذلك .
ويتم التباحث بالمهر والذي كان لا يزيد عن مائتي دينار معجل ومثلهن مؤجل ومائة دينار ذهب وقد يشترط والد العروس على والد العريس إرضاء خال العروس وعمها والذي كان يسمى وقتها عباة الخال وعباة العم .
ويتم كتب الكتاب على ما اتفق عليه وتذهب النساء من أهل العريس إلى منزل والد العروس مشيا على الأقدام وهن يغني ناغاني يمدحن بها والد العروس مثل ( فرش النا الساحة يا أبو العروس وفرش النا الساحة – وطالبات الراحه واحنا الصبايا طالبات الراحه )و ( بايي العروس يا امير بايي العروس يا امير – فرش الساحه حرير فرش الساحه حرير )

ويحملن على روؤسهن (صرر) مكونة من محارم الفاين مملؤة بحلو الناشد إخوان والسلفانا وموضوعة ب(سدور الطعام ) ومرتبة بطريقة رائعة واحتراما لأهل العروس كان لعدد السدور وقتها الإثبات على تقدير أهل العريس لأهل العروس .
ويتم ملاقاة النسوة من أهل العروس بطخ البارود الكثيف احتراما لهم والذي كان يومها بالخرطوش والبارودة الكندية وقتها حيث يتم تجميل العروس بتمشيطها وتلبيسها وترتيبها من قبل احدى فتيات الحي.
وتبدأ الحفلة ويدخل والد العروس العريس لتلبيس العروس اللبسة المعدة للحفلة والتي كانت آنذاك ( ذبله وساعه وحلق )بأجواء محبة وإخاء والبسمة على وجوه الجميع وتمر هذه اللحظات مسرعة على العريس وعروسه دون أن يشعروا بها وهم في غاية النشوة والسعادة والانبساط .

2 تعليقات

  1. عبدالله العسولي يقول

    سعدت لمرورك دكتورنا المحترم… ذاك الزمان الذي يمتاز ببساطه عيشتهم والتي تمتاز بصفاء النيه.
    اتمنى لك

  2. دكتور محمد سعد المومني يقول

    يا سقله على هذيك الايام
    سلمت اخي عبدالله على المعلومات ويا حبذا يطلع عليها الجيل الحالي لانه الزواج انجح من هالايام مع بعض التحفظات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.