أخبرهم يا نايف بما رأيت وشاهدت في أردننا الغالي


منذر محمد الزغول

=

بداية ماحصل  مع المعارض الأردني الصحفي نايف الطورة  عند دخوله الى الأردن كان متوقعاً تماماً ، فقد زار الطورة نفسه الأردن قبل ذلك وما وجد إلا كل الترحيب  وتسهيل جميع أموره ، وهذا بالفعل ما حصل و  يحصل  مع الغالبية العظمى من المعارضين الأردنيين في الداخل والخارج ، فالدولة الأردنية  بقيادة ملوك آل هاشم  لم تتعود أن تصفي حساباتها  مع المعارضين أو أن تنكل فيهم ، فقد قامت ونشأت  وكبرت  هذه الدولة على الإنسانية وهذا هو سر تماسكها  رغم كل الظروف الداخلية والخارجية الصعبة جدا التي تمر فيها .

 

على كل اللافت في أمر الطورة  الذي قال ما قال بحق الأردن وقيادته والتحريض الذي كان يمارسه  صباح مساء وقلب الحقائق والإفتراء على مؤسسات الدولة المختلفة وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية ، هو نفسه  أيضاً إعترف يوم أمس أنه كان يتلقى معلومات خاطئة من  بعض الحاقدين على الأردن وقيادته ، وقد أكد الطورة نفسه ذلك خلال بثه الأخير من الأردن .

 

أمام ذلك وأمام كل ما قيل ويقال عن زيارة الطورة الأخيرة للأردن ، فقد رغبت بهذا المقال أن أتطرق الى بعض النقاط  من أهمها

 

أولا:  الأردن  بقيادة جلالة الملك  كان يترفع دائماً  عن كل الصغائر ولا ينتهج نهج بعض القادة العرب بتصفية الحسابات مع المعارضين وهذا الأمر ليس طارئاً ولا جديداً على الأردن ، فهناك قصص كثيرة لا مجال لذكرها في هذا المقال ، ولكن بالطبع إشارة الطورة نفسه لهذا الأمر بعد كل ما قاله عن الأردن وقيادته  يتدرج تحت باب ( وشهد شاهد من أهلها ).

 

ثانيا: الأردن بقيادة جلالة الملك دولة واثقة من نفسها ، ولا تدير أمورها بطريقة الفزعة أو تصفية الحسابات أو ترضية فلان وعلان ، فكثير من المعارضين قالوا ما قالوه من قلب عمان ولم يجدوا من الدولة إلا التسامح والإنسانية في التعامل ، والطورة نفسه عندما كان  في الأردن رئيسا لتحرير جريدة البلاد المعروفة قبل عقدين  أو أكثر بقليل قال وتحدث بما لم يتحدث فيه أي أحد ، ولم نسمع أنه إعتقل أو نُكل فيه كما يحصل في دول أخرى ،،، وشخصيا مررت بتجربة في تسعينيات القرن الماضي عند زيارتي للعاصمة السورية وكنت أحمل معي نسخ من جريدة البلاد وشيحان ، وكم كنت أرى الدهشة والإستغراب من قبل بعض الأخوة السوريين جراء ما كان يكتب في الصحف الأردنية أنذاك  من سقوف عالية جداً لا يمكن أن تحصل في أي دولة أخرى .

 

ثالثاً: الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز المخابرات ، أصبح واضحاً جداً الطريقة الإحترافية جداً التي يدير فيها قضايا وشؤون الدولة ، فرغم كل هذه الهجمة الشرسة التي تعرض وما زال يتعرض لها الأردن من القريب قبل البعيد ، إلا أن حكمة  وخبرة كوادر هذا الجهاز أفشلت الكثير من مخططات كل من لا يريد بالأردن خيراً ، وبطريقة عبقرية لا دماء ولا تنكيل ولا تعذيب فيها ،  ووالله قد روى لي أحد الأصدقاء قبل فترة من الزمن عندما كان معتقلاً في  المخابرات كيف كان يعامل بطريقة إنسانية حضارية  رغم أنه من المتهمين بتأييد المنظمات الإرهابية ، حيث أكد لي أيضاً أن برنامجه اليومي في الدائرة كان مليئا بالمحاضرات التوعوية عن خطر هذه المنظمات على الأردن والمنطقة ، وهو الأمر الذي جعله يخرج من الدائرة بعقلية ونهج أخر غير الذي دخل فيه على الإطلاق ،، وهذا الأمر بالطبع ينطبق على أجهزتنا الأمنية الأخرى وجيشنا الباسل .

 

رابعاً : قضية نايف الطورة ودخوله  الى الأردن  وتصريحاته الأخيرة من وسط العاصمة عمان يجب أن تكون درساً لكل المعارضين ، ليس لمراجعة أنفسهم  ، ولكن ليذكروا الحقائق فقط  وأن لا ينقلوا أو يتحدثوا بأي معلومة تصلهم من هنا أو هناك ، فكثير من المعلومات التي تم ذكرها من قبل المعارضين في الخارج لا أساس لها من الصحة على الإطلاق  وهي  ظلم وإفتراء على الوطن وقيادته ومنجزاته .

 

خامساً : أبواب الأردن ستبقى مشرعة لكل أبنائه ، للمعارض والمؤيد ، فالوطن للجميع وليس لفلان أوعلان ، فالمعارض  الوطني الحقيقي  هو مكسب للدولة  ولمؤسساتها ، وهناك نماذج رائعة من المعارضين الأردنيين لم يغادروا الوطن على الإطلاق ، وكل يوم يقولون ما يقولون من قلب العاصمة عمان .

 

سادساً : أخيراً أتمنى على المعارض الصحفي نايف الطورة عندما يعود لأمريكا   وبكل تجرد وحيادية ومصداقية أن يخبر الجميع هناك وخاصة من إفترى  وما زال على الأردن وقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية بكل ما رأى وشاهد في الوطن  ، هذا البلد المحدود الإمكانيات الصغير بمساحته ، ولكنه الكبير بأفعاله وإنجازاته وإنسانيته .

 

والله من وراء القصد ،،،،

 

منذر محمد الزغول/ وكالة عجلون الإخبارية 

 

 

التعليقات

  1. الن الاردن المهاجر يقول

    كل الاحترام والتقدير للسيد الزغول مدير وكالة عجلون الاخباريه والعاملين فيها نتفق مع مقالك ولكن يجب ان تتعامل الحكومات الاردنيه والاجهزه الامنيه مع من يختلف في الراي معهم بنفس المعامله وتقوم باطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفيات سياسيه سواء من هم داخل الوطن او خارج لان الخاسر الاكبر هو الوطن .وهنا لابد ان ترفع الحكومه يدها عن معاملات تجديد جواز السفر للاردنين في الخارج ومن غير المقبول ان ياخذ معاملة تجديد السفر من قبل السفارات الاردنيه في الخارج لااكثر من شهر حتى نحصل على الموافقه الامنيه من المركز من الاردن وتجديد جوازات السفر للبلدان الاخري لايستغرق اكثر من نصف ساعه في غالبية السفارات الدول الشقيقه والصديقه واخيرا حمى الله الاردن العزيز من الرمثا الى العقبه ومن الغور الى الجفور .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.