أردنيون ويحبون الوطن


نسيم العنيزات

أي حدث مفرح، مهما كان نوعه او حجمه كافٍ لتحريك حب وعشق الأردنيين لبلدهم ووطنهم وكأنهم ينتظرون لحظة فرح وسعادة تنسيهم همومهم وسط كومة من الغضب والقهر.

فالأردنيون دائما يثبتون ان أردنهم أولا وأخيرا وعند المنعطفات يقفون سدا منيعا وصخرة قوية في وجه التحديات التي تواجه وطنهم، كما ينسون خلافاتهم ويضعونها جانبا ويقفون صفا واحدا مع وطنهم، يغضبون لغضبه ويفرحون لفرحه وكم هي الأحداث التي تثبت رأينا!

فعندما اندلع الغضب في الشارع العربي خالف الاردنيون كل التوقعات وقلبوا جميع التحليلات والسيناريوهات بأن الأردن سيواجه أزمة داخلية وسيلحق بركب من سبقوه في الفوضى وعدم الاستقرار.

وها نحن وبعد مرور أكثر من عشر سنوات ينعم الأردن والأردنيون بأمن بلدهم واستقراراها، بعد ان عاشوا تجارب غيرهم في بعض الدول العربية والمنطقة وتعلموا منها، على الرغم من حالة الغليان وعدم الاستقرار التي تمر بها منطقتنا.

وبالعودة إلى حالة الحب والعشق فقد شاهدنا جميعا والعالم معنا فرحة الأردنيين بحجز منتخب النشامى مقعدا للمشاركة بتصفيات كأس العالم العام القادم لأول مرة في تاريخه.

على الرغم من ازماتهم وما يمرون به من صعاب وتحديات وحالة من الفقر والحاجة والعوز.

ان الحالة التي عبر عنها الاردنيون الخميس الماضي تعكس مدى حاجتهم لحالات ومبادرات تحرك مشاعرهم وتعبر عن حبهم والتفافهم حول وطنهم وقيادتهم.

الامر الذي يستدعي دراسة الحالة والبناء عليها، وعدم تمريرها دون إجراءات وقرارات تبقيهم في حالة النشوة والفرح وتعزز الحالة الوطنية الواحدة الموجودة اصلا، مهما حاول بعض المشككين تشويه الصورة او التشكيك فيها.

فالأردنيون يستحقون الانتباه لأوضاعهم ومراعاة لظروفهم. ومحاكاة لتطلعاتهم وايجاد الحلول لمشاكلهم، وما يعكر صفو حياتهم.

خاصة الأوضاع الاقتصادية التي تحتاج إلى مراجعة شاملة واتخاذ قرارات سريعة تصب في مصلحة الناس وتؤمن لهم فرص عمل وتخفف عنهم ما يحملونه من أعباء اقتصادية عديدة يصعب على المرء الاستمرار بتحملها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.