أزمات تلاحق لبنان دون التقاط الأنفاس


نسيم العنيزات

=

ازمات متلاحقة ومعقدة تلاحق الدولة اللبنانية على مختلف الصعد والمحاور سواء في الشأن الداخلي او الخارجي وكأنه مكتوب عليها ان تبقى تحت المعاناة وان يبقى شعبها تحت الضغط والقهر .
فما ان هدأت وتيرة الحرب الاهلية التي كلفتها الكثير من الدماء وضربت عصب الدولة بكل مكوناتها بعد ان دخلت في فوضى المحاصصة والحزبية والولاءات الخارجية على حساب الدولة وهويتها.
لتعود الدولة اللبنانية من جديد الى مربعها الاول وكأنها حرب اهلية أخرى لكنها باسلوب جديدة فكما كانت الاولى تغذى باجندات خارجية رسمت لها طريق الدمار والخراب نرى المشهد نفسه الان ، لكن بصورة اكثر وضوحا لا يحتاج إلى تفسيرات وتاويلات .
ازمات تلاحق الدولة التي تمر بتعقيدات متشابكة ابطالها رموز سياسية داخلية تحركها مصالح شخصية طبقا لاجندات خارجية بعيد عن المصلحة اللبنانية العليا لتمر كل قضية بتعقيدات وازمات تستنزف جهد الدولة وقدرتها على الصمود او التفكير بقضايا اخرى او تمنحها فرصة لالتقاط انفاسها ، فعند تشكيل اي حكومة تعيش الدولة حالة من المد والجزر بين الرفض والقبول تحت حجة المعطل او المسير ضمن حجج وغطاءات تقوم على الحزبية والمحاصصة دون النظر الى الظرف والازمة التي تمر بها البلاد التي شارفت على الإفلاس او الانهيار الاقتصادي الذي ضرب العصب المجتمعي بكل مكوناته بعد ان تبخرت أمواله ومدخراته دون ان يعلم اين ذهبت والمصلحة من ؟ في ظل اتهامات وعدم اعتراف اي طرف بالخسارة او تحمل جزء منها .
وفي ظل حالة التوهان يصحو الشعب على انفجار مرفأ بيروت الذي هز العاصمة مخلفا دمارا كبيرا يحتاج إلى كومة اموال لتجاوزه واصلاحه لتضاف عبئا جديدا لاعباء الدولة وسط اتهامات متبادلة وتلاوم لم ينقطع منذ حينه.
ولم تتوقف الامور عند هذا الحد الذي هز أركان الدولة لتفتعل ازمة اخرى سميت بحادث الطيونة بين بعض الفصائل كادت ان تعيد الدولة الى حرب اهلية أخرى بعد ان خلفت قتلى وعددا من الجرحى ، رفض بعض رموز وقادة الفصائل المثول لدى القضاء لسماع اقوالهم لتسقط النيابة العامة بعدها الشكوى بحق الطرفين لتخرج من ازمة رفضهم الحضور.
وهاهي لبنان تعيش ازمة سياسية خارجية كبيرة ومعقدة تحاول ان تخرج منها باقل الاضرار مستخدمة السياسة والدبلوماسية الناعمة مع بعض دول الخليج بعد تصريحات لوزير الاعلام اللبناني اعتبرتها دول الخليج مسيئة لها قامت الاخيرة على اثرها باستدعاء سفرائها في لبنان وطلب من سفراء الاخيرة مغادرة بلادها .
ان هذه الازمة ومع تعقيدها وتشابكها وأثرها الكبير على الدولة اللبنانية الا انها خضعت الى اجندات داخلية ضمن السياسية نفسها وتصفية الحسابات والاصطفافات دون ان تراعي حجم المشكلة وأثرها الكبير على الدولة.
وان لا حل لها الا طريقا واحدا لا ينفع معه الدبلوماسية والحلول الوسط .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.