أسباب العنف في بعض الجامعات الأردنية من وجهة نظر طلاب كلية عجلون الجامعية


الاستاذ الدكتور خليف الغرايبة

بداية دعوني أقول بأنّه لا يوجد ما يُسمّى:” العنف الجامعي” أو “العنف الأسري” وهكذا في كل ما يُضاف إلى كلمة “العنف”، أمّا أن نقول: العنف في بعض الجامعات أو العنف في بعض الأسر فهو أكثر دقّةً وأكثر موضوعيّة، وإذا سلّمنا في ترديد الحالة الأولى”العنف الجامعي”، فإنّ نسلم ونستسلم بأنّ “العنف” أصبح سمة من سمات الجامعة، وهذا يُكوّن مرجعية ذهنية لكل طلاب الجامعات لأن يبيحوا لأنفسهم التجرّؤ على ارتكاب المخالفات التي تقود إلى العنف، وبلغة أبسط سيُصبح “العنف” في الجامعات “موضة” أو ظاهرة عاديّة وهو ليس كذلك.
وعلى مدرسي مادة التربية الوطنية في جامعاتنا مسؤولية كبيرة في الحد من هذا السلوك السّلبي، وهذه المادة – لكل من لا يعلم- هي مادة إجبارية يدرسها كل طلاب البكالوريوس في مختلف التخصصات، هذه المادة يجب أن يحوّلها المدرس إلى مادة سلوك ، وانتماء وولاء، ومواطنة صالحة.
على كل حال، أضع بيْن أيديكم دراسة ميدانيّة بسيطة تمّ إجراؤها في امتحان مادة التربية الوطنية، حيث تم توجيه السؤال التالي إلى الطلاب الذين يدرسون هذه المادة في كلية عجلون، وكان عليه درجة أو علامة كباقي الأسئلة ، ونص السؤال:
* أذكر أهم أربعة أسباب وراء العنف في بعض الجامعات”مُرتّبةً تنازليّاً حسب درجة التأثير والقوّة من وجهة نظرك”.

وقد جاءت إجابات الطلاّب متنوّعة وجادّة، وشخّصوا الحالة بنسبة 70% على الأقل ، وهنا أذكر أبرز الأسباب مرّتبة تنازلياً من وجهة نظرهم :

1- مجموعة العوامل كانت وراء السبب الأول الأقوى تأثيراً وهي :
– اختلال منظومة القيم لدى بعض الطلبة، والتخلّي عن بعضها.

  • الإستثناءات في القبول .
    – إهمال بعض الطلبة.
    – ضعف الوازع الديني عند بعض الطلبة.
    – بعض الطالبات كُنّ السبب من خلال (المعاكسة(.
    – التفكك الأسري.
    – الواسطة والمحسوبية بالسماح لمن لا يستحق دخول الجامعة بدخولها.
    – إدخال الواسطة في تطبيق العقوبات الجامعية.
    – التنشئة الاجتماعية والإسلامية غير السليمة عند البعض.
    – جهل الطلاب بقوانين الجامع وأنظمتها.
    – العنصرية الجهوية والفئوية.
    – عدم وجود الأنشطة الكافية.
    – السماح بدخول أشخاص من المجتمع المحلي.
    2- مجموعة العوامل التي كوّنت السبب الثاني وهي:
    – التعصب العشائري.
    – ضعف بعض عمادات شؤون الطلاب.
    – عدم تطبيق القانون بحق المخالفين.
    – عدم وجود أمن جامعي قادر.
    – العولمة، والانفتاح الحضاري.
    – الخلوي واستعماله الخاطئ في تجميع المتخاصمين.
    – انعكاس خلافات العائلات والعشائر في الجامعات.
    3- مجموعة العوامل التي كوّنت السبب الثالث وهي:
    – غياب دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية.
    – سوء الأخلاق عند بعض الشباب.
    – التقليد الأعمى عند البعض.
    – تهويل وسائل الإعلام لهذا الجانب.
    – عدم وجود فعاليات تملأ وقت الفراغ .
    4- مجموعة العوامل التي كوّنت السبب الرابع وهي:
    – الانتخابات الطلابية في الجامعة( انتخاب مجالس الطلبة).
    – الاختلاط في الجامعات.
    – عدم توعية الطلبة، وضعف دور الجامعة في ذلك.
    – الفراغ لدى الشباب.
    – حب الظهور لدى بعض الطلاب/ الاستعراض.
    – وسائل الإعلام وشبكة الانترنت.
    – الفهم الخاطئ لمعنى الجامعة.
    – إقامة الجامعات لحفلات ليس لها لزوم .
    وهذه تحيّة إلى كل طالب ملتزم، حريص على سُمعة أسرته، وسمعة جامعته، وسمعة وطنه، ونتمنى على وسائل الإعلام عدم استعمال مصطلح : العنف الجامعي، واستبداله بمصطلح : العنف في بعض الجامعات ، إذ لا يجوز تعميم هذا المصطلح على مؤسسة محترمة كما قُلنا، جامعاتنا بخير، والمتتبع لظاهرة العنف في الأردن يعرف تماماً بأنّ هذه الظاهرة طارئة على جامعاتنا وعلى أسرنا، وعلى شوارعنا، فارحمونا ولا تعمّموا…، وختاماً نسأل الله أن يحفظ جامعاتنا، حميع مكونات وطننا إنه سميع مجيب.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.