أشفق على وطني


نسيم العنيزات

أشفق على وطني من حالة النكران والجحود، التي يجدها من بعض شخصياته التي عاشت بخيره وتنعمت بنعيمه حتى وصلت الى اعلى المراتب والدرجات الوظيفية وتربعت على كراسي المسؤولية .
فما ان يغادر بعضها المسؤولية ومكاتبها الفارهة، تتفرغ للجهات والعطوات، او تمارس حالة الانكفاء والاختفاء متخلية عن دورها الوطني، وواجبها تجاه الوطن حتى في أصعب الظروف والتحديات.
وما ان يحتاج لهم الوطن ليكونوا بصفه، وينحازوا له، ويردون له جزءا من الجميل، تجدهم يضربون من تحت الحزام بالهمز او الغمز، وأحيانا بالتصريح للتذكير بأنفسهم مرة أخرى، املا بالرجوع كمنقذين للحالة التي كانوا هم سببا فيها.
ولا يتوقف الأمر هنا عند الأشخاص بل يتعداه الى كثير من الشركات والمؤسسات التي هيئ لهم الوطن كل الظروف والإمكانيات لتحقيق النجاح والتمدد نجدها هي ايضا كأنها تعمل في جزيرة اخرى او في كوكب ليس كوكبنا لا يشغلها الا استثمارها ولا يهمها الا تحقيق الربح والأموال.
ولنا في جائحة كورونا أكبر دليل وخير مثال، عندما احتاج لهم الوطن ليفزعوا له ويتبرعوا له، فلم نجد الا القليل من المؤسسات التي قدمت تبرعات.
في الوقت الذي كان فيه الكثيرون يجلسون على مقاعد المتفرجين وكأن الوضع لا يهمهم ولا يعنيهم في حين أن اموالهم كانت تتنقل بين البنوك العربية والعالمية.
لتقدم الطبقة الوسطى ان جاز لنا التعبير من موظفين صغار في القطاع العام والخاص أجمل صورة في التضحية والعطاء عندما تسابقوا عن طيب خاطر في تقديم مبادرات في اقتطاع اجزاء من رواتبهم، وتقديم ما يقدرون عليه من مساعدات ومعونات اجتماعية، والآخرون يراقبون ويتفرجون، ليتخلوا عن دورهم ومسؤوليتهم، ويطالبون بأن « يقلع الوطن شوكه بأصابعه « دون ان يرف لهم جفن او تتحرك في داخلهم نوازع الغيرة، وهم يرون البسطاء والفقراء، يتسابقون للمساعدة وتقديم كل ما يملكون حتى ولو كان قليلا.
كما ان ما سمعناه وشاهدناه في بعض الدول العربية عن السخاء الذي قدمه بعض رجال الأعمال لم تحرك لدى البعض في بلدي ساكنا او تحرك لهم جفنا .
نعم هذا هو وضع بلدي وحال وطني الذي يعطي دون حساب ويقدم دون انتظار، على الرغم من كل التحديات، وما يحيط به من صعاب من كل حدب وصوب، الا انه لا يجد « بكايات»، ويفتقد للدعامات والركايات ، وبنفس الوقت مطلوب منه ان يستمر بالعطاء، وان يحقق الامن والاستقرار للجميع، وان يسعى دائما لتنمو وتكبر اشجاره ليسارعوا لقطف ثمارها حتى قبل ان يحين وقتها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.