أطلقوا العنان لخطباء المساجد يا معالي الوزير !


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال /  08-04-2017

 

كنا فيما مضى من الأيام نترقب خطبة صلاة الجمعة بشغف كبير ، لنا فيها من بلسم يداوي ويناقش الهموم المجتمعية للوطن والأمة، لأن الخطيب كان يتمتع آ ببعض الحرية من خلال اختيار القضية التي سيناقشها في خطبته.آ 
 

 

قد يكون في تحديد موضوع خطبة الجمعة نوع من الحكمة ، ولن نختلف كثيراً مع وزير الأوقاف والوزارة بهذا الأمر ،ولكن قد يكون سر خلافنا بذلك هو اختيار موضوع الخطبة ، فلا يعقل مثلاً أن تكون خطبة الجمعة في واد وما يدور حولنا من قضايا وأحداث في واد آخر!آ 

 

 

 

الأمر الآخر خطباء بعض المساجد أصبحوا يتصرفون وكأنهم في محاضرات توعوية أو ندوات وما شابه ذلك ، بل إن الأمر تطور وكأننا أصبحنا في محاضرات للدفاع المدني ،فلقد اختلط الحابل بالنابل ، ولم يعد يدرك الكثير من خطباء المساجد كيف سيتصرفون وبماذا سيتحدثون في ظل تضييق الخناق عليهم من قبل آ وزارة الأوقاف…آ 
أخشى ما أخشاه يا معالي الوزير أن نصل بخطبة الجمعة ذات يوم الى إلزام خطباء المساجد باصطحاب الداتا شو والكمبيوترات معهم وشرح خطبتهم من خلال هذه الأدوات ، وقد تتطور الأمور أكثر من ذلك في ظل تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة ، والله آ وحده أعلم كيف ستصل بنا الأمور حينها .
إن خطبة الجمعة يا وزيرنا الذي نجل ونحترم هي ذاتها خطبة الجمعة التي كانت في عهد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وفي مختلف العصور ،حيث كان يناقش الخطباء هموم الأمة آ وقضاياها ، وكانت الخطبة تسلط الضوء على هذه القضايا و تضع الحلول الناجعة لها ، بل كان لقاء الجمعة والخطبة الحدث الأبرز الذي كان يرتقبه أبناء الأمة ، لأنهم كانوا على ثقة كاملة أن خطبة الجمعة هي الوسيلة الوحيدة التي كانوا آ يتعرفوا من خلالها آ على كل ما لهم وما عليهم .
أخيراً على خطباء المساجد أيضاً آ أن يطوروا من أنفسهم كثيراً ، فلا يعقل مثلاً أن بعض هؤلاء الخطباء ما زال يدعو أن يجعل الله نساء الكفار سبايا للمسلمين ، ولا يعقل مثلاً أن ندعو آ أيضاً بالهلاك والتدمير على كل من ليس بمسلم في هذا العالم ، ولا يعقل أيضاً أن تكون مقدمة الخطبة أطول من الخطبة نفسها ، ولا يعقل أيضاً أن يقضي الخطيب وقته آ بالصراخ بمناسبة وبدون مناسبة ،، فالحجة والإقناع والأدلة الشرعية آ هي من يجب أن تكون الفيصل والحكم ،، وعلى خطباء المساجد أن يعرفوا أنهم اليوم يخاطبوا جيلاً آخر غير ذلك الجيل ،،وأن الأمور اختلفت كثيراً وقضايا الأمة تطورت وتشعبت أكثر بالرغم آ من قناعتنا الكاملة أن خطبة الجمعة يجب أن تكون هي ذاتها خطبة الجمعة التي كانت تناقش قضايا الأمة وتجد الحلول الناجعة والمثمرة لها .
لذلك أطلقوا العنان يا معالي الوزير لخطباء المساجد ولا تضيقوا الخناق عليهم ، واعلموا أن خطباء المساجد هم الأحرص على الوطن وأمنه واستقراره ، ولن تجدوا منهم إلا كل الخير والصلاح والفلاح للوطن والمجتمع ،، واعلموا أيضاً أن تضييق الخناق على خطباء المساجد لن يجلب معه إلا مزيداً من الضياع والتيه للأمة والمجتمع ، وإن استمرت الأوضاع على حالها فأقول لكم وأنا على ثقة من ذلك إقرأوا السلام على هذا الجيل وعلى هذا المجتمع،آ
قضيتنا معكم يا معالي الوزير ليست تحديد موضوع الخطبة ، ولكن قد تكون القضية من أساسها هو أن يكون موضوع الخطبة المطروحة من واقعنا ومن صلب معاناتنا ومعاناة الأمة ، وأن تتركوا الخطيب يتحدث بكل أريحية دون قيود أو شروط آ لأن خطيب الجمعة هو الأقدر على إيصال الرسالة والمعلومة التي نحتاجها وتحتاجها الأمة .
والله من وراء القصد من قبل ومن بعد.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.