أمة غارقة في الحروب والاقتتال الداخلي


نسيم العنيزات

منذ سنوات وامتنا العربية ساحة للصراعات الداخلية والثورات الشعبية غارقة في همومها ومشاكلها، إعادتها الى مئات السنوات وما حل بحضارتنا الاسلامية.

فما ان تهدأ الامور لدى البعض، سرعان ما تعود إلى الانفجار من جديد وكأنه مكتوب على أمتنا العربية ان تبقى في نفق مظلم دون ان تتقدم خطوة للأمام.

فبعد ان استبشرنا خيرا بتونس ونجاح ثورة شعبها الذي شكل مصدر الهام ونموذج للعالم العربي في الديمقراطية وقبول الاخر وتمكنه من تجاوز اثار ثورته بإجراء انتخابات رئيسية وبرلمانية.

حيث كانت قائدة الربيع العربي والاولى التي أطلقت شرارة التحرر. نحو الديمقراطية مكنتها من تحقيق هدفها وانهاء حقبة رئيسها الاسبق بن علي.

نراها الان تدخل في دائرة مغلقة ونفق مظلم لا نعرف نهايته وسط خلافات على السلطة واتهامات متبادلة بين حزب النهضة ومن يدور في فلكه، وتيار الرئيس الحالي قيس سعيد.

هذه المساحة سمحت للعديد من الدول والمنظمات الدولية من التسلل عبر ثقوبها، سامحة لنفسها التدخل في شؤونها لتدلي بدلوهها وما في جعبتها طبقا لمصالحها وبسط نفوذها وطمعا بموطىء قدم لها في المنطقة.

هذا التدخل الذي كنا وما زلنا نخشى منه لانه لن يكون لصالح تونس او الوطن العربي، فما ان بدأت هذه الدول بالتدخل في شؤوننا لم نر خيرا ابدا وحالة الحروب والاقتتال والفتن مشتعلة دون ان تهدأ فما ان تبدا ببث سمومها فان تخلف غير الدمار والخراب.

وها هي سوريا ما زالت تعاني من اقتتال داخلي وتدخل خارجي منذ عشر سنوات لم تسمح لها الدول المتنفذة من التقاط انفاسها وسط انفجارات وحروب مستمرة.

اما العراق فليست احواله بأحسن حال فهو يعاني ازمات سياسية واقتصادية وصراعات حزبية وسط ظروف غاية في الصعوبة واوضاعا حياتية لا تسر صديقا ولا حبيبا.

واذا ما اتجهنا الى ليبيا فان احوالها تزداد سوءا كل يوم بعد ان استبشرنا خيرا بحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها دبيبة، وسيرها نحو اجراء انتخاباتها قبل نهاية العام الجاري بعد ان توقفت حربها الداخلية التي كبدت البلاد خسائر اقتصادية وبشرية إعادتها عشرات السنوات الى الوراء.

اما لبنان فان معاناته لا تخفى على احد وسط تجاذبات سياسية وانعدام التوافق بين احزابه ومكوناته وضعت الدولة على حافة الإفلاس والانهيار لا سمح الله دون اي حلول ايجابية تلوح في الافق.

نعم هذا حال أمتنا فالكل يبحث عن مصالحه على ارضنا دون اي اعتبارات لمصالحنا ورغبات شعوبنا يستغلون ثرواتنا ويبيعوننا اسلحتهم لنقتل انفسنا ويعضنا بعضا، في وقت نرى فيه وبأم أعيننا انحيازهم وعلى رأسهم امريكا لدولة إسرائيل المحتلة التي تقتل وتعتقل الشعب الفلسطيني كل يوم منتهكة جميع المواثيق والاعراف الدولية والإنسانية تحت بصر الجميع ودعم امريكي وأوروبي.

ونحن لا حول لنا ولا قوة، وسط صراع دولي وعالمي للسيادة وبسط النفوذ، واستغلال خيراتنا وثرواتنا وانشغالنا بازمات تم افتعالها لنا تمنعنا من التقدم والنهوض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.