أمسيات صيف قارب على الانتهاء


عبد الله العسولي

اجلس وحيدا على شرفة منزلي …في ذات مساء …ارتشف فنجان قهوتي ..أتمعن في مساء صيف أيقظ في إحساس بواقع ذهب ولم يبقى منه إلا الذكريات …تتزاحم على أذني أصوات حفيف أشجار حديقة منزلي الذي تهف نسمات هوائه بين الفينة والأخرى …تتمايل به أغصان أشجار بريئة ترقص وتتمايل لا تحمل بين طياتها هما ولا غلا …ارتاح لعطر ورود أبت إلا أن تنشر عبيرها الزاكي كرما وعطفا على من أراد أن يعيش ذروة سعادة …
أيقظت الجلسة في نفسي مدافن الذكريات الجميلة التي جعلتني أتنهد عليها وعلى ما تركت في نفسي والتي بقيت عالقة في سجل الذكريات ….
جميلة هي أمسيات الصيف وجميلة هي جلسة التصفن التي تعيد للماضي ألقه المدفون في الصدر …
كم يا صيف أحب فيك حبك لمن حولك وكم أحب فيك صفاء سماءك وهدوء أجواءك ونسمات هواءك .
أتصفح فيك الماضي حلوه ومره ..اركن في نفسي جرعات محبة ونقاء لكل من علقت في مخيلتي منهم ذكريات جميلة …
أيتها الذكرى ..كم أسعدتني وكم البستيني ابتسامة صادقة أصول وأجول بها في سلم الذكريات الجميلة …
أيها الأحبة الذين لا تغادرني محبتهم …كم هو جميل أنسكم وانس ذكراكم ..وكم يدق قلبي دقات المحبة الخالصة التي تعطيني مزيدا من النظر في سماء الصيف استجمع فيه انس لقائكم ..
……..وكلما ارتشف من فنجاني رشفة تمنحني مزيدا من استقرار نفسي التواقة لرؤية احباء لم يبقى منهم إلا طيب الذكرى ..
عندما أغمض عيني تمر إمامي سهرات… ممن كانت الجلسات عامرة بوجودهم …افتح عيني لأرى سراب الحقيقة الغائب وأتأمل الواقع الذي أنا فيه والحقيقة التي لا مفر منها ..هي الذكرى الجميلة التي اتنس بها كلما عصفت بي التأملات والتي ارتاح لأجوائها الماضية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.