أهلية لجان التقييم والتحكيم


الدكتور رشيد عبّاس

بقلم / الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس

هالني من خلال متابعتي واهتمامي ومن خلال حديث الشارع العام واعتراض ذوي المتسابقين على الطريقة التي يتم فيها اختيار أعضاء لجان التقييم والتحكيم في مسابقات إلقاء الشعر وكتابة القصة القصيرة وسردها وتحكيم قراءة وحفظ القرآن الكريم, ويُشاع أن بعض أعضاء لجان التقييم والتحكيم غير مؤهلة فنياً وعلمياً لتحكيم مثل هذه الأنشطة الهامة, والسؤال هنا: هل يوجد شروط ومعايير لاختيار أعضاء لجان التقييم والتحكيم؟
في الدول المتقدمة يخضع المؤهلين والمرشّحين للقيام بمهام التقييم والتحكيم لدورة تدريبية موسّعة في القراءة والكتابة والصوتيات ومخارج الحروف ومن ثم يتقدم هؤلاء لامتحان شامل, وبناءً على نتائج الامتحان يتم اختيار الحاصلين على أعلى الدرجات منهم ليتم منحهم إجازات في التقييم والتحكيم.
الشيء الغريب عندنا أن بعض أعضاء لجان التقييم والتحكيم في مسابقات إلقاء الشعر وكتابة القصة القصيرة وسردها وتحكيم قراءة وحفظ القرآن الكريم للطلبة غير مؤهلين وغير حاصلين على شهادات جامعية على الإطلاق.. وغير خاضعين لدورات فنية وعلمية, وبالتالي ليس لديهم إجازات في التقييم والتحكيم تمكنهم من التعامل مع نموذج التقييم والتحكيم (إن وجد) وكيفية تعبئة الدرجات المتعلقة بمجالات التقييم والتحكيم.. انها عملية عشوائية في وضع الدرجات وإصدار الأحكام التي قد يترتب عليها أشياء كثيرة فيما بعد.
فقد تجد مثلاً في مسابقات تقييم وتحكيم إلقاء الشعر وكتابة القصة القصيرة وسردها, ومسابقات تقييم وتحكيم قراءة وحفظ القرآن الكريم للطلبة, تجد أن بعض هذه اللجان لا تميز بين الرفع والنصب والجر, ولا تمتلك مهارات كتابة القصة القصيرة وسردها, ولا تميز أيضاً مثل هذه اللجان في أحكام الترتيل والتلاوة كالإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء, ثم أن بعض هذه اللجان غير مؤهلة ولا تحمل شهادات جامعية أولى تمكنهم من تقييم وتحكيم مثل هذه الأنشطة, وأنهم للأسف الشديد ليس لديهم إجازات في التقييم والتحكيم, وتجد أن طريقة اختيار مثل هذه اللجان دخل فيها المحسوبية والواسطة وصلة القرابة والانسباء وشبهات أخرى.. الأمر الذي يُرتب عليها إشارات استفهام كبيرة.
في الختام ينبغي أن يتم اختيار أعضاء لجان التقييم والتحكيم عند إجراء المسابقات من الأكفاء المختصين والمؤهلين من أصحاب الشهادات الجامعية الأولى على الأقل, ولديهم إجازات في التقييم والتحكيم, كي يكون التقييم والتحكيم صادقاً وثابتاً وموضوعياً.
وبعد..
علينا أن نقرأ جيداً سورة الفاتحة فاتحة كتاب الله, وبالذات الآية الكريمة (اهدنا الصّراط المستقيم)..عند اختيار أعضاء لجان التقييم والتحكيم, وعند إجراء المسابقات, كيف لا ونفتتح بها المصحف في الكتابة, ونفتتح بها الصلاة في القراءة.
دمتم بخير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.