أوجعت قلوبنا يا ساري الأسعد،،،


منذر محمد الزغول

بداية أنا واثق أن جميع فئات المجتمع الأردني تأثرت بجائحة كورونا ، بل إن الكثير منهم وصل الى مرحلة خطيرة من الفقر والجوع والحرمان ، والكثير أيضاً من المنشآت أغلقت أبوابها بسبب الحالة الإقتصادية الصعبة التي يمر فيها بلدنا العزيز شأنه شأن باقي دول العالم .

 

على كل سأتناول  في مقالي هذا  الحال الذي  وصل  له الفنان الأردني  الذي  كنا وسنبقى نعتبره جزءا  لا يتجزأ منا ومن  حياتنا ، فالدراما  الأردنية هي  الوحيدة التي كانت تجمعنا على الخير والمحبة ، وهي التي كانت تجسد معاناتنا وتطلعاتنا ، وهي الدارما الوحيدة التي كنا نتابعها ونحن نشعر بالأمان مع أسرنا وعائلاتنا وأطفالنا  لأنها لم تكن تحتوي على أي مشهد من المشاهد الغريبة علينا وعلى ديننا وقيمنا وعادتنا وتقاليدنا  .

 

أتذكر جيداً كيف كانت الدراما الأردنية  تجمعنا وخاصة في سبعينيات وثمانينيات  وتسعينيات  القرن الماضي ، وأتذكر جيداً كيف كان كل سكان  الحي الذي أسكن فيه والأحياء المجاورة يجتمعون  في  منزل أحد أبناء العمومة  لحضور الأعمال الأردنية  بسبب ندرة  وجود أجهزة التلفزيون  في ذلك الوقت .

 

على كل كنا نحب جميع الفنانيين الأردنيين وكنا نتغنى  فيهم  وبإبداعاتهم  ، حتى  الفنان  المحبوب  زهير النوباني  الذي  كان يتولى دائماً  أدوار  الشر والمكر كنا نحبه ونعشقه  وننتظر بفارغ الصبر   الساعات   والأيام حتى نرى طلته  البهية   هو وجميع  أحبتنا  الفنانيين  الأردنيين على شاشتنا الأردنية  .

 

شخصياً  لم تكن تجذبني إلا الدراما الأردنية ، وكنت أحرص دائماً على متابعتها  ، ولا أعتقد  أن عملاً أردنيا قد فاتني حضوره ، حتى كل هذه الأعمال  القديمة التي بدأ التلفزيون الأردني يعرضها من جديد أحرص أيضاً على متابعتها  رغم أنني شاهدتها أكثر من مرة .

 

ما شاهدته اليوم  من الفنان  الأردني المحبوب ساري الأسعد  حول وصفه  لمعاناة الفنان الأردني  والله لقد أوجع قلوبنا وأدماها ، فالفنان الأردني صاحب التاريخ المشرق الناصع البياض والله يستحق منا الكثير ، ويستحق أن تعلن كل وزارات ومؤسسات الدولة  المختلفة  من أجله حالة الطوارىء القصوى لإرجاع الأمور الى نصابها ، فكيف تسمح الدولة أن تصل الأمور بهذه الشريحة الهامة من أبناء وبنات وطننا الغالي الى هذا الحد ، وهم من قدموا للوطن الكثير الكثير ، بل أنهم كانوا خير سفراء لوطننا في كافة أقطار الوطن العربي ، ولولا ظروف حرب الخليج  وغيرها لكان الفنان الأردني والدراما الأردنية  في المقدمة كما كانت   قبل وخلال  تسعينيات القرن الماضي .

 

أخيراً  أذكر أصحاب القرار وكل المعنيين بواقع الدراما والفن  في بلدنا الغالي  أن الدراما كانت السبب الرئيسي وراء تسويق  دول كثيرة سياحياً  كمصر وتركيا وسوريا ولبنان  وبعض دول الخليج  العربي  ودول أجنبية  أخرى ، فلماذا لا يتم إستثمار الدراما الأردنية في هذا المجال ودعم الفنان الأردني   بكل الطرق والسبل  الذي أتوقع  أنه سيبدع في هذا المجال  ولن يقصر كعادته في دعم الأردن ورفعته وتقدمه وإزدهاره .

 

الفنان الأردني يا سادة يا كرام  صاحب التاريخ  المشرق  يستحق منا الكثير ويستحق أن ندعمه بكل الطرق والسبل ، فلماذا وصل الحال  الى ما وصل اليه ، حتى بتنا نسمع  أن تقاعد الفنان وهو مصدر رزقه  الوحيد  أصبح بخطر كبير ، فهل وصلت الأمور الى هذا الحد من الإنهيار والتراجع .

 

 أتمنى من أعماق قلبي  أن تكون  أمور هذه الشريحة الغالية علينا جميعا من مجتمعنا الطيب المترابط  أفضل من ذلك بكثير ، وهو أقل شيء من الممكن أن نقدمه  تكريما لهم  على  كل ما قدموه  للوطن  طوال كل هذه السنوات من مسيرة  دولتنا العزيزة  .

 

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد ،،،

 

منذر  محمد  الزغول – وكالة عجلون الاخبارية 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.