إذا وصلوا للسلطة ،هل سيمزِّق الجمهوريون الاتفاق النووي مع إيران!!


د. كمال الزغول

السيناتور الأمريكي تيد كروز والذي ينتمي للحزب الجمهوري قال في أحد تصريحاته أنه اذا وصل رئيس جمهوري إلى السلطة في عام 2024 فسوف يقوم بتمزيق أي اتفاق نووي مع ايران. وتعقيبا على ذلك، اعتقد أن تيد كروز هو حالة خاصة ويتبع سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب ولا نستطيع الحكم على سياسة حزب كامل بناء على تصريحات عضو واحد في الحزب، وفي المقابل ، علينا أن نركز على نتيجة انتخابات 2024 الرئاسية ، فإما أن تفرز شخصا مشابها للرئيس السابق دونالد ترامب او تفرز شخص آخر، فإذا فاز الجمهوريون من خلال ترامب كرئيس فحتما علينا اخذ تصريحات السيناتور تيد كروز على محمل الجد حول تمزيق الاتفاق النووي مع إيران ، لكن إن فاز الجمهوريون من خلال عضو آخر فسيكون الأمر مختلفا، ومن الممكن وضع عقوبات على الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وصفقات الاسلحة والضغط على ملف إيران في ملف اليمن وسوريا والعراق ولبنان وممارسة ضغوطا اقتصادية اكثر صرامة، وإن لم تلتزم إيران بالاتفاق وأمن المنطقة قد يكون هناك توتر وتصعيد من جديد وهذا سيقود إلى ممارسة صغوطات قصوى ضد إيران والإنفكاك من الاتفاق عندئذ سيعتمد على قدرة إيران على تحمل الضغوطات وتجنب الصدام ، فمعروف لدى الجمهوريين أن الرد العسكري على اي تصعيد بالمثل يكون مباشرا وغير متأنٍ. وبالمناسبة ترامب لم يرفض فكرة الاتفاق ولكنه اراده أكثر صرامة على ايران وأقل تكلفة على الولايات المتحدة الأمريكية. وبالنسبة لاحتمالية فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم هو احتمال وارد لكن لا يؤثر على سلطة الرئيس بايدن لكي يتراجع عن الاتفاق ،ولا يعتبر عاملا فاعلا في فوز ترامب في عام 2024، فإذا تحسن الوضع الاقتصادي قبل الانتخابات سترتفع شعبية الرئيس بايدن وستكون المنافسة شديدة ، فالانتخابات النصفية تتحكم في القرارات اللاحقة وليس بالتنفيذات السابقة،ويبقى النمو الاقتصادي هو الحكم بين الطرفين.

الدكتور كمال الزغول كاتب ومحلل سياسي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.