إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال /  24-04-2018

 

لن أتحدث في مقالي هذا عن التجاوزات الحكومية في تعيين بعض الأشخاص في مناصب غيرآ  مناسبة لمؤهلاتهمآ  وخبراتهم على الإطلاق، فقد ألفنا سياسة الكيل بمكيالين من هذه الحكومات، وتعودنا على السياسة التي عادة ما تنتهجها بعض الحكومات بإرضاء كبار وعلية القوم وكل من يدور في فلكهم من الأقارب والأصدقاء وحتى وصل الأمر في كثير من الحالات إلى تعيين الأنسباء في مواقع ومناصب ليس لها علاقة بمؤهلات وخبرات هؤلاء الأشخاص.

آ

قدآ  أستثنيآ  من هذهآ  السلسلةآ  الطويلةآ  من التجاوزات   الجيش والأجهزة الأمنية والتي بالغالب لا يصل إلى المواقع القيادية فيها إلا أصحاب الكفاءات والخبرات العالية وبعد أن يجتازواآ  العديد من الدورات التي تؤهلهم لشغل المناصب التي وصلوا إليها مع التأكيد أيضاًآ آ أن الخلل سيبقى موجودا حتى لو كان بنسب متفاوته.

آ

لكن سيبقى الفساد المستشري والتجاوزات في الكثير من وزارات ومؤسسات الدولة الأخرى هو السمة الغالبة حتى لو حاول بعض المسؤولين تجميل فسادهم هذا من خلال الإعلان عن مواعيد للمقابلات الوهمية من خلال لجان تكون التعليمات والأوامر التي تصلهم قبل أن يعقدوا أول اجتماع لهم .

آ

إلى هنا فكل هذه الأمور والتعيينات اعتدنا عليها من الحكومات الأردنية ، حتى أن الكثير من المناصب أصبحتآ  تدار بطريقة الوراثة والمصالح الشخصية البعيدة كل البعد عن حسابات الكفاءة والخبرة .

آ

لكن للأمانة ما يحبطني ويحزنني ويجعلني أفقد الثقة بكل شيء، أننا ونحن نتكلم صباحآ  مساء عن فساد ومحسوبية الحكومات الأردنية و عندما تتاح لنا الفرصة لاختيار من يمثلنا مثلاً في البرلمان أو مجالس المحافظات أوآ  البلديات نختار أسوأ ما عندنا ، بل في كثير من الأحيان نختار الفاسدين أنفسهم ونتغنى وللأسف الشديد باختياراتنا هذه مع علمنا بأن من اختارناهم لا يمكن أن يصلحوا لإدارة شؤون بيوتهم وعائلاتهم.

آ

للأسف الشديد وفي الكثير من الأحيان العشائرية البغيضة وما ينجمآ  عنها من اختيارات قصمت ظهورنا وقصمت ظهر الوطن وزادت الوضع سوءاً فوق كل هذا السوء الذي نعانيه،، وأنا على ثقة في كثير من الأحيان أنه مهما كان ضعف وسوء من تختاره الحكوماتآ  لإدارة بعض المناصب وخاصة القيادية منها فسيبقى أفضل ألف الف مرة من غالبية من اختارناهم .

آ

أتمنى من أعماق قلبي على عشائرنا المحترمة أن لا تستهين باختيار من يمثلها في البرلمان أو مجالس المحافظات والبلديات وفي أي موقع آخر ، فحتى لو كان الموضوع متعلق باختيارآ  وانتخاب عضو مجلس محلي فبرأيي الموضوع يحتاج من عشائرنا الى التروي والتفكير ألف مرة قبل أن تختار الشخص الذي من الممكن أن يكون مناسباً لهذا المنصب، فالوطن ليس بحاجة إلى المزيد من المصائب والكوارث آ والأزمات ، والكثير ممن انتخبناهمآ  وللأسف الشديد كانوا بمثابة المصيبة والكارثة للمجتمع وللوطن بأسره .

آ

رفقاً بالوطن يا عشائرنا التي نجلها ونحترمها ، فالوطنآ  ومهما اهتزت ثقتنا في الحكومات الأردنية المتعاقبة يجب أن تبقى مصلحته العليا فوق أي اعتبار، وأول هذه المصالح أن لا نساهم بزيادة الأمور سوءًا آ من خلال انتخاب واختيار أشخاص ليس لديهم أي خبرة وكفاءةآ  ودراية بالمنصب والمهمة التي إنتخبناهمآ  منآ  أجلها .

آ

آ أخيراًآ  أذكركم وأذكر نفسي بحديث رسول الله صلوات عليه وسلم (إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله ، فانتظر الساعة) .

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.