إضاءات في مسيرة رجل الإنسانيةمحمد بن زايد


الدكتور موفق العجلوني

بقلم / السفير الدكتور موفق العجلوني

المدير العام

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

 ====

صدر حديثاً كتاب ” صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان: اضاءات في مسيرة رجل الإنسانية ” بقلم معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. والمدير العام السابق لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لما يزيد عن ربع قرن،

وقد تشرفت بتأليف كتاب بمناسبة مرور 25 عام على تأسيس المركز بعنوان: “25  عام من الانجاز لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية “، والمشاركة في القاء عدد من المحاضرات والندوات في المركز.

 

 

معالي الأستاذ الدكتور جمال السويدي رجل فكر وشخصية معروفة على صعيد دولة الامارات ودول مجلس التعاون الخليجي ودول العالم وخاصة الدول العربية والإسلامية وذلك من خلال اصداره عشرات المؤلفات والندواتوالمحاضراتوالمقالاتوخاصة عن مسيرة الخير لسمو المرحوم الشيخ زايد ال نهيان طيب الله ثراه. و ليس غريباً ان نفاجئ بإصدار جديد لمعلي الدكتور السويدي بعنـــوان:”صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد – اضاءات في مسيرة رجل الإنسانية ”  ، القريب من سمو رئيس دولة الامارات  الشيخ محمد بن زايد  قلباً و قالباً .

 

وها هو يطل علينا معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بإنجاز غير مسبوق:”سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية ” خلال حفل تدشين الكتاب، والذي أقيم بفندق سانت ريجس يوم الخميس الموافق 28 / 09 / 2023في مدينة أبو ظبي، حضرة قامات سياسية ودبلوماسيةوفكريةواكاديميةوبحثية.و قد تشرفت وزوجتي السيدة منى ال عيون بالحضورو كذلك سعادة سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة الامارات العربية المتحدة الزميل نصارالحباشنة .

 

أكد معالي الدكتور السويدي في حفل الافتتاح في بداية كلمته، بأن هذا الكتاب يعد الإصدار الأهم في حياتهالبحثية والفكرية على الإطلاق، وخاصة انه يتحدث عن مسيرة العمل الوطني لرئيسدولة الإمارات العربيةالمتحدة، منذ تخرجه وعمله في القوات المسلحة، ويبرز دوره المحوري في تطويرها، ويركّز على الجوانب الإنسانية في مسيرة الرئيس الإماراتي، مشدداً على أنه التزم الحيادية والموضوعية، ولم يحِد أبداً عن القواعد البحثية والعلمية، أثناء تأليفه هذا الكتاب الاستراتيجي.

 

بنفس الوقت فان الكتاب يركّز على رؤى وإنجازات رئيس دولة الإمارات لتحويل الاقتصاد الإماراتي إلى اقتصاد متنوّع الموارد، ويشرح كيف أصبحت دولة الإمارات عاصمة للتسامح العالمي.وفي السياق نفسه جمع الكاتب بين البعدين التاريخي والتكويني وتتبع شخصية الشيخ محمد بن زايد منذ الطفولة وما اكتسبه من معارف وخبرات، لافتاً إلى أن مؤلف الكتاب استطاع إبراز تأثره بثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وبتراثها الحضاري، من خلال حديثه عن نشأته، وتأثير البيئة الصحراوية عليه، واكتسابه صفات إنسانية كثيرة من الإرث الإنساني للأب المؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

 

 للكتاب إضاءاتعديدة منها ما تشير إلى أن التطرف ليس له مكان في هذه المنطقة، ففي هذا الكتاب إضاءات لدهاليز الظلام يجنح لها أهل السفينة، بعيدا عن الظلمة. وهذا الكتاب رسالة إلى المفكرين والباحثين والأكاديميين والقيادات الدينية، وذلك لأن مؤلف الكتاب كان صادقاً وموفقاً في تبيان أن التسامح قيمة متأصلة في إرث زايد الخير، وفي سياسات ونهج الشيخ محمد بن زايد باعتبار أن التسامح يعد أحد أهم أدوات القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

يحتوي الكتاب على 332 صفحة، يتناول مولد الشيخ محمد بن زايد في عام 1961 بمدينة العين، ورحلته التربوية في بيت الحكم، ومسيرته التعليمية، بدءاً من مدارس أبو ظبي، ومروراً بالأكاديمية الملكية في الرباط بالمغرب، ومدرسة جوردن ستون بأسكوتلندا، وانتهاءً بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية الشهيرة بالمملكة المتحدة.ويشرح الكاتب نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تربية ابنه، تربية صقلته على التحمل والاعتماد على النفس، وجعلت منه شخصية ذات مكانة رفيعة ومتواضعة، ومُحِبَة للشعب الإماراتي.

 

كما يتناول الكتاب، تحت عنوان، ” حلف بني ياس”، حياة القبائل العربية الثلاثة التي كانت تعيش في صحراء الجزيرة العربية، ويتشكل منها الحلف، ويشرح كيف أثرت عادات وتقاليد وصفات حلف قبائل بني ياس العريقة، كالشجاعة والكرم والفروسية والشهامة والعفة والإيثار والمرونة وغيرها، على محمد بن زايد، حيث تربى في كنفها، وتعلم منها طابع المرونة السياسية.

 

ويسرد الكتاب معالم استراتيجية رئيس دولة الإمارات في معالجة الفكر المتطرف، وهي، الحوار المفتوح بين الشباب والقيادة، من حيث توفير الوظائف وتطوير مهارات الشباب، والتنمية البشرية من خلال تطوير التعليم، وترسيخ الهوية ودعم المرأة وتمكينه.

 

يركز الكاتب على رؤى وإنجازات الشيخ محمد بن زايد لتحويل اقتصاد الإمارات إلى اقتصاد متنوع الموارد، من خلال رؤية تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، هي، الشراكة البنّاءة مع القطاع الخاص، وقراءة التحولات العالمية والاستعداد لها وريادتها، وتطوير بنية تحتية رقمية، بالإضافة إلى جوانب أخرى، منها، التركيز على اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي، وتطوير الطاقة البديلة.

 

و هنا أحاول ملياً التعمق في  خصوصية تجربة معالي الدكتور السويدي في كتابه “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية”، بحيث لا يمكن فصله عن التجربة الكلية للمؤلف والذي أجاد بامتياز استخدام مناهج البحث العلمي ، والجمع بين أطياف عدد كبير من التخصصات العلمية مثل التاريخ، والسياسة، والاجتماع، وعلم النفس وغيرها من أجل قيادة حراك بحثي توثيقي دقيق لدراسة الحالة المتفردة من الزعامة والقيادة التي ارتبطت باسم وتجربة الراحل الكبير الأب المؤسس الشيخ زايد، ونمت وازدهرت برعايته ومن بعده مروراً بمرحلة التمكين التي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد شريكاً رئيساً في إدارتها، وصولاً إلى لحظة استئناف الحضارة التي نعيش أزهي لحظاتها هذا اليوم.وهي بعض صفات البعد الكاريزمي الذي يعرفه الجميع في شخصية الشيخ محمد بن زايد، وما يتمتع به من قوة حضور، وشجاعة وصراحة، وقيادة فذة، ومقدرة على اكتساب ثقة الآخرين..

 

ولا بد من التوقف عند احد الفقرات في الكتاب التي يقول فيها المؤلف: “قد يتبادر إلى أذهان بعض المراقبين أن معرفتي الطويلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تجاوزت الثلاثين عاماً عن قرب، تجعل كتابتي عن سموه مهمة سهلة؛ ولكن شخصية سموه من الثراء والعمق بحيث يصعب على أي كاتب، أو باحث مهما كانت مهاراته في الكتابة، أن يعبر بدقة عن جوانب التميز والتفرد والعبقرية فيها .”


بالفعل، يحتاج التفرد بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، إلى منهجية متفردة ودقيقة، وقد أجادبصدق وبموضوعية المؤلف الدكتور السويدي، وبانضباط علمي واضح، والإفادةَ من قربه من الشيخ محمد بن زايد في صياغة منهجه الذي جمع بين البعدين التاريخي والتكويني وصولاً إلى تجلياتهما في الحاضر.

 

فالكتاب يتتبع شخصية الشيخ محمد منذ الطفولة؛ ليرصد ما عاش من تجارب، وما اكتسب من ثقافة وخبرات، ويتوقف عند مدرسة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتأثيرها في هذه النشأة، ليدرس كيف كان الراحل الكبير مصدرَ تشكيل رؤية الشيخ محمد للمجتمع، والعالم، وملهمَهُ في كيفية النهوض بالمجتمع الإماراتي، وكيف يكون القائد صادقاً مع نفسه مؤمناً بمبادئه.

 

كما يقف المؤلف عند النشأة العسكرية لصاحب السمو ليبيّن كيف أكسبته الوضوح والدقة والحزم، فاقترنت القوة عنده بقيمة العدل التي نشأ وتكوّن عليها. فصار الحازمَ العادل في وقوفه في وجه الإرهاب، والتطرف الديني، والعنف، ومحاولات التخريب وهدم الدولة الوطنية، وصار الحازم العادل كذلك في جعل التسامح والتعايش نقطتين أساسيتين في المجتمع الإماراتي من خلال كثير من المبادرات وأهمها وثيقة الأخوة الإنسانية.


حقيقة وفي تمعن صفحات الكتاب سطراً سطراًوفقرةفقرة، تجد ان المؤلف قد نهج الأسلوب التكاملي الغني بالتفاصيل، ليطل علينا من خلال فصول كتابه الأربعة، الصورةَ الفريدة للقائد، بما تكتنزه رؤيتُهُ من جوانب إنسانية. ثم أعقب ذلك بخاتمةٍ اختار لها لحظةً دالةً هي يوم الرابع عشر من شهر مايو 2022؛ حين عزم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتزكية رئيساً للدولة، كما تضمن الكتاب ملاحق نوعية اختيرت بعناية من وثائق وأشعار وكلمات وصور، لتضيء جوانب العمل وتقربه إلى القراء. فجاء الكتاب غنياً بالمعلومات، والأحداث، وبالصور الدالة التي تتضافر مع تحليل المؤلف لتبني الصورة المتميزة لشخصية رئيس الدولة في نطاق حدده المؤلف بنفسه في خاتمته , إذ يقول: “تناول هذا الكتاب جانبًا من شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، برغم صعوبة المهمة؛ لأن شخصية سموه متعددة الصفات والمزايا والجوانب. وحاولت التركيز بصورة رئيسية على أهم منجزات سموه المتعددة والثرية؛ محليا وإقليميا وعالميا في المجال الإنساني. ويمكننا اختصار صفات سموه في: القيادة الملهمة، والخبرتين العسكرية والسياسية، وريادة الأعمال الإنسانية والتواضع والذكاء والطيبة والشجاعة”.

 

 أول ما يطالعالقارئ في الكتاب بعد عنوانه: إهداءٌ رشيق مكثف دال: “إلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة”، تليه صفحة شكر وتقدير اختار لها المؤلف، بعناية تجدر الإشارةُ إليها، عبارةً دالة من مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، تصلح عنواناً لشخصية سموه الفريدة ولمنهجه المتميز في القيادة، يقول سموه: “إن الكون يتسع للجميع، والتنوع مصدر للثراء، وليس سبباً للصراع، أو الاقتتال، لقد خلقنا الله متنوعين؛ لكي نكمل بعضنا بعضاً، ونتعارف، ونتعاون من أجل الخير والسلام والنماء لنا جميعاً”. إنهما بوابتان رشيقتان تدعوان القارئ لاستكمال رحلته، وتعدانه بعالم من الثراء الفكري.

 

أن رؤية الشيخ زايد في الإدارة والحكم والقيادة ظلت نبراساً يهتدي به صاحب السمو الشيخ محمد، وكيف أن رئيس الدولة، حفظه الله، استمر على نهج والده الذي كان يرى أن تسيرَ الخطط التنموية كافة على نحو متوازن كي تصنع التقدم المنشود.

 

ثم يأتي الفصل الثاني الذي يحمل عنوان “محمد بن زايد وفلسفة القوة” ليستعرض ملامح قوة الفلسفة، وفلسفة القوة في نظر الشيخ محمد بن زايد، والتي ترتبط دوماً بالعدل.
ويلفت المؤلف نظرنا إلى الجملة المفتاحية في حياة سموه، التي كتبها وهو طفل في المدرسة: “العدل هو أساس الملك”، فقد شكلت هذه العبارة منظور سموه ومعالم تجربته، مثلما شكّلت عقيدته التي بنى عليها فلسفته في الدفاع عن مُنجز دولة الإمارات.


ويخلص الكاتب إلى أن القوة في نظر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله هي وسيلة للحفاظ على السلم العالمي، والعمل الجاد من أجل بناء مجتمعات تخلو من الصراعات والتشدد الفكري والمذهبي.وحرص سموه على السلام والتعايش وإنهاء الصراعات، ولنهج سموه في السير على طريق المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي وهب نفسه للعمل الإنساني محلياً وعربياً ودولياً، وكرس دولة الإمارات لخدمة الإنسانية وقضاياها، وبما يؤكد النهج المشرف الذي تضطلع به الدولة انطلاقاً من قيمها ورؤيتها لعالم تعمه المحبة، وتقديراً لجهود وطن بات السلام والإنسانية يقترنان باسمه بفضل قيادته الحكيمة ونهجها العظيم.

 

فسمو الشيخ محمد بن زايد، كما أشار الكاتب “هذا الشبل من ذاك الأسد “، اسم يسمو على كل الألقاب، والقائد الذي تفاخر به الإنسانية جمعاء دعمه لقيمها وعمله النبيل للوصول إلى عالم يعمه التآخي الإنساني.

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رجل يصنع التاريخ بعزيمة الكبار سيراً على خطى والده سمو الشيخ زايد رحمه الله ، داعماًللسلام وناصراًللحق، وكم من محطات خالدة في أنقى سجلات العمل الإنساني حول العالم  أُنجزت بفضل جهود سموه ومواقفه الحانية ودعمه للمحتاجين ، مُعلم العطاء ولطالما خاض سباقاً مع الزمن عبر مبادرات خلاقة عابرة للحدود في جميع اتجاهات الأرض وهو ينشر الأمل ويحدث التغيير الإيجابي في حياة المستهدفين، رجل تفخر به الإنسانية وتحمل الوفاء والعرفان لمساعيه الحميدة فبات المتوج في وجدان الشعوب وملهم الأجيال وقدوة لكل من يعمل لخير الإنسان والإنسانية.

 

ويشهد لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاهتمام بالقضايا التي تُعنى بصحة الإنسان وتعزّز قدرته على مواجهة التحديات المرتبطة بانتشار الأوبئة والأمراض، من خلال تقديم المساعدات المالية واللقاحات والأدوية. حيث يستفيد سنوياً ما يقرب من 400 مليون طفل حول العالم من حملات ومبادرات سموه التي أطلقها لمكافحة شلل الأطفال، وباتت بفضلها البشرية أقرب لحسم معركتها والقضاء على المرض بشكل تام، وشكلت مساهمات سموه المالية البالغة نحو 167.8مليون دولار منذ عام 2011، العامل الأبرز في نجاح ودعم النشاطات الهادفة إلى استئصال مرض شلل الأطفال ومكافحته على المستوى العالمي.

 

ومع كل أزمة يوجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، يحضر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لتقديم يد العون والمساعدة، ليرسخ بأفعاله وأقواله، صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان لكل المقيمين على أرضها.

 

وحظيت جهود الإمارات عبر دبلوماسيتها الإنسانية، بتقدير وعرفان دوليين، ونجح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في تعزيز مكانة الدولة في العمل الإنساني والخيري والإغاثي، واختار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير (ديهاد)، سموه، أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021  .

 

ان رؤية ونهج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتأكيد سموه أهمية السلام والعمل ليكون نهجاً راسخاً، يتصدر الاهتمامات لما له من أثر في حاضر ومستقبل الأجيال، وقد كان لمساعي الإمارات إنجازات على المستوى الدولي في تحقيق السلام ووضع حد للصراعات في عدة مناطق، فضلاً عن  إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية بحضور بابا الفاتيكان و امام الازهر الشريف ، والتي تعتبر مفصلاً حضارياً متقدماً في طريق تحقيق أحد أعظم وأنبل الأهداف على المستوى الإنساني، وغير ذلك الكثير مما حظي بتقدير واحترام واسعين وباتت النتائج المحققة مصدراً للإلهام والأمل بالقدرة على تحقيق السلام.

 

توجهت جهود سموه الكبرى إلى بناء الفكر وتعزيز الثقافة ودعم الأخلاق عبر التعليم؛ فصارت مادة التربية الأخلاقية جزءاً أساسياً من المنهج التعليمي في الدولة، وتوسع الاستثمار في التعليم: مدرسي وجامعي، في بيئة تقوم على الإبداع والتنوع والابتكار، مع تعزيز حضور الموروث الأصيل في النفوس؛ فصار نظام الإمارات التعليمي رفيع المستوى قادراً على تخريج طلبة مؤهلين للمنافسة على المستوى العالمي.وقد خص التعليم كما أشار المؤلف بنظرة شاملة فتوقف عند الإنجازات العلمية والتعليمية للدولة، كما توقف عند التحولات الاقتصادية وتطور البنية التحتية والثورة الرقمية والتكنولوجية ليصل إلى تصور يصف طبيعة سياسة الدولة الخارجية المنفتحة على العالم التي تعكس طبيعة مجتمعها المحلي المنفتح على الثقافات والحضارات.

 

استعرض المؤلف نماذج لعلاقات دولة الإمارات مع بقية دول العالم الشقيقة والصديقة ليبين كيف نجحت سياسة رئيس الدولة في تعزيز مكانة الإمارات المتميزة على المستويين السياسي والاقتصادي، مما يؤكد أن صاحب السمو هو بطل السلام كما وصفه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ لأن السياسة الإماراتية تقوم على ركائز: تحقيق الأمن والاستقرار، تحقيق السلامين الإقليمي والدولي، تحقيق التنمية والتطور، حل الخلافات مع الجميع بالطرق السلمية، التنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة .

 

خصص المؤلف الفصل الرابع من كتابه لـ”القيم الإنسانية” التي جعلها عنواناً للفصل، وتوقف بالتأمل والتحليل عند القيم التي يسعى الشيخ محمد بن زايد إلى ترسيخها حتى غدت دولة الإمارات رمزاً لهذه القيم في عالم يعاني نزعات التطرف والإرهاب والصراعات الدينية والعرقية والمذهبية والطائفية.

 

رسّخت دولة الإمارات استراتيجية القوة الناعمة، وأدرجت الدبلوماسية الإنسانية ضمن ركائز استراتيجيتها، وانتهجت سياسة المساعدات غير المشروطة لجميع الدول، واستضافت الكثير من اللاجئين ودعمت مراكز الإغاثة في جميع أرجاء العالم، وأنشأت مجموعة من المؤسسات لصيانة قيم التسامح، كما صدر في عام 2015 قانون مكافحة التمييز والكراهية وأُعلن عامُ 2019 عاماً للتسامح، العام الذي  انطلقت فيه وثيقة الأخوة الإنسانية التي انبثق عنها “بيت العائلة الإبراهيمية” الذي ينشر خطاب التسامح ويدعم قيم الخير والمحبة والتآخي بين مختلف الشرائع .

 

هذا وقدحرصت دولة الإمارات منذ بداية أزمة ” كوفيد 19 ” على القيام بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب في مختلف أنحاء العالم، وقدمت ولا تزال تقدم الدعم والمساعدة للعديد من الدول، لتجاوز تداعيات الجائحة، فأرسلت نحو 2250 طناً من المساعدات الطبية إلى أكثر من 136 دولة.بنفس الوقت فقد ساند سموه منذ بداية ازمة كورونا منظمة الصحة العالمية، ودعم جهودها في مكافحة فيروسكورونا ” وتطوير علاجاته، إلى جانب دعم جهود المجتمع الدولي والحكومات والمجتمعات لاحتوائه، والحد من تداعيات انتشاره والوقاية منه، وتوزيع اللقاحات المضادة للفيروس بشكل عادل في جميع أنحاء العالم.

 

 وحرص سموه على السلام والتعايش وإنهاء الصراعات، ولنهج سموه في السير على طريق المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي وهب نفسه للعمل الإنساني محلياً وعربياً ودولياً، وكرس دولة الإمارات لخدمة الإنسانية وقضاياها، وبما يؤكد النهج المشرف الذي تضطلع به الدولة انطلاقاً من قيمها ورؤيتها لعالم تعمه المحبة، وتقديراً لجهود وطن بات السلام والإنسانية يقترنان باسمه بفضل قيادته الحكيمة ونهجها العظيم.لافتاً إلى أن الكتاب يتناول القيم الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويشرح كيف أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة عاصمة للتسامح العالمي.

 

نجح المؤلف من خلال تجربته الكلية في استخدام مناهج البحث العلمية والجمع بين التاريخ والسياسة والاجتماع وعلم النفس في قيادة هذا الحراك البحثي التوثيقي المنضبط لدراسة شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، التي ارتبطت بالراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث نمت وازدهرت شخصية سموه برعايته الكريمة، مروراً بمرحلة التمكين التي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، شريكاً فيها، ووصولاً للحظة الحضارة التي أسهم فيها سموه ، بكل ما أوتي من خصال.


نلاحظ أن المؤلف جمع في الكتاب بين البعدين التاريخي والتكويني، وتتبع شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، منذ الطفولة، وما اكتسبه من معارف وخبرات وما نهله من مدرسة الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأن صياغة عناوين الكتاب هي صياغة فنية، وأن ذلك واضح من قائمة المحتويات، مروراً بصياغة الإهداء، فهو إهداء رشيق مكثّف ورائع.

 

استطاع مؤلف الكتاب إبراز تأثر صاحب السمو رئيس الدولة، بثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وبتراثها الحضاري، من خلال حديثه عن نشأة سموه، وتأثير البيئة الصحراوية عليه، واكتسابه صفات إنسانية كثيرة من الإرث الإنساني للأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مما جعل سموه بالفعل رجل الإنسانية في العالم.


حينما ينظر إلى عنوان الفصل الرابع ” القيم الإنسانية “، نجد أن المؤلف اتبع من خلال سياقات مختلفة رصد معظم المبادرات الإنسانية، وجعلنا نشعر بأننا إزاء شخصية تتّصف بأنها أيقونة في العمل الإنساني إقليمياً وعالمياً.ولكل كلمة دلالة، فكلمة إضاءات لها وقع مختلف على المسامع، حينما تقرأ في مسيرة رجل الإنسانية، وهذا ما خطّته يمين معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي.

 

الدكتور السويدي عايش وترعرع جنباً الى جنب سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، فهو الأقرب لإعطاء اضاءات عن مسيرة رجل عظيم يتحلى بارقي معاني الإنسانية. والدكتور السويدي محق كل الحق باطلاع القارئ على مسيرة سمو الشيخ الإنسانية. وكل متابع للشـؤون الإماراتية يلمس هذا الشعور الإنساني في كافة مواقف ولقاءاتوأحاديث الشيخ محمد بن زايد، ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي والإنساني.

 

وعلى مدار العقود الماضية لم يدّخر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جهداً لدعم العمل الإنساني والإغاثي عالمياً، وإعلاء القيم الإنسانية خدمة للإنسانية جمعاء. وجاء تكريم المؤسسة البابوية التربوية التابعة للفاتيكان لسموه، بوسام ” رجل الإنسانية “، عرفاناً لدوره في إرساء قيم التسامح والسلام، وتقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية منذ تأسيسها، وقبل ذلك تم اختياره كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه العرب لقب ” القائد العربي الأبرز”.


الكتاب استثنائي بكلالمعطيات،يتحدث عن رئيس استثنائي ودولةاستثنائية،حيث عبّر الكاتبعن سعادته بالإسقاطات المختلفة التي تسطع من الكتاب من خلال إضاءاته المختلفة، فإحدى الإضاءات أن هذا الكتاب جاء في وقته لتعزيز القدوة، وشكر الله على هذه النعمة، وأخرى هي تلك التجربة التي ليس لمثلها مثيل، والتي شعارها المصداقية للبشرية. وإضاءة أخرى تشير إلى أن التطرف ليس له مكان في هذه المنطقة، ففي هذا الكتاب إضاءات لدهاليز الظلام، إضاءات ساطعات يؤذي بريقها المتشددين والمتطرفين، وإضاءات يجنح لها أهل السفينة، بعيداً عن الظُّلمة، ولقد تم انتقاء العنوان بدقة، فصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، هو الرمز المضيء، كالبدر يهدي الجميع.


 في الحقيقة، يشكل هذا الكتاب حلقة في التاريخ الوطني تُعزّز الولاء والانتماء، ورسالة إلى المفكرين والباحثين والأكاديميين والقيادات الدينية أن التسامح قيمة متأصلة في إرث زايد الخير، وفي سياسات ونهج صاحب السمو، رئيس الدولة، على اعتبار أن التسامح يعد إحدى أهمأدوات القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.وذلك لأن إنجاز القوات المسلحة يُعد بالفعل إنجازاً غير مسبوق، وهذا لا يقلّل من جميع الفصول، ويرى أنه كلما قرأ سطراً من سطور هذا الكتاب ازداد القارئ فهماً ومعرفةً بهذه الشخصية العظيمة. وأن المؤلف نجح في ذكر المفاتيح الخاصة بأسرار تلك الشخصية الرائعة وما بها من مكوّنات، وكيف تطورت هذه المكوّنات وأثرت في سياساته وإنجازاته.

 

أن الكتاب به خط متّصل بين الماضي والحاضر، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، امتداد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مستوى الفكر والقيادة، مشيداً بما قدمه المؤلف في هذا الكتاب، بقوله:  ”  أبحرت بسلاسة وكفاءة في عالم صاحب السمو وهذا الكتاب مرجع لشباب الإمارات ولكل شخص مهتم بصاحب السمو ولابد من ترجمته لكل اللغات الحية، وسيكون بمثابة منهاج للوزراء والمسؤولين يهتدون به ولا يملون منه “.مؤكداً أن المؤلف يقدم في كتابه قراءات منطقية لدور قيم التسامح والإنسانية والوطنية، التي نشأ عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة في تشكيل مشروع سموه لتحديث دولة الإمارات العربية المتحدة وبناء الشخصية الوطنية الإماراتية، لافتاً إلى أن هذا المشروع، بحسب رؤية المؤلف، يرتكز على التعليم الحديث القائم على الإبداع والابتكار وأحدث الوسائل التعليمية والتربوية الحديثة، من دون إهمال القيم الأخلاقية، لافتاً إلى أن مشروع تطوير التعليم يرتكز أيضاً على الوسطية الدينية والاعتدال الديني والتسامح وقبول الآخر.

 

لكن الحديث حول فكر ورؤية وفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتأمل سيرة وفكر وفلسفة سموه السياسية والاقتصادية والعسكرية وكذلك الاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها، فليست مسألة سهلة أبداً، فهي مادة نموذجية ثرية بالرؤى والعمق وبالخبرات والتجارب الناجحة المتفوقة والإنجازات التاريخية، لا يمكن تلخيصها أو اختزالها.

 

أن سمو الشيخ محمد بن زايد هو نموذج للقائد الذي يجمع بين السمات القيادية والإنسانية العميقة والتواضع والهيبة والحب الشعبي الجارف، وتجسيد حي لمقولة العرب ” الرجال مواقف ” ، حيث تؤكد أفعاله ومواقفه أنه عنوان للقيادة المبدعة في المجالات كافة، فهو سياسي حكيم، وعسكري محنَّك، ورياضي يملك أخلاق الفرسان وسلوكياتهم، وقائد تتجمع حوله القلوب والعقول، وصاحب رؤية واضحة للحاضر والمستقبل وفهم عميق للعالم من حولنا.و هو” بطل السلام ” كما وصفه صاحب السموالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ لأن السياسة الإماراتية تقوم على ركائز: تحقيق الأمن والاستقرار، تحقيق السلامين الإقليمي والدولي، تحقيق التنمية والتطور، وحل الخلافات مع الجميع بالطرق السلمية، و التنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة. وفوق هذا وذاك، فإن سموه لديه ثقة مطلقة بقدرة أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة على صنع المعجزات، وإيمان تام بأن التقدُّم ليس حكراً على أحد، وإنما هو لمن يملك أسبابه ويعمل بجدٍّ من أجل الوصول إليه.

 

إن بصمات سموه كثيرة في كل بقاع العالم، وليست وليدة اليوم، حيث زرت العديد مندول العالم  كدبلوماسي و سفير اردني ، وتربطني علاقات طيبة مع العديد من الزملاء السفراء و الدبلوماسيين الإماراتيين و المواطنين ، ولمست الأثر الطيب والخيري والإنساني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وان ما ذكره الدكتور السويدي من أعمال إنسانية لسموه هو غيظ من فيض ، فقد قدم الكثير من الأعمال الإنسانية في الدول العربية  ، و في كل قارات العالم، أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والشمالية، ومساعدات لا تُفرق بين دين أو عرق أو مذهب أو جنس، بل كلها دعم للإنسانية، فجميع لقاءات سموه مع زعماء العالم وخاصة مع صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ،  تدعو دائماً إلى السلم والسلام والأمان والخير للشعوب كلها.

 

أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ، دائماً ما يأخذ بزمام المبادرات الإنسانية والخيرية، حيث يسير على نهج الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وانطلاقاً من المبدأ الأخلاقي والإنساني والخيري الذي أرست الإمارات دعائمه، وتسير عليه تجاه دول العالم.

 

وفي رسالة للعالم، أكد صاحب السمو رئيس الدولة أن الإمارات ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة، ومصدر إلهام في العمل الإنساني، ولن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية المنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير، وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب في مختلف الظروف والتحديات والأزمات.

 

في الوقت الذي اهتز فيه العالم تجاه التطورات المتسارعة في أفغانستان شهدت الساحة الدولية ارتباكاً حقيقياً في التعامل مع التداعيات والحد منها، خاصة من حيث حماية المدنيين وإجلاء الرعايا الأجانب، وكانت الإمارات بوابة الفرج ، إذ أسهمت في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان، ووجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باستضافة نحو 9000 أفغاني بشكل مؤقت، وحرص على زيارة مدينة الإمارات الإنسانية لتفقّد العائلات الأفغانية التي أجليت من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة، وراقب العالم سموه، باحترام، وهو يبادل تلك الأسر التحية مثل تحية الأب الحنون والقائد الإنسان الذي حرص على التقاط الصور مع الأطفال بحنان.

 

وتعد زيارة سموه للعائلات الأفغانية من نساء وأطفال، وتوجيه سموه بتقديم جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية والدعم اللازمين لهم، رسالة جديدة للعالم يؤكد من خلالها أن الإمارات مصدر إلهام في العمل الإنساني، وعلى مختلف الصعد السياسية والإنسانية والإغاثية والصحية.

 

وأكد سموه أن الدولة ” لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية المنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية، والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات “.

 

كتاب الدكتور جمال السويدي في وصف سموه، يتيح للباحثين المهتمين للاطلاع على الرؤية التنموية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومعرفة أن سموه ” يؤمن بأن المواطن الإماراتي هو أساس أي تخطيط للحاضر أو المستقبل، وأن  ” أبناء الإمارات هم أساس الوطن وعماده، وليس النفط “، وانطلاقاً من هذه الرؤية، يضع سموه المواطن على قمَّة أولوياته، ويرى أن التعليم هو حجر الأساس القوي لتنمية الثروة البشرية الوطنية، ولجميع الخطط التنموية والاستراتيجية، وشريان التنمية المستدامة، والطريق الأمثل نحو رقي الشعوب ورفعتها، ويشدِّد دائماً على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع آمالها وتطلُّعاتها في الأجيال المتسلحة بالمعرفة والعلوم الحديثة.

 

إن منارة الإرث الفكري والإنساني العظيمة التي حصل عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من ” حكيم العرب ” المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، هي المدخل الأول لتتبع النهج القيادي اللافت الذي طوره سموه خلال رحلته إلى جانب الوالد المؤسس، قبل تخرجه عام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، حيث تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العامودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، بل منذ طفولته الأولى التي تابع فيها بهمة عالية القائد المؤسس وهو يبذل الغالي والنفيس لتوحيد الإمارات المتصالحة وإعلان الاتحاد، ويستقي من ذلك النبع الحكيم أفضل ما يمكن أن تنتجه المدارس السياسية والعسكرية من صفات وسمات قيادية مبكرة قادرة على نسج وصياغة شخصية من طراز لا مثيل له.

 

لا بد لنا من وقفة أو وقفات كثيرة، نقرأ ونناقش ونحلل من خلالها، كل ما كُتب وقيل عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكل ما قدمه سموه من رؤى وأفعال سبقت الأقوال التي صنعت مجد الإمارات ونهضتها الحضارية، بإرساء أمنها واستقرارها وتفوق قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتحولها إلى قوة إقليمية قائدة رائدة في المجالات المختلفة.

 

بنفس الوقت فقد أكدالمؤلف من خلال اضاءاته التي كلما سرنا في فضاء كل صفحة من الكتاب اضاءات لنا صفحة أخرى من نور تأخذنا الى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أضحى رمزاً مشهوداً في مواقفه الإنسانية النبيلة في مختلف بلدان العالم، فهو رجل السلام الأول الذي حقق إنجازات متنوعة تحت مظلة إنسانية، حيث امتدت مساعيه الإنسانية لتصل إلى كل إنسان، بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الانتماء، وهو نهج يسير عليه خير خلف لخير سلف. نهج الإمارات الإنساني الذي غرس بذوره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه واخوانه أصحاب السمو شيوخ الامارات،نجح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، في ترسيخ هذا النهج وبات صاحب الإنجازات الإنسانية والتنموية الرائدة التي لا تعد ولا تحصى، والتي عمت ولا تزال أرجاء العالم، لتنشر أسمى قيم التكافل والسلام والتسامح والتعاضد والتعاون بين البشر، وتُعلي صوت الأخوة الإنسانية في أرجاء المعمورة.

 

بورك معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي في اطلالته علينا بهذا الإنجاز الكبير وغير المسبوق: “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد … اضاءات في مسيرة رجل الإنسانية ” حول قيادة إنسانية إماراتية تشع علينا بإضاءاتها و يشهد لها القاصي والداني من قادة شعوب العالم بإنسانيتها و دورها الإنساني المحفور في قلوب الملايين من شعوب العالم . 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.