إعلان بلفور من جديد


د. عزت جرادات

———

بقلم / د. عزت جرادات

*هل أصبح (إعلان بلفور) لُغزاً تاريخياً، وهل كان –الطُعُم- في لعبة الاستغلال ما بين الصهيونية من جهة والسياسة البريطانية آنذاك من جهة أخرى.

*بدأ أستاذ التاريخ، الشرق أوسطي في جامعة أكسفورد مقالته (يرغين روغار):

” بعد مرور أكثر من قرن على الوعد / الإعلان الذي أصدره اللورد بلفور، ما زال الخلاف قائماً حول ما الذي كان ينوي عمله لفلسطين وزير خارجية ورئيس الوزراء البريطاني أو حتى من جاء بعده في الحكومات المتعاقبة”    أنتهى الاقتباس.

*تذكرنا هذه البداية بما ذكره آفي شلايم، استاذ التاريخ/ أكسفورد في كتابه- الاسرائيليون وفلسطين: أن وعد / إعلان بلفور كان غير شرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي وأكتسب الصفة القانونية بقرار- الأمـــــــــــــــم المتحدة-   illegal but Lawful  واستطرد قائلا: إن العرب لم يقرأو جيداً ذلك الوعد/ الأعلان، الذي يتكون من سبع وستين كلمة- باللغة الانجليزية- ولكنه جلب من المآسي في فلسطين التي لا تحتمل.

*مما لا شك فيه أن السياسة البريطانية آنذاك كانت تهدف إلى ابقاء فلسطين تابعة لامبراطوريتها، فوجدت في الصهيونية أداة لذلك، وفي الوقت نفسه وجدت الصهيونية فيه أداة لتحقيق هدفها السياسي.

ويذهب المؤرخ –روغار- إلى القول أن الوعد/ الأعلان لم يكن التزاماً بانشاء دولة يهودية بل التزام بأقامة مجتمع أقلية يهودية مدمجة بفلسطين لتسهيل الحكم البريطاني في فلسطين مستعمرة جديدة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فقد كانت المشكلة اليهودية قد برزت في أوروبا فجأة، وأن الحل يمكن أن يتم من خلال رفع شعار (عودة الشعب اليهودي إلى وطنه الثوراتي- المزعوم طبعاً.

فجاءت رسالة اللورد بلفور/ المشؤومة- حسب تعبير المؤرخ نفسه- إلى روتشيلد، ويرى أن المقصود غير المعلن منها هو احتفاظ بريطانيا بفلسطين من خلال الصيونية والعمل على أن لا تزيد نسبة اليهود في فلسطين عن 35% ليظلوا تحت الوصاية البريطانية، ولكن التمّرد اليهودي على الانتداب البريطاني بلغ أوْجهُ خلال الفترة -1944-1947 حيث تكثيف موجات المهاجرين اليهود إلى فلسطين.

*وينتهي إلى الاقرار بخطائيْن ارتكبتهما السياسة البريطانية آنذاك- وربما لا تزال ترتكب الأخطاء بعدم اعترافها بحق الشعب الفلسطيني بأقامة دولته من وجهة نظري- أما الخطاءان فهما:

– أن الوعد/ الإعلان كان خطاءً / قاتلاً في فلسطين.

-والأمر الثاني الخطا الذي ارتبكه البريطاينون هو اعتقادهم بأن بأمكانهم أن يتحكوا بقوميتيْن غير متجانستيْن في فلسطين.

*وخلاصة القول أن الجريمة قد أقترفت، وأن أداتها- الوعد / الإعلان – قد صيغت بروح استعمارية عدائية لحق شعب في وطنه التاريخ – فلسطين العربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.