إلى عطوفة محافظ عجلون اضرب بيد من حديد!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر  المقال / 24-07-2015

 

أما وقد عادت مافيات الحطب من جديد لتعيث فساداً بالأرض ،فتحرق بجهلها قلوبنا قبل أن تحرق بطمعها و جشعها ما تبقى في محافظتنا الجميلة من أشجار أنعم الخالق بها علينا، فنستظل بظلها و نتنسم هواءها العليل هاربين من ضيق الحياة وكدرها ،لكننا بتنا محرومين من هذه النعمة ،فهذه العصابات ما زالتآ  مصرة أن تحولآ  جبال هذه المحافظة إلى جبال جرداء لا حول لها ولا قوة.

آ

 

حقيقة لم يدّخر أصحاب القرار و الشأن وسيلة إلا واتبعوها للحفاظ على هذه الثروة الحرجية التي لا تقدر بثمن ، فعقدت الندوات والمحاضرات وتم تحرير مئات الضبوطات الحرجية و المخالفات، و أقيمت أبراج المراقبة ، ولكننا وللأسف الشديد لم نسمع أن شخصاً تم سجنه لعدة أشهر جراء جرائمه بحق ثروتنا الحرجية حتى لا تسوّل له نفسه مرة أخرى المساس بهذه الثروةآ  ،الأمر الذي جعل هؤلاء القتلة يستمرون بغيهم وجرائمهم باغتيال آلاف الأشجار التي أبيدت على مدار السنوات الماضية بكل دم بارد، و في كل مرة كانت الجريمة تسجّل على الدوام وتقيد ضد مجهول وكأن الأشباح والشياطين هي من تنفذ هذه الجرائم ليل نهار.

آ

آ

اليوم يُطّل علينا هؤلاء القتلة من جديد ليكملوا مشوار جرائمهم وليقولوا لنا وللعالم كله إننا مستمرون في ظلمنا وأنه مهما فعلتم واتخذتم من إجراءات فلن يثنينا كل ذلك عن الطريق الذي اتخذناه لأنفسنا في أن نحرق وندمر ما تبقى لكم من أمل وما تبقى من أشجار تٌسبّح لخالقها وتدعوه أن يكف أذى وشر الحاقدين عليها.

 

فإلى محافظ عجلون فلاح السويلميي  وإلى كل أجهزتنا الأمنية في المحافظة وإلى كل المعنيين فيآ  مديرية الزراعة و وزارة الزراعة نرجوكم و نحن لسان تلك الأشجار الضعيفة أمام إجرام لا يرحم ، أن تضربوا بيد من حديد و أن تجعلوا من يعتدي على ثروتنا الحرجية عبرة لكل من يعتبر فلقد بلغ السيل الزبى ولم يعد ينفع السكوت على هؤلاء القتلة ، وأخشى ما أخشاه أن يأتي ذلك اليوم الذي لا نجد فيه شجرة معمرة نتفيأ في ظلها أو نتنسم بهوائها .

 

وإلى كل أصحاب القرار في وطني الغالي أوجه رسالة باسمي وباسم أهالي محافظة عجلون مفادها أن ثروتنا الحرجية في خطر شديد ، و من دون أدنى شك و إن استمر الحال على ما هو عليه فإننا سنفقدها بكل تأكيد إن بقيت إجراءاتكم وعقوباتكم خجولة لا ترتقي لمستوى الفعل ومستوى الجريمة .

 

فالمطلوب أن تخرج هذه الثروة الحرجية العظيمة من سلطة وإدارة وزارة الزراعة لأنها بالتأكيد غير قادرة على حمايتها مع احترامنا وتقديرنا الشديد لكل جهودهم الجبارة التي يقومونا بها ، ولكن تبقى قضية الإمكانات التي لا تؤهل وزارة الزراعة لحماية هذه الغابات ، فالسؤال الذي يطرح نفسه باستمرار ماذا سينفع وجود 40 أو 50 طوّاف لحماية ثروة حرجية ممتدة على حوالي 40% من مساحة المحافظة،

 

فلذلك فإن المطلوب وبأقصى سرعة أن نضرب بيد من حديد و أن تُناط حماية هذه الثروة الحرجية بالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ، لأننا في محافظة عجلون شاهدون من أرض الواقع على أن المناطق التي تتواجد وتقيم فيها القوات المسلحة لا تقترب منها أيدي هؤلاء المجرمين القتلة.

آ

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.