إمتحان التربية الوطنية.. سيء الذكر…!


د. مفضي المومني

امتحان التربية الوطنية سيء الذكر…الذي أشغل الاردنيين فوق انشغالاتهم وفوق وجعهم بغزة وفلسطين… وأشياء اخرى تخرج من حين لحين واجزم أنها ليست عفوية بل مدروسة وتعمل عمل دس السم في الطعام… !
التربية الوطنية مقرر دراسي ومتطلب إجباري جامعي، وقد كتبت بشجونه سابقا، وأجزم من واقع الحال وما أعرفه، فعلى أهميته إلا أن الإدارات الجامعية بالغالب لا تعطيه الأهتمام الكافي ويتجلى ذلك من خلال تدريس المساق وتحويل محتواه إلى سرديات تاريخية، ومادة للحفظ لا تتجاوز المستوى الأول للجانب المعرفي لهرم بلوم ..أي التذكر والحفظ من أجل الامتحان، وبعدها يصبح نسياً منسيا…! ، الجانب الثاني أسلوب وطريقة التدريس ولا أعمم… فما أعرفه أن البعض إن لم يكن الغالب يقدمون المقرر من خلال المحاضرات النظرية المملة وعن بعد…بطريقة القراءة المباشرة من الكتاب دون إعطاء موضوعاته ابعاد تعزز الحس الوطني وتتشابك مع معطيات ثقافتنا ومجتمعنا وديننا… وموروثنا الفكري… ومشاكلنا اليومية والأزلية…! التي تراوح مكانها ولا نرى تقدم يذكر ينعكس على سلوكنا وممارساتنا، القضية الثالثة هنالك كتاب مقرر… واسئلة مكررة لذات المقرر تباع وتشترى في (دكاكين ولا أقول مكتبات) تنتشر حول بوابات الجامعات ويتداولها الطلبة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، وقضية لجنة وضع الأسئلة والمقرر… من الممارسة يتنطح لها أحدهم والأمر يريح الآخرين… وفي إمتحان الجامعة الأردنية أعتقد أنه لو تم مناقشة الأسئلة من قبل مدرسي المساق لما تم تمرير الأسئلة مثار اشمئزاز وتذمر الطلبة والأهالي وكل المجتمع الأردني وبالأخص الأكاديمي، القضية الأخيرة المساق بعد الكورونا اصبح يدرس عن بعد والشعب بالمئات… إقترحت واقترح غيري أن يحول إلى وجاهي وتطبيقي… من خلال إدماج الطلبة في مؤسسات المجتمع المحلي ومن خلال تنفيذ نشاطات فيها، بحيث يشعر الطالب ويكتسب قيم الوطنية التي نريدها أن تغرس في أجيال الشباب الجامعي وشباب الوطن والجميع.
الأسئلة مثار الإشمئزاز والاستنكار… لم توضع بعفوية… فهي امتداد للغة جماعات الام جي اوز.. ووكلاء السياسات والمؤسسات الغربية والجمعيات التي تسعى جاهده لتدمير مجتمعاتنا وثقافاتنا وموروثنا وعقائدنا… من خلال اقتحام تابوهات (محرمات المجتمع) ؛ الدين والجنس والسياسة، و غيرها… وحديثا دخلت علينا ذات الجهات بحقوق المرأة والحيوان والمثليين وحدث ولا حرج… ولكنهم جميعاً انكشفوا حد التعرية… بعد طوفان الاقصى… فأين هم من القتل والدمار والتهجير ومحاولات إفناء أبناء غزة وفلسطين… بعد هذا يجب أن تغلق كل هذه الجهات أفواهها ومقراتها وتذهب من حيث أتت.
أما الطامة الكبرى… فتكمن في أبناء جلدتنا… وكلائهم بيننا… وأخص بعض أساتذة جامعاتنا الاهثين خلف هذه الجهات طمعا بالمال او المناصب او عرض الدنيا… او الحضوة لدى الساسة والمتنفذين… حتى أن بعضهم يقدم نفسه بتعالٍ وكأنه اكبر من جامعته… وكل يوم سفرات هنا وهناك… ويروج لافكارهم الملوثة مزاوداً عليهم..! الا شاهت الوجوه واقل كلمة تقال لهم (استحوا على حالكم)… طلبتكم أكثر ثقافة منكم… وسجلها طلاب الأردنية جامعتنا الأم، ويجب تنظيف جامعاتنا من امثالهم بغض النظر عن تسويقهم لأنفسهم أنهم مدعومين
نتمنى على رئيس جامعتنا الأردنية وجميع رؤساء الجامعات… إعادة النظر بمساق التربية الوطنية وتحويله إلى مقرر تطبيقي عملي وإعطائه الإهتمام الكافي.. وأن لا يدرسة إلا مختص.. وأن لا يتم اللجوء لمن هب ودب لتدريس المساق(تمشاية حال وتوفير..!) حمى الله الأردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.