إِلَى عَطُوفَةِ المُهَنْدِسِ مُحَمَّدِ البَشَابْشَةِ: لَا تَكُنْ مُجَرَّدَ ضَيْفٍ عَابِرٍ عَلَى جَمِيلَةِ الجَمِيلَاتِ عَجْلُون.


منذر محمد الزغول

كما يعلم الجميع، يوجد في محافظة عجلون خمس بلديات، هي: بلديات عجلون الكبرى، وكفرنجة، والجنيد، والعيون، والشفا، ولكل بلدية من هذه البلديات أهمية كبيرة ، بسبب طبيعة المحافظة وميزاتها الفريدة من نوعها، وخاصة في المجالين السياحي والزراعي، حيث يوجد في المحافظة مئات المواقع السياحية والأثرية تتوزع على كافة مناطق المحافظة، وتكاد لا تخلو أي منطقة فيها من هذه المواقع الهامة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وحضارات عديدة مرّت على المنطقة.

على كلٍّ، في مقالي هذا أحببت أن أسلط الضوء على بلدية عجلون الكبرى، التي تضم مناطق عجلون، وعنجرة، وعين جنا، والصفا، والروابي، وهي بالطبع بلدية واسعة جدًا، تحتاج من فارسها أن يبذل كل جهد ممكن للتعامل مع القضايا العديدة والتحديات  التي تواجه سكانها وزوارها على مدار الساعة.

بالطبع، بلدية عجلون الكبرى ليست كأي بلدية أخرى، فهي واجهة محافظة عجلون، ولا أبالغ إذا قلت إنها أصبحت اليوم من أهم بلديات المملكة، لأن عجلون أصبحت القبلة المفضلة لعشرات الآلاف من الزوار من داخل الأردن ومن خارجه الذين  يقصدونها في نهاية كل أسبوع للاستمتاع بأجوائها الجميلة والخلابة، وفي الغالب، غالبية زوار المحافظة لا بد أن يمروا بمناطق بلدية عجلون الكبرى، لأنها تضم أهم المواقع السياحية والأثرية، كالقلعة، والتلفريك، والمحمية، وغيرها من المواقع السياحية الهامة جدًا، إضافة إلى أن مناطق محافظة عجلون بشكل عام، ومناطق بلدية عجلون الكبرى بشكل خاص، أصبحت تشهد استثمارات كبيرة وهامة، وهذا يتطلب من رئيس لجنة البلدية وأعضاء اللجنة بذل أقصى جهد ممكن  للتعامل مع هذا الواقع الجديد والهام جدًا.

من هذا المنطلق، تأتي رسالتي هذه إلى رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى، عطوفة العميد المتقاعد المهندس محمد البشابشة، الذي سمعت عنه والله كلامًا طيبًا يثلج الصدر خلال عمله ومسيرته المشرفة في جيشنا العربي الباسل، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالثقة أن الرجل لن يكون ضيفًا عابرًا على عجلون وبلديتها، وأنه بالتأكيد سيترك خلفه أثرًا طيبًا سنتحدث عنه -بإذن الله تعالى طويلًا.

الأمر اللافت أيضًا والجميل، أن أعضاء لجنة بلدية عجلون الكبرى هم من خيرة الخيرة، فهي تضم مدراء الأشغال، والمياه، والسياحة، ومجلس الخدمات المشتركة، والمهندس نور الدين محمود الخطيب، والمهندس سليمان ميخائيل الربضي، وزميلنا الإعلامي الكبير الأستاذ محمد سالم مفلح القضاة، إضافة إلى الأخت الفاضلة نسيبة الصمادي، وبالطبع جميع هذه الأسماء كبيرة، وأصحاب خبرات واسعة في مجالاتهم، وسيكون لهم أطيب الأثر في خدمة مناطق البلدية المختلفة والمحافظة بشكل عام.

المطلوب من رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى وأعضاء اللجنة، ألا يكتفوا بمتابعة أعمال النظافة وغيرها من القضايا البسيطة، فهذه قضايا رغم أهميتها إلا أنه  من الممكن أن يقوم بها ويتابعها  مدراء المناطق  والموظفين بكل يسر وسهولة، كما أتمنى على لجنة البلدية ألا يكون وجودهم بيننا في هذه الفترة التي قد تمتد لعام على الأقل لتسيير الأعمال فقط، فهناك قضايا هامة جدًا تنتظرهم، وتنتظر منهم أن يكونوا أكثر جرأة وشجاعة في اتخاذ الحلول المناسبة لها، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر قضية البسطات العشوائية، وشارع الحسبة والفوضى الموجودة بمجمع الباصات ، والازدحامات المرورية، وخاصة في شارع القلعة، والتعامل الجاد مع الحركة السياحية النشطة التي بدأت تشهدها المنطقة، وخاصة منذ انطلاق مشروع التلفريك.

كما أن المطلوب من رئيس وأعضاء لجنة البلدية فتح حوار مباشر مع المواطنين حول الخدمات التي يحتاجونها، وأن يتبعوا سياسة الأبواب المفتوحة، وأن يعملوا بكل جهد ممكن على إيجاد مشاريع في كافة مناطق البلدية، وأن يعملوا أيضًا على استقطاب المستثمرين وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لهم، وأن يساهموا ما أمكن  بإيجاد الحلول المناسبة للمشاريع المتعثرة ، وأن يلتفتوا أكثر إلى منطقتي الصفا والروابي، فهاتان المنطقتان جميلتان جدًا، وفيهما عشرات المواقع السياحية والأثرية، والبلدية تقع عليها المسؤولية الأكبر في وضعهما على الخارطة السياحية للمحافظة، ومما يشجع على ذلك وجود مدير سياحة عجلون في اللجنة، إضافة إلى أحد أهم إعلاميي المحافظة والوطن.

وكم هو أيضًا أجمل، لو قامت بلدية عجلون الكبرى -كونها البلدية الأكبر بعمل اجتماع لجميع بلديات المحافظة، ومجلس المحافظة، وغرفة التجارة، ومؤسسة الإعمار، وكل الجهات المعنية الأخرى، لمناقشة عمل مشاريع مشتركة لخدمة جميع مناطق المحافظة، إضافة إلى إنشاء مجمع للدوائر الرسمية في المحافظة.

على كلٍّ، القضايا التي من الممكن طرحها على رئيس لجنة البلدية وأعضاء اللجنة كثيرة وهامة، لكن جلّ ما أتمناه في بداية عمل اللجنة، أن يرتبوا بيتهم الداخلي، وأن يضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يحققوا العدالة بين جميع الموظفين ومناطق البلدية، وحتى في أي عمل آخر للبلدية، كالعطاءات وغيرها، وهذا لا يعني أن لديّ أي ملاحظات على عمل المجالس السابقة، فجميعها لها كل التقدير والاحترام، ولكن أساس العمل دائمًا يبدأ بتحقيق العدالة والإنصاف في البيت الداخلي، وألا يشعر أي موظف بالغبن والظلم، لأنه من هنا تبدأ عملية تراجع الخدمات، وينعكس تأثيرها على المجتمع والمنطقة وزوارها.

أخيرًا، كل أمنيات التوفيق والنجاح للرجل الفاضل، صاحب السيرة العطرة، عطوفة المهندس محمد البشابشة، ولكافة أعضاء اللجنة الكرام، سننتظر بفارغ الصبر إنجازاتكم  على أرض الواقع، لأن لجنة تضم بين جنباتها هذه الخبرات الواسعة، غير مقبول منها على الإطلاق إلا العمل والإنجاز، فجميلة الجميلات عجلون تستحق الأفضل وهي  بحاجة ماسة للخدمات، وترتيب أمورها، وإنصافها.

 

والله من وراء القصد.

 

بقلم / منذر محمد الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.