ابو جدعان بطل حقيقي


امجد فاضل فريحات

=

بقلم //  امجد فاضل فريحات

 

أحد الابطال المغاوير المجهولون والذي لم يتم ذكره في كتب التاريخ ، ولم يعرفه الكثير الكثير من نشئ هذا العصر وتحديدا فوق اراضي الاردن ، وسيبقى أجره عند الله عظيما يبحتى يرث الله الأرض ومن عليها .

بطل الرواية الحالية هو السيد مصطفى جدعان وراد الخرشه(ابو جدعان) ، رجل حقيقي وليس كل الرجال ، وكم رجل يعد بألف رجل وكم ألف تمر بلا عداد .

تخرج ابوجدعان من أحضان بلدة أم الينابيع في ذراع الأردن الجنوبي لواء المزار حيث كرك التاريخ ليشترك في حرب عام ١٩٦٧م . والذي وقف على مفترقات باب الواد واللطرون وحي الشيخ الجراح متحديا بجبهته السمراء نيران العدو الصهيوني الغاشم ، وابو جدعان لا معنى للخوف عنده لأن قناعاته وثقته وايمانه بالله لا بقوة العدو المصطنعة بل أن المرجلة هي القوة الكامنة بين جنبيه لا بقوة السلاح الذي يحمله عدوه .

ابو جدعان بطل اسطوري ، دمر أربع دبابات للعدو الصهيوني من على مدفعه الصغير ، وبقي يكافح وينافح حتى غلبته جراحاته النازفة ليقع أسيرا يزأر كالأسد بيد العدو الصهيوني الغاشم .

لقد أبهر ابو جدعان قائد جيش العدو الصهيوني موشيه دايان الذي أصر على مقابلة هذا الصنديد المتمرد بحجم جيش عملاق كتبت عنه صحف العدو لتقول على لسانه موجها كلامه لدايان : ترجم يا مترجم، وأسمع يا اعور جيشك جبان، إلك عندنا يوم، والحرب كر وفر، واليوم إلك وبكره عليك .

ابو جدعان بقي في الأسر اربعة شهور صابرا مرابطا ، وعاد لبلاده مرفوع الرأس لم يهادن ولم يقبل اي عرض مغر ، وعاد من فلسطين الإباء إلى مسقط رأسه الأردن الأبي ، إذ أنه وغيره من الرجال الرجال يجتمعون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس .

والآن ابو جدعان يعيش بلا أوسمه ولا نيياشين ولا يدعى إلى المناسبات الوطنية وحتى كتب التاريخ لم يدخلها كبطل صنديد مغوار لتستفيد من سيرته الذهبية الأجيال المختلفة من طلبة المدارس والجامعات الأردنية .

ابو جدعان اليوم لا يذكر لنا أنه بلع ورقة أو جزء منها ليروي لنا قصة كرتونية هزيلة في زمن ماتت به الكثير من الأجيال المعاصرة لتلك الرواية الشفوية التي تؤكد صدق هذه الرواية أو تنفي عدم وجودها ودقتها ، أما عند ابو جدعان فالأمر مختلف فالعديد ممن عرفوه يذكروا أن هذا الرجل يحتضن في جسده العظيم ثمان رصاصات هن اوسمته ونياشينه .

لكل رصاصة قصة ورواية ستبقى ترويها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل في سجل التضحية والفداء والدفاع عن تراب الأردن وفلسطين الطهور ضد العدو الصهيوني المتغطرس .

شكرا لكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.