اتركوا الامور للملك فهو بيت الحكمة


نسيم العنيزات

السقوف المرتفعة تحتاج إلى روافع حتى تسندها وتكمل هندستها ، وامكانيات تمكن صاحبها من إكمال بناءها وقبل ذلك تخطيط يتناسب مع الإمكانيات حتى لا نتوقف او نصطدم بنقطة لا تمكننا من الاستمرار ، ونجد أنفسنا امام نقطة لا نستطيع الاستمرار او العودة الى الوراء .

فان موقفنا من الحرب على غزة جاء متقدما لا يقبل المزاودة او التشكيك خاصة الجهود الدبلوماسية التي بذلها وما زال جلالة الملك عبدالله الثاني التي أنتجت خرقا في الموقف العالمي خاصة الأوروبي الذي غير نظرته للعدوان وتراجع موقفه الداعم لإسرائيل لانه اي الملك الزعيم الوحيد الذي يعرف كيف يخاطبهم والقادر على التعامل معهم.
حيث تمكن الملك من افشال المخطط الصهيوني في موضوع التهحير من خلال التنسيق مع مصر اولا، واقناع الأوروبيين بضرورة عدم التعامل مع هذا المخطط او الانجرار خلف الأهداف الصهيونية.

وكان خطاب الملك دائما دبلوماسيا وواضحا ومتزنا خلال جميع لقاءته بزعماء الغرب وشخصياته المؤثرة باعتباره الزعيم العربي الذي يمثل بيتا للحكمة والاتزان في المنطقة ، وينظر له الجميع باعتباره مرجعا ورمزا للاعتدال.

الا ان البعض لدينا قد فهم هذا الجهود بإتجاه اخر ، واخذ ينتهج أسلوبا استفزازيا ويتبع لهجة تصعيدية ليس وقتها او مكانها المناسب ، قد تكلفنا اثمانا باهظة او تغير من اتجاه البوصلة التي تدفعنا نحو أزمة نجد معها أنفسنا وحيدين في عالم مضطرب وعلى فوهة بركان قد تقوده إلى تغيير حساباته.

فان حالة الانسجام بين الشعب والدولة في الموقف من العدوان والابادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة تعكس موقف النظام السياسي الذي عبر عنه بالدعم اللامحدود وبالجهود الدبلوماسية وترك الباب مواربا لجميع الخيارات بلغة دبلوماسية لا تصعيدية تهدف إلى وقف الحرب ومنع التهجير واحداث استدارة دولية لضرورة حل القضية الفلسطينية ووقف معاناة الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة .
وهذا ما بدأنا نسمعه ونلمسه من مواقف بعض الدول الأوروبية والعالمية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التي اصبحت تنادي وتدعو إلى ضرورة حل الدولتين لإيقاف هذا النزيف وحتى يشعر الشرق الأوسط بالامن والاستقرار.

وذلك لان الملك بحنكته السياسية وبفهمه الواسع لالية تفكير الغرب وتقديره للظرف الحالي بانجرار العالم الأوروبي خلف الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر شريكا رئيسيا لدولة الاحتلال بحربها على قطاع غزة لما تقدمه من دعم غير محدود في الأسلحة والعتاد وتحملها ثلث التكاليف المادية مع إسرائيل التي بلغت لغاية الآن ما يقارب ال 70 مليار دولار إضافة إلى الانقسام العربي وتباين مواقفه في التعاطي مع الحرب ، وجد انه لا بد في اتباع اسلوب سياسي لأحداث شرخ في الموقف العالمي وفي نفس الوقت الاستمرار في دعمه والوقوف إلى جانب الأشقاء ودعمهم في المساعدات الإنسانية التي هم بأمس الحاجة لها الآن، بعد ان توسعنا في إنشاء مستشفى ميداني اخر في غزة واخر في نابلس .

ومع ذلك كله فهناك ما زال يشكك في النوايا ويدفع نحو إجراءات غير محسوبة النتائج من باب المزاودة او قلة دراية او فهم للموقف الأردني.
دون ان يعلم بأننا دعاة سلام واعتدال وكأنه لم يقرأ رسالة عمان التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب وتوضيح صورة الإسلام الحقيقية التي شوهها البعض وهم بعيدين كل البعد عن صورة الإسلام الحقيقية.

هذا كله وما يسود العالم والمنطقة من حالة استنفار، تدعو البعض لدينا إلى فهم الواقع وضرب بريكات والدوس على الفرامل وان ينتهح العقلانية والروقان لا ان يستغل الظرف ويبحث عن الشعبوية ، وان يترك الامور إلى ربان السفينة المحترف والقادر على قيادتها إلى بر الأمان قبل ان نغرق جميعا ونندب حظنا ونأخذ بالتبجح والتلاوم ونعود إلى الاختباء بالظلام وكأننا لم نفعل شيئا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.