اختفاء النخب في الأزمات


نسيم العنيزات

بقلم / نسيم عنيزات

ما ان تمر الدولة بمرحلة مفصلية او تواجه تحد من نوع ما ، سرعان ما نفتقد نخب سياسية كانت تتسلم مواقع قيادية في ادارة الدولة حيث تغيب عن المشهد وتختفي عن الانظار كليا وتصمت عن الكلام المباح .
ان ما حدث في الايام الماضية وغياب بعض المسؤولين السابقين ليس اول مرة انما تكرر في احداث عام ???? وما سبقها من احداث الربيع العربي بعد ان غابت هذه القيادات المشهد والتزمت الصمت كليا ولم تبد اي موقف او رأي او تحدد اتجاهها وبوصلتها وكأن الامر لا يعنيها او انها تنتظر الكفة الراجحة لتميل نحوها.
بعض هذه القيادات التي اشبعتنا تنظير ودروسا ايام المسؤولية والرخاء وزاودت علينا بالولاء والانتماء نفتقدها ايام الشدة والحاجة وتشيح بأنظارها عن الوطن واوجاعه وكانها تنتظر النتائج للفوز بالغنائم.
نعم هناك رجالات لم نسمع لها صوتا او رأيا ولا حتى موقفا واضحا وصريحا .
لنؤكد باننا بحاجة الى نخب حقيقية وقيادات لا مصلحة لها الا مصلحة الوطن لا محطة انتظار او جواز سفر . لقد اثبتت الايام وما دار من احداث بان بعض نخبنا هي شخصيات كرتونية قد خدعنا فيها ، لا صوت لها الا اثناء جلوسها على كراسي المسؤولية والبرستيج ،وعند نزولها عن كراسيها تفض عقد الشراكة مع الوطن ، فمنها من تولى هاربا ومنها من غدر وخان .
قد نفهم الاسباب و المبررات التي قادتنا الى هؤلاء لكن الان وبعد كل هذه التجارب فقد حان وقت التغيير والبحث عن قيادات ونخب حقيقية تؤمن بالوطن وترابه ، لا بأمواله ومصالحها. نخب لم تلوث ايديها بالفساد او التطاول على المال العام تحظى باحترام وسمعة طيبة بين الناس .
ان عصر التدوير والتنفيع ثبت فشله ولا ولاء له الا لمصلحته فقد حان وقت التغيير والبحث عن رجالات يعرفون معنى الوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.